الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

غزو العقول

غزو العقول
غزو العقول


بدأت ألعاب الفيديو كنوع جديد من التسلية للأطفال والمراهقين وتطورت لتصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية.وبما أن بداية فكرة الألعاب الإلكترونية كانت داخل جامعة كامبريدج الأمريكية حيث صممت أول لعبة فيديو جيم باسم OXO عام 1952، فإن تطوير هذه الصناعة كان مهمة أمريكية. وقد وجدت الولايات المتحدة ضالتها المنشودة فى هذا الاختراع العبقرى وبدأ التفكير فى كيفية استغلاله الممتع فى نشر الثقافة الأمريكية بل والترويج للأچندة الأمريكية من خلال برمجة عقول مستخدمى تلك الألعاب.
و بلغ الأمر مداه عندما طورت الشركات الغربية وخاصة الأمريكية ألعابًا تستهدف أطفال الوطن العربى..تضم أسماء عربية لشخصيات ومدن يعرفونها، بل إن بعض هذه الألعاب صدرت فى الأساس بأسماء عربية. أما الهدف فهو تنشئة جيل يرى الولايات المتحدة قوية وعلى صواب ولا يجد غضاضة فى التعاون مع إسرائيل طالما لا يجد عدلًا فى بلده وهى أفكار كارثية وتظهر بوضوح فى ألعاب واسعة الانتشار فى الوطن العربى مثل «وحدة النمر» التى ترصدها «روزاليوسف» تفصيليًا فى هذا الملف.
ومن خلال هذا الملف، نلقى الضوء على أشهر  الألعاب العسكرية أو «ألعاب الحرب» التى تجذب الصغار وخاصة عندما يشعر الطفل بلذة الانتصار فى مهمة عسكرية خطط لها وانتصر فيها لكنه هنا يفوز باسم الجيش الأمريكى فى محاولة غير مباشرة لزعزعة ثوابت الانتماء لدى الأطفال خاصة أن هذه الحرب قد تكون ضد بلده أو دولة عربية أخرى. فالمنتصر دائمًا هو الغرب وباقى العالم هم ضحايا أو مغلوبون على أمرهم لا يقوون على مواجهة القوة الأمريكية.
أما الألعاب السياسية، فتتيح للطفل تقمص شخصية الرئيس الأمريكى  أو  حتى رئيس الوزراء الإسرائيلى الذى يسعى، فى إحدى هذه الألعاب، للسيطرة على الدول العربية المجاورة لها. ويكشف الملف كيف تحاكى هذه الألعاب الواقع بل وتكشف النقاب عن مخططات الغرب بحيث تعترف إحدى الألعاب أن الجيش المصرى من أقوى الجيوش ولذلك فالسيطرة على مصر تكون من خلال تمويل الإرهاب وزعزعة الاستقرار الداخلى وليست المواجهة المباشرة. والغريب مثل هذه المهام يقوم بها الطفل وينفذ كل ما تطلبه اللعبة لكى يصل إلى المرحلة التالية.
كما ترصد صفحات هذا الملف أمثلة من أخطر الألعاب التجسسية التى ظهرت مؤخرًا، حيث أصبحت أجهزة الاستخبارات الغربية عامة والأمريكية على وجه الخصوص تستخدم تلك الألعاب الموجودة على معظم أجهزة المحمول حول العالم فى التجسس وتسجيل المكالمات بل ورصد تحركات أى شخص ومعرفة اهتمامات الأطفال من خلال اختراق أجهزتهم المحمولة وبالتالى اختراق عقولهم بشكل أكثر دقة فى المستقبل.
وفى النهاية نرصد عددًا من المواقع الإلكترونية الخاصة بأجهزة الاستخبارات والتى خصصت صفحة للأطفال لتنمى  حب الألعاب التى تزرع داخلهم احترام العمل التجسسى والنظر إلى رجل المخابرات على أنه رجل خارق يصعب هزيمته.