الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

شكرًا مسلسلات رمضان

شكرًا مسلسلات رمضان
شكرًا مسلسلات رمضان


تأتى مسلسلات رمضان هذا العام لتؤكد قوة تأثير الدراما على المشاهد المصرى فى هذا الشهر الكريم، وعلى الرغم من أن المسلسلات هذا العام لا تقل عددا عما كان يعرض فى السنوات السابقة إلا أن هذا العام تميزت الدراما بالسطحية وضعف الأفكار والنصوص، هذا إلى جانب انعدام المنطق فى تسلسل الأحداث وزيادة مشاهد العنف والضرب بشكل فج، ونسى القائمون على إنتاج وعرض هذه المسلسلات أنهم يقتحمون البيوت بكل هذا العنف الذى يراه أبناؤنا الذين يتمنى الكثير منهم أن يكونوا مكان بطل المسلسل ولأن كثيرا من المشاهدين لم يجدوا مسلسلاً واحداً يلتفون حوله ويتابعون أحداثه يوما بعد يوم فقد كان نتيجة ذلك أن معظم المشاهدين تركوا هذه المسلسلات التى ليس فيها أى نوع من التسلية أو المتعة الدرامية  واتجهوا لزيارة الأهل والأصدقاء وإحياء العلاقات الاجتماعية التى انقطعت، وبذلك استطاعت الدراما الضعيفة هذا العام أن تعيد لنا التواصل مع أهلنا وأصدقائنا.
وإذا كان العنف عاملاً مشتركاً فى كثير من المسلسلات الرمضانية نجد التركيز على الشخصيات المنحرفة وتناول المخدرات يبدو كأنه شيء طبيعي
وإذا كان شهر رمضان يتميز بالسباق الدرامى بكل نجومه نجد معه السباق الأقوى وهو سباق الإعلانات، فهما مرتبطان ارتباطاً وثيقاً، فعرض المسلسل الرمضانى هو عرض الإعلانات على اعتبار أن الدراما الرمضانية تجمع أكبر عدد من المشاهدين، وبالتالى تجمع أكبر عدد من مشاهدى الإعلانات ونجاح المسلسل يعنى نجاح الإعلان قبل وبعد إذاعة المسلسل. وهذا العام زيادة الإعلانات واضحة بشكل قوى حتى أن المشاهد لأى مسلسل بعد عرض العديد من الإعلانات ينسى ما كان يشاهد فيترك المسلسل والإعلان ويذهب يفعل شيئاً آخر إلى أن تنتهى الإعلانات، وهذا العام تميز بالدعوة للتبرع للجمعيات الخيرية التى يصورها الإعلان أنها تؤدى كل الأدوار وتقدم ما لا تستطيع أن تقدمه الدولة، فنرى الجمعية التى تعالج المواطن وتعلمه وتقدم له المأكل والمشرب والملبس والسكن حتى ذوى القدرات الخاصة يجدون ضالتهم فى هذه الجمعية فهى المنقذ لكل مواطن، ولذلك لابد من التبرع لها ثم تأتى الإعلانات التى تدعو إلى دفع الزكاة والصدقات ثم تمتد إلى المنتجعات العقارية الفاخرة.
ولو عرف أصحاب هذه الإعلانات أنه لا يراها إلا القليل جدا ما صرفوا كل هذه المبالغ الطائلة.
وإذا كانت الدراما التليفزيونية بإعلاناتها المختلفة قد فشلت فى تجميع المشاهدين حول مسلسل واحد إلا أنها تجمعت فى إعادة العلاقات الاجتماعية بين الأهل والأصدقاء، فشكرًا للمسلسلات والدراما التليفزيونية الفاشلة.