الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

محمد صلاح.. أقوى من دراما رمضان

محمد صلاح.. أقوى من دراما رمضان
محمد صلاح.. أقوى من دراما رمضان


«أنت أقوى من المخدرات»، 4 كلمات شارك بها محمد صلاح لاعب نادى ليفربول الإنجليزى، والمنتخب الوطنى فى حملة وزارة التضامن لمواجهة الإدمان وصناعة إنسان قوى ينتصر على الإدمان والتدخين، فلاقت الحملة قبولًا ونجاحًا منقطع النظير.
اصطدمت الحملة بتقرير من المرصد الإعلامى لصندوق التعاطى والإدمان يقول إن دراما رمضان تحرض على التدخين والإدمان، إذ إن بها 532 مشهدًا يحرض على الإدمان، لكن الجهات المختصة تؤكد نجاح حملات مواجهة المخدرات، إذ يقول عمرو عثمان رئيس صندوق مكافحة الإدمان إنه رغم التحريض الموجود فى المسلسلات على تعاطى المخدرات فإن العام الحالى – حتى الآن- أفضل من 2017 بكثير.
فيما أكد محمود صالح مسئول حملة «أنت أقوى من المخدرات»، أن الحملة نجحت وتواصل نجاحاتها، فقد كانت تتلقى من 50 :60 اتصالا يوميًا لأشخاص يرغبون فى العلاج من الإدمان، أما بعد الحملة أصبحوا يتلقون من 500 اتصال باليوم الواحد، مما يؤكد زيادتها بنسبة 400%، والنسبة فى تزايد.
النقاد يرون أنه لا يمكن أن تُفسر المشاهد على أنها تحريض بدليل أن هناك أعمالا خالدة فى تاريخ السينما يمكن أن تُصنف أنها مُحرضة، منها على سبيل المثال لا الحصر الباطنية والكيت كات وغيرهما.
المرصد الإعلامى لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان برئاسة غادة والى وزيرة التضامن، كشف فى إطار متابعة الأعمال الدرامية، خلال الأسبوع الأول من رمضان، عن رصده 532 مشهد تدخين وتعاطى مخدرات فى 27 مسلسلا من الأعمال الدرامية بإجمالى 11 ساعة و30 دقيقة، منها 425 مشهد تدخين بإجمالى 8 ساعات و30 دقيقة و107 مشاهد تعاطى مخدرات بإجمالى 3 ساعات.
وحدد المرصد قائمة سوداء تضم الأعمال الدرامية التى احتوت على مشاهد تدخين وتعاط للمخدرات جاء فى مقدمتها «فوق السحاب» وبه 37 مشهد تدخين بإجمالى 41 دقيقة و10 ثوان و11 مشهد تعاط بـ22 دقيقة و40 ثانية، ومسلسل «اختفاء» به 33 مشهد تدخين بإجمالى 33 دقيقة و12 ثانية و14 مشهد تعاط بـ19 دقيقة و51 ثانية، ومسلسل «رحيم» 26 مشهد تدخين بمساحة زمنية 43 دقيقة، ومسلسل ضد مجهول 5 مشاهد بمساحة 14 دقيقة، ومسلسل «سك على أخواتك» بـ10 مشاهد بمساحة زمنية 15 دقيقة.
كما كشف التقرير عن مشاهد تروج للتعاطى منها ما جاء فى مسلسل فوق السحاب «شخصية الدب» حيث تروج الشخصية لمخدر الحشيش بصورة   مباشرة، فيقول: «لو عاوز تبقى دكر اشرب حجر»، وأن ذلك يعد إساءة استغلال المواد الإعلامية والفنية والدرامية فى التحريض على تعاطى وإدمان المواد المخدرة والترويج لمنتجات التبغ، بمسلسل «سك على أخواتك» تحريض مباشر ضد حملة توعية مكافحة الإدمان وحث شباب على شرب المخدرات «خد حشيش أنت أقوى من صلاح».
وقدم المرصد أيضًا قائمة بيضاء بالأعمال التى خلت من مشاهد تعاطى المخدرات، وجاء فى مقدمتها «كلبش 2، الشريط الأحمر، أمر واقع، وأبو عمر المصرى.
عمرو عثمان رئيس صندوق مكافحة الإدمان: قال إنه رغم التقرير إلا أن العام الحالى أفضل من 2017، والذى يُعد العام الأعلى فى عدد مشاهد التدخين وتعاطى المخدرات، مشددًا على أن ظهور تعاطى المخدرات فى الأعمال الدرامية له تأثير سلبى خطير على المتعافين، فهى تذكرهم بالنكسة التى مروا بها فى حياتهم، وقد يضعفهم للعودة للإدمان من جديد.
وأكد «عثمان» أن الصندوق أعد ميثاق شرف لتناول درامى رشيد لمشكلة التدخين وتعاطى المخدرات فى الأعمال الدرامية، بالتنسيق مع كبار النقاد وكتاب الدراما ونقابة المهن التمثيلية، مشيرًا إلى أن الحكومة خصصت 250 مليون جنيه للخطة القومية لمكافحة المخدرات، للتعامل مع القضية على جميع المستويات.
محمود صالح مسئول حملة «أنت أقوى من المخدرات» أكد أن وزارة التضامن مستمرة فى حملتها لمواجهة «الإدمان» وأن اختيارها لمحمد صلاح جاء لتكون الحملة أكثر تأثيرًا فى قطاعات الشباب، والأمر نفسه حدث مع الفنان محمد رمضان والذى استهدفنا به المناطق الشعبية والعشوائيات والعمال الذين يعملون فى الإطار الحرفى، مشيرًا إلى أن حجم التفاعل مع الحملات يزداد خاصة بعد مشاركة محمد صلاح فيها، إذ كانت معدلات الاتصال تتراوح من 50 إلى 60 اتصالا فى اليوم الواحد واليوم وصلنا 500 اتصال باليوم الواحد.
وتابع: «لاحظنا فى الآونة الأخيرة زيادة مشاهد التدخين وتعاطى المخدرات فى دراما رمضان، وهذه المشاهد لها تأثير سلبى على المجتمع لأنها تطوع المجتمع لقبول التعاطى والتدخين، ومعظم صُناع الأعمال الدرامية يغيب عنهم قوة تأثيرهم فى المجتمع، ومن لا يتعاطى مخدرات حينما تصور الدراما أمامه تعاطى المخدرات وتُقدم المتعاطى على أنه إنسان سوى يخلق لديه رغبة فى التعاطى ولو على سبيل التجربة، ويجب على صناع الدراما التفكير فى حلول يشاركون بها فى التصدى للمخدرات.
الناقد الفنى طارق الشناوى قال إن خطورة التقييم الرقمى الذى أعده مرصد صندوق مكافحة الإدمان، أنه لا يفرق بين موقف وآخر، ولو طبقنا القواعد التى أعدوا بها هذا التقرير ستكون أفلاما مثل «الباطنية، الكيت كات، الإمبراطور، المدمن، حتى لا يطير الدخان، العار، والكيف وغيرهم أعمال مهددة بالمصادرة لا محالة، خاصة أنها احتوت على عبارة للكاتب الراحل محمود أبو زيد عن الحشيش وهى «إذا كان حلال أدينا بنشربه وإذا كان حرام أدينا بنحرقه»، وبهذه المقاييس تُعد هذه الجملة مبررًا كافيًا لتقديم ورثة الكاتب ومعه المخرج على عبدالخالق والأبطال الثلاثة محمود عبدالعزيز وحسين فهمى ونور الشريف للمحاكمة فورًا بتهمة الترويج للتعامل الشرعى مع الحشيش، سواء فى الحلال أو الحرام.
وأضاف «الشناوى»: «فيلم الباطنية لحسام الدين مصطفى يرصد هذا الحى الذى كان وكرا للتعاطى برؤية شعبية ولدينا رؤية فرضت معالجة فلسفية مختلفة للمخدرات بتوقيع المخرج داود عبدالسيد فى فيلميه «أرض الخوف والكيت كات»، والرصد الرقمى سيضعنا جميعا أمام مأساة خاصة أن لجنة الدراما ستتلقفه وتستند إليه فى إنزال العقاب على الجميع.
وأشار إلى أنه قبل 3 سنوات شاهدنا مسلسل تحت السيطرة، ووضعه مركز مكافحة المخدرات فى البداية على قمة الأعمال المشجعة على التعاطى، ثم اضطروا للتراجع، بل وكرموا صُناع المسلسل، بعد أن رصدوا النجاح الجماهيرى الذى حققه.
وتابع: «لا أعرف ما هو ميثاق الشرف الذى يجرى الإعداد له، هل يقف الكتاب والمخرجون والممثلون ويقسمون للمجلس الأعلى للإعلام، أنهم تابوا وأنابوا وندموا على ما فعلوا ويكتب كل منهم تعهدا بأنهم لن يقدموا أكثر من مشهد واحد تعاطيًا وألا يتجاوز زمنه نصف دقيقة وألا يزيد عدد أنفاس التعاطى بأى حال على واحد، مؤكدًا أن الدراما الاسترشادية التى تسعى لجنة الدراما التابعة للمجلس الأعلى للإعلام لإقرارها لن تخلق سوى مسلسلات معزولة عن الناس لا يشاهدها ويشيد بها سوى أعضاء اللجنة.
د.محمود علم الدين أستاذ الصحافة بكلية الإعلام، قال إن الأعمال الدرامية الموسم الحالى تشجع الشباب على التدخين وتناول المخدرات، بل وتناهض حملة «أنت أقوى من المخدرات»، والإعلام يجب أن يلتزم بمسئولياته الاجتماعية، وذلك يعنى أن المؤسسات المسئولة يجب أن تضع أخلاقيات وآليات للأداء الإعلامى، فالمسألة ليست مجرد ألفاظ نابية فقط، لكن أنماط سلوك تنقلها الدراما للمجتمع وتؤثر فى الناس بشكل كبير، وحينما أعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام عن غرامة 250 ألف جنيه على كل لفظ مشين، طالبتهم بتنفيذ تلك الغرامة على مشاهد التعاطى أيضًا، والتى لها تأثير سلبى كبير على المتعافين من تعاطى المخدرات، وكذلك مشاهد العنف والإثارة الجنسية.
وطالب «الأعلى للإعلام» بوضع قيود أخلاقية وميثاق شرف على صناعة الأعمال الدرامية، مشيرًا إلى أن الرقابة العامة على المصنفات الفنية لا تقوم بدورها سوى على المسلسلات التى ينتجها التليفزيون الحكومى فقط.■