الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مونديال بطعم السياسة!

مونديال بطعم السياسة!
مونديال بطعم السياسة!


بنكهة السياسة خرجت لنا العديد من لقطات وأهداف مونديال روسيا 2018.. فلم تبتعد السياسة يومًا عن الساحرة المستديرة.. كانت وستظل كرة القدم دومًا ورقة فى ملعب آخر غير المستطيل الأخضر.. ملعب السياسة.. بل وتخضع لآراء وتحليلات خبراء السياسة فى كثير من الأحيان، ومع انتهاء كأس العالم لا تزال تداعيات الكثير من الإسقاطات والمواقف واللقطات السياسية حاضرة لا تغيب.

1 أزمة صلاح

أثار لقاء نجم منتخبنا الوطنى محمد صلاح مع رئيس الشيشان رمضان قاديروف حديث الصحف العالمية بصفة عامة والإنجليزية بصفة خاصة، حيث تم استغلاله بصورة سياسية، وخاصة أن رئيس الشيشان لا يلقى قبولًا بين أغلب دول أوروبا، حيث يتهمونه بأنه ضد حقوق الإنسان والديمقراطية، وعلقت شبكة «سى إن إن» على هذا الحدث، وزعمت أن مسئولى منتخب مصر استغلوا صلاح بشكل سياسى خلال لقائه برئيس الشيشان ومنحه وسام المواطنة الشرفية، وأن هذا الأمر أغضب صلاح بشكل كبير.


2 أوكرانيا فى المونديال

رغم عدم وجود أوكرانيا فى مونديال روسيا لكن الأزمة الأوكرانية حضرت بقوة عندما هتف مدافع كرواتيا دوماجوج فيدا «المجد لأوكرانيا» بعدما فاز منتخب بلاده على روسيا فى دور الـ8، وكان فيدا من اللاعبين الذين سجلوا فى مرمى روسيا فى الركلات الترجيحية، وهو محترف فى نادى دينامو كييف الأوكرانى، الأمر الذى تم على إثره فتح تحقيق فى الفيفا وبسببه أيضا اتخذ اتحاد الكرة الكرواتى قرارا باستبعاد أوجنين فوكويفيتش عضو البعثة الكرواتية بعدما أعلن تأييده للاعب فيدا قائلا «هذا الانتصار لدينامو وأوكرانيا، إلى الأمام كرواتيا». أما فيدا فحاول التراجع عن تصريحاته حيث صرح لصحيفة إكسبريس «لا سياسة فى الكرة ولا كرة فى السياسة.. لقد كان الأمر مجرد نكتة مع زملائى فى دينامو كييف لا أكثر».


3 أردوغان وألمانيا

قبل المونديال بأيام حدثت العديد من المشكلات داخل صفوف منتخب ألمانيا وجهازه الفنى، وذلك بسبب صورة نجمى المنتخب مسعود أوزيل وإلكاى جوندوجان مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، حيث إن اللاعبين تعود أصولهما لتركيا لكنهما يحملان الجنسية الألمانية، وشهدت المباريات الودية قبل خوض ألمانيا لمونديال روسيا صافرات استهجان من الجمهور الألمانى ضد أوزيل وجوندوجان أثناء خوضهما للمباريات، كما طالب عدد من الجماهير الألمانية باستبعاد أوزيل وجوندوجان من قائمة المنتخب المشارك فى مونديال روسيا، لكن يواخيم لوف مدرب المنتخب لم يفعل ذلك. ولعب أوزيل وجوندوجان مع منتخب ألمانيا فى المونديال الروسى، لكن وضح عليهم علامات عدم الراحة والقلق بسبب هذه الأزمة، وهو ما أثر سلبًا على أداء منتخب ألمانيا، خاصة أن أوزيل من أهم اللاعبين داخل صفوف الماكينات، وكان أحد أهم الأسباب فى فوز ألمانيا بلقب مونديال البرازيل 2014، كما أن جوندوجان لاعب مؤثر أيضًا فى خط وسط المنتخب الألمانى. وجاءت تصريحات نجم منتخب ألمانيا وهدافه، توماس مولر، لتؤكد أن أردوغان كان أحد أسباب كارثة خروج ألمانيا مبكرًا من مونديال روسيا 2018.


4 خروج البرازيل

بحسب صحيفة «الجارديان» كانت الحكومة البرازيلية تأمل فى تقدم منتخب السامبا حتى يتم صرف النظر عن الأزمات السياسية والاقتصادية فى البلاد فهناك اثنان من رؤساء البلاد السابقين متهمان بالفساد والرئيس الحالى موجه له تهم فساد مع نائبه أيضا، وهناك غضب من الحالة الاقتصادية المتردية وسياسات التقشف، وقالت الصحيفة عن خسارة البرازيل «الأمر ليس مجرد كرة قدم هنا»، ونشرت صور البكاء فى الشوارع البرازيلية قائلة إن الأمر صورة لليأس المسيطر على البلاد.


5 مذبحة الصرب وكوسوفو

شهدت مباراة سويسرا أمام صربيا فى الجولة الثانية من دور المجموعات بمونديال روسيا الجارى، أزمة كبيرة عندما احتفل ثنائى منتخب سويسرا جرانيت تشاكا وشيردان شاكيرى باحتفالية «النسر» بوضع يديهما بشكل معكوس على هيئة جناح النسر فى إشارة لعلم ألبانيا، بعد إحرازهما هدفين قادا منتخب سويسرا للفوز على صربيا 2/1، فى هذه المباراة وتعود أصول اللاعبين شاكيرى وتشاكا إلى ألبانيا وكوسوفو.. ومن المعروف أن هناك عداء كبيرا للغاية بسبب حرب إبادة الصرب لسكان ألبانيا، وعدم اعتراف صربيا حتى الآن باستقلال كوسوفو، حيث إن جرانيت شاكيرى لاعب منتخب سويسرا كان هو وأسرته من اللاجئين الذين فروا من ألبانيا إلى سويسرا جراء حرب الصرب. وبدأت اللجنة التأديبية للاتحاد الدولى لكرة القدم النظر فى القضية وقد يتعرض اللاعبان لعقوبات من قبل الـ «فيفا»، إذا رأى الأخير فى احتفالهما إظهارًا لشعارات سياسية.


6 إفريقيا حاضرة رغم الخروج

فى مباراة فرنسا وبلجيكا قال البعض فى سخرية إن المباراة ضمنت وجود فريق أفريقى فى النهائى فى إشارة لعدد المجنسين من أصول إفريقية فى صفوف المنتخبين، حتى إن صحيفة الإندبندنت قالت إن المونديال هو احتفال بالمهاجرين وبراعتهم ومساهمتهم فى الدول التى تبنتهم بينما موقع Vox الأمريكى نشر تقريرا يوضح أن 82 لاعبا فى مونديال روسيا يلعبون لصالح دول لم يولدوا على أراضيها وكانت فرنسا هى الدولة التى ولد على أرضها 50 لاعبا.. والأكثر من هذا أشار التقرير إلى أن أغلب هؤلاء اللاعبين الفرنسيين من أصول مهاجرة من إفريقيا وأغلبهم من أبناء الجيل الثالث من المهاجرين الذين عاش آباؤهم فى مجمعات سكنية خاصة بسكان المستعمرات الفرنسية. كما رفع الفرنسيون كأس العالم للمرة الوحيدة فى تاريخهم عام 1998 بفريق قوامه الأساسى من لاعبين من عائلات مهاجرة كان أغلبهم من الأفارقة.


7 المهاجرون فى المونديال

مع الإعلان عن القوائم النهائية للمنتخبات المشاركة فى مونديال روسيا، برز اسم الأسترالى دانييل أرزانى، والذى دخل التاريخ كأصغر لاعب فى كأس العالم 2018، بعمر لم يتجاوز 19 عامًا، وزاد من قيمة رقم أرزانى أنه شارك فى مواجهات المنتخب الأسترالى الثلاث فى المونديال أمام منتخبات فرنسا، الدنمارك وبيرو رغم أنه لم يلعب بقميص المنتخب ذاته سوى فى 23 دقيقة قبل كأس العالم. الموهوب الصغير أرزانى سافر إلى أستراليا مهاجرًا من إيران، حيث وُلد فى خرم آباد، قبل أن يرحل إلى القارة الجنوبية التى فتحت الباب أمام موهبته، ليلعب فى منتخبات الناشئين والشباب بالقميص الأسترالى، ورغم تصريح البرتغالى كارلوس كيروش المدير الفنى للمنتخب الإيرانى بأنه مهتم بموهبة أرزانى، إلا أن الأستراليين لم يفرطوا فى نجم ملبورن، وقطع استدعاؤه للقائمة الأسترالية فى المونديال الباب أمام محاولات إيران لاستعادته.
أما الدنماركى الشاب يوسف بولسن فقد أثار فضول الكثيرين، بعدما ظهر خلال المواجهة الأولى لمنتخب بلاده فى كأس العالم أمام بيرو بقميص يحمل اسم «يورارى»، واكتملت الإثارة بتسجيل بولسن لهدف الفوز الدنماركى.
اللاعب الدنماركى ذو الأصول التنزانية كشف بعد المواجهة أنه قرر تخليد اسم والده الراحل يورارى شيهو، والذى أتى مهاجرًا من تنزانيا وتزوج من دنماركية أنجبت له يوسف، إلا أنه رحل عن الدنيا قبل أن يكمل الصغير يوسف عامه السادس.
وفى العاصمة الفرنسية باريس، وُلد اللاعب البارز كيليان مبابى لأب مهاجر من الكاميرون يُدعى ويلفريد وأم جزائرية تُدعى فايزة، ومن ضاحية بوندى التقط كشافو موناكو موهبة مبابى فى السابعة من عمره، ليبدأ مشوارًا انتهى بمكافأة موناكو على نظرته الثاقبة بحصوله على 180 مليون يورو.


8 الرؤساء والمونديال

منذ اللحظة الأولى لانطلاق مباريات كأس العالم ومع حضور الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وولى العهد السعودى محمد بن سلمان لمباراة الافتتاح ظهر المونديال بنكتهته السياسية ومع تصاعد أحداث المباريات حضرت رئيسة كرواتيا العديد من مباريات منتخب بلادها، ومؤخرًا، قال رئيس الوزراء البلجيكى شارل ميشيل، للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، إن فرنسا حالفها الكثير من الحظ بفوزها على منتخب بلاده والتأهل إلى نهائى بطولة كأس العالم لكرة القدم.
وتابع «بالأمس فى روسيا لعبت بلجيكا مباراة رائعة أمام فرنسا. وليس لدى البلجيكيين نعرة قومية لكن، وبصراحة يا إيمانويل، كان الفريق الفرنسى محظوظا للغاية أمس.. ومثلما هو الحال فى كرة القدم، ما نحتاجه أكثر من أى وقت مضى هو اللعب النظيف وروح الفريق».