الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

صفقة القرن أم صفعة القرن؟!

صفقة القرن أم صفعة القرن؟!
صفقة القرن أم صفعة القرن؟!


ما يبدو من بوادر حول ما يطلق عليها «صفقة القرن» أو الخطة الأمريكية لإغلاق الملف الفلسطينى لم يعد خافيا ما ترمى إليه تلك الصفقة أو الصفعة التى ستهوى على وجوهنا نحن العرب إذا لم نحتط لها. تمسك ترامب الشديد بها وإسناد ملفها لزوج ابنته مستشاره السياسى اليهودى المتعصب المنحاز لإسرائيل يعنى حرصه على ابتعاد الملف عن القنوات  الرسمية الأمريكية واستبعاد بحثها مع الدول المعنية بتلك القضية، ثم تجاهلهم، أحاطها الغموض والسرية إلا أن ما تسرب من معالمها يشير إلى أنها مطابقة لنوايا حكومة نتانياهو بتصفية عناصر القضية الفلسطينية وحقوق شعبها، وذلك بتكريس ضم وتهويد القدس واستبعاد حق اللاجئين فى العودة وتحويل فكرة الدولة الفلسطينية إلى مجرد سجن محاصر فى قطاع غزة وكينونات مجزأة على أقل من ثلث الضفة الغربية، وبما يفتح الباب لضم المستوطنات و62٪ من الضفة الغربية لإسرائيل وبقاء الأراضى المحتلة تحت الهيمنة العسكرية والأمنية والاقتصادية لإسرائيل، إنها وصفة لاستمرار الاحتلال الصهيونى وإنشاء دولة واحدة بنظام عنصرى ضد الشعب الفلسطينى. هدف الصفقة تطبيع العلاقات بين دول المنطقة والكيان الصهيونى على حساب الشعب الفلسطينى وتصفية قضيته الوطنية وحقه المشروع فى دولة قابلة للحياة عاصمتها القدس الشرقية التى صارت عنوانا لأى تسوية عادلة منذ ثلاثة عقود. هناك عناصر أخرىلخطة الصفقة يجب التنبه لها، ففى ظل تعثر محاولات التطبيع بسبب المعارضة الفلسطينية لإدارة ترامب وصفقته المشبوهة ستزداد الضغوط على السلطة الفلسطينية لدفعها للقبول للجلوس على طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة واستغلال ظروف الانقسام الفلسطينى بالسعى الإسرائيلى وحلفائها لاستمرار المفاوضات لعقود أخرى واستثمار الوقت للمزيد من التوسع الاستيطانى وتكريس الأمر الواقع على الأرض لمصلحة الضم والتهويد، مستغلة حالة التفكك والضياع وفقدان البوصلة على جميع الأصعدة المؤسساتية واستغلال معاناة قطاع غزة. ما تحتاجه الإدارة الأمريكية هو وجود طرف فلسطينى يمنح الغطاء التفاوضى غير الموجود، من خلال التسريبات نجد أمامنا نكبة جديدة أسوأ من نكبة 1948 هى نكبة القرن التى تريدها أمريكا لنا.
لم تكن حريصة فى أى وقت على تحقيق أى تسوية عادلة، بل كانت على العكس تماما، لهذا علينا نحن العرب إيجاد الوسيلة المثلى لإنهاء الانقسام الفلسطينى والعمل على إعادة بناء قيادة وطنية موحدة فى إطار الممثل الشرعى الوحيد المعترف به «منظمة التحرير الفلسطينية» وهو ما تفعله مصر هذه الأيام.
تحيا مصر. 