نجوم «snl بالعربى».. خلطة كوميديا بطعم خالد جلال

هبة محمد علي
(كوميديا العمر القصير) تلك التى استطاع أبطال (مسرح مصر) إرساءها فى وقت قصير بشكل لم يكن سائدًا فيما قبل، وباتت تلك النوعية من الكوميديا المعتمدة على إيفيه مستهلك، ومصطنع، منتشرة فى غالبية الأعمال الكوميدية فى السينما والتليفزيون، بعد أن قرر أبطال المسرح الانتشار، وتعميم التجربة، أو بالأحرى، قرر المنتجون كعادتهم الاستسهال، واستنساخ أى تجارب أثبتت نجاحًا –حتى وإن لم يكن سببه مفهومًا- بشكل يدعو إلى الملل، الذى يستتبعه فى النهاية زوال الظاهرة طال الأمد أم قصر، وهو ما بدت ملامحه تلوح فى الأفق فى الموسم الرمضانى الماضى، حيث لم تحقق مسلسلاتهم النجاح الموازى لما تحققه عروضهم المسرحية.
كما اعتمدت غالبية المسلسلات الكوميدية على جيل أحدث، وهو جيل البرنامج الكوميدى الموقوف بقرار من المجلس الأعلى للإعلام فى فبراير الماضى SNL بالعربى، والذين يمكن أن نطلق عليهم (جيل المضحكين الجدد) ليظهر الفرق الكبير بين الكوميديا الجادة طويلة الأثر، والتى تظل إيفيهاتها حاضرة وبقوة، حتى بعد انتهاء المسلسل، وبين الاستسهال الذى يفقد أصحابه أى فرصة للتطور.. الجميل أن هذا الجيل لم يكتف بأداء الأدوار الكوميدية فقط، رغم إجادتهم لها، بل قام بعضهم بتقديم أدوار جادة لا تخلو من الطرافة بشكل محترف جدًا، رغم العمر الفنى القصير لغالبيتهم، مما يشكل لغزًا وجدت حله بعد حوارى معهم، حيث أجمعوا أنهم خريجو مدرسة «خالد جلال» للإبداع، وأن كل ما يقدمونه من فن يحمل بصماته التى لا يمحوها الزمن مع أى فنان خرج من تحت يده...
مساحة صغيرة وتأثير كبير
(فتح القطرين على بعض) أحد أبرز الإيفيهات التى انتشرت فى رمضان الماضى من مسلسل (الوصية) الذى حقق نجاحًا جماهريًا كبيرًا، رغم أن صاحبه الفنان الشاب «إسلام إبراهيم» لم يظهر إلا فى حلقتين فقط، لم يتوقف خلالهما الضحك، وفى رمضان قبل الماضى، أدى دور المأذون، واشتهر بجملة (بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير)، حيث كان يؤديها بطريقة معينة فى نهاية كل حلقة من حلقات مسلسل (ريح المدام)، والحقيقة أن إحداث تأثير قوى من خلال دور صغير لا تتعدى مشاهده أصابع اليد أمر فى غاية الصعوبة، لكنه يرى أنها موهبة حباه الله بها، واستطاع «خالد جلال» صقلها، حيث يقول: بدايتى الحقيقية كممثل مع عرض (بعد الليل) للمخرج «خالد جلال»، وليس حقيقيًا كما يشاع عنى أنى شاركت فى مسلسل (أماكن فى القلب) وأنا صغير، لكن كانت هناك محاولات على مسرح المدرسة، ثم مسرح كلية الآداب جامعة المنصورة، حيث تخرجت فى قسم اللغة العربية بها، ثم أكملت دراستى، وحصلت على ماجستير فى مجال الاحتياجات الخاصة، عملت بعدها كإخصائى تخاطب، وعندما علمت بأن المخرج «خالد جلال» يكون دفعة باسم (ستديو المواهب) تقدمت، وتم قبولى ضمن 50 شخصًا، واستغرقت تلك التجربة ثلاث سنوات من عمرى،حيث مكثنا عامين فى تحضير عرض (بعد الليل) وعامًا لعرضه، ومن خلال العروض التى حضر أحدها «طارق، وأحمد الجناينى» منتجا برنامج snl تم ترشيحى للبرنامج مع أربعة آخرين، الذى كان من ضمن مميزاته أن به لقاءً مباشرًا بجمهور فى الاستديو مثل المسرح تماما، وهو الأمر الذى يستهويه هو ورفاقه خاصة أن خلفيتهم مسرحية، فكان البرنامج هو السبيل الوحيد أمامهم فى ظل توقف المسرح، واحتكار أسماء معينة لمسارح الدولة، معتبرًا أن مسرح مصر برنامج أكثر من كونه مسرحًا، لأنه معتمد بشكل أساسى على القناة التى تشتريه لإذاعته، وعلى الإعلانات، وليس على تذاكر الجمهور.
وعن تجربة المشاركة فى كتابة البرنامج، وما إذا كان ذلك مقدمة لتحوله إلى التأليف، يقول: شاركت فى كتابة الموسم الأول والثانى من البرنامج ثم اعتذرت لأنى وجدت أن الكتابة عطلتنى كثيرًا عن التمثيل، وقبول أدوار أخرى كانت تعرض علىَّ بجانب البرنامج، لكن هذا لا يمنع أننى أنوى فى مرحلة قادمة من حياتى أن أكتب فيلمًا أو برنامجًا، مشيرا أن هناك احتمالية أن يجتمع فريق البرنامج فى تجربة شبيهة بعد القرار بوقفه، وعدم استكمال تصوير الجزء الخامس منه، وعن أدائه لبعض المشاهد الجادة بنفس القدرة على الإقناع فى المشاهد المضحكة، يقول: قررت أن أؤدى المشاهد التى تبرز الفصام فى الشخصية فى دورى فى مسلسل (الوصية) بشكل جاد لأنى وجدت أن ذلك أصدق، فأنا ممثل ولست «كوميديان» فقط، وفى مسلسل (طلعت روحى) المعروض حاليًا على إحدى القنوات المشفرة، والمنتظر عرضه بعد عدة أشهر على إحدى الفضائيات، يتفاعل الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعى مع مشاهدى الجادة بنفس درجة التفاعل مع الكوميديا..
وعن خطواته فى السينما يقول: أنتظر عرض فيلم (ساعة رضا) من بطولة «أحمد فتحى» و«دينا فؤاد»، من إنتاج السبكى، وأرفض كثيرًا من الأدوار لأفلام ضعيفة، لأن تحقيق الانتشار أمر سهل، لكننى قررت اختيار الطريق الأصعب.
أدوار متنوعة
يبدو أن رأى «إسلام إبراهيم» بأن الفنان المتكامل يقدم أى دور يعرض عليه، هو ذاته رأى بقية الفريق، حيث قدم «محمود الليثى» دورًا جادًا فى مسلسل (لا تطفئ الشمس) رمضان قبل الماضى، تبعه بكوميديا مختلفة فى دور «فؤاد» فى (سابع جار) ثم عدة أدوار أخرى متنوعة، أما «تونى ماهر» فقد تألق رمضان الماضى فى دورين كلاهما جاد، حيث لعب دور «هشام السويفى» فى مسلسل (رحيم)، كما لعب دور «كاريكا» فى (فوق السحاب)، وعن ذلك يقول: تخرجت فى كلية الحقوق، وعملت فى المسرح لمدة 15 عاما كهاوٍ، حتى تمكنت من الالتحاق بمركز الإبداع، ومنه إلى البرنامج الذى حقق شهرة واسعة لى، حيث اشتركت فى المواسم الأربعة، بواقع 54 حلقة، لكننى قررت بعده ألا أحصر نفسى فى الجانب الكوميدى، وهو ما دفعنى لقبول دور صغير فى مسلسل (الحساب يجمع) العام قبل الماضى، ثم دفعنى لقبول الدورين فى (رحيم) و(فوق السحاب) هذا العام، وقد فضلتهما على أدوار كوميدية أخرى عرضت على فى نفس التوقيت، لأنى أريد أن أثبت أننى ممثل شامل، أستطيع القيام بأى دور يعرض علىَّ، وعن السينما يقول: لم يعرض علىَّ خلال العامين الماضيين أى دور فى السينما، لكن هذه الأيام أقرأ سيناريو جيدًا، لم أبد موافقتى عليه بعد، لكن قد يكون وجهتى السينمائية الأولى.
تغيير جلد
لا يمكن اعتبار «نور قدرى» نجمة صاعدة كبقية الفريق، حيث شاركت على مدار عشر سنوات فى العديد من المسلسلات، سبقتها مرحلة احترافها الغناء ضمن فرقة كونها الموسيقار «هانى شنودة»، أو منفردة، فى أغانٍ قدمتها مع شركة روتانا قبل أن تفسخ عقدها معهم فى 2004، وتتفرغ للتمثيل، الذى توقفت عنه فترة بفعل الحمل والولادة، حيث تقول: حدثنى «خالد جلال» عن تجربة بعد الليل، ووافقت لأنى أحببت أن تكون تلك المسرحية نوعًا من التدريب لى على التمثيل بعد توقف دام طويلا، وبالفعل أفادتنى كثيرًا، خاصة أننى قد تم حصرى لسنوات فى قالب معين، لكن الكوميديا التى قدمتها من خلال العرض أثبتت أن لدىَّ جوانب أخرى لم تظهر من قبل، وهو ما دفعنى إلى قبول المشاركة فى البرنامج أيضًا، وعن تجربة التعاون مع الزعيم فى مسلسل (عوالم خفية) رمضان الماضى تقول: دورى يمثل خطًا مختلفًا، وبما أنى أسعى للتغير والتجديد الذى عجزت عن تقديمه لسنوات، فقد وافقت بمجرد أن شرح لى «رامى إمام» الدور، أما مشاركتها فى الفيلم الكوميدى (قلب أمه) فتقول: أكثر ما يعجبنى فى «شيكو» و«ماجد» أن أفلامهم (سكة مختلفة) وجماهيريتهم كبيرة تتسع لكل الفئات العمرية، وهو ما يجعل للفيلم تميزًا عن بقية أفلام العيد.