الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

القوات العربية المشتركة

القوات العربية المشتركة
القوات العربية المشتركة


فاجأ الرئيس الأمريكى ترامب العالم بتصريح من تصريحاته الوقحة فى المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس الفرنسى ماكرون جاء فيه أن هناك دولاً بالشرق الأوسط لن تصمد طويلاً فى حال رفعت أمريكا الحماية عنها، وأن على تلك الدول أن تدفع ثمن الحماية مذكرا بأن بلاده تحملت 7 تريليونات دولار فى الشرق الأوسط، ولم تحصل على أى شيء فى المقابل، وهى دول شديدة الثراء، وأن على تلك الدول أن تدفع الآن ثمن هذه الحماية وتتحمل مسئولية تلك التكلفة ووضع جنودهم على الأرض بديلا عن جنوده ليتسنى لهم العودة إلى أمريكا، هنا ينتهى التصريح وتبقى  التحليلات لهذا التصريح منها أن الولايات المتحدة تريد الهرب من سوريا بأى طريقة بعد فشلها فى المسعى الذى جاءت من أجله دون استدعائها من أحد، وفى الوقت نفسه تقليل خسائرها بكل الطرق، كما أنها تريد تغييرا على الأرض فى توازن القوى باستنزاف روسيا وإيران على الأرض السورية على غرار ما حدث من قبل فى أفغانستان إبان الاتحاد السوفيتى، وهنا طرح فكرة القوات العربية المشتركة، ومن المعلوم أن الموقف الرسمى لمصر من الأزمة السورية موقف غاية فى التوازن يقوم على رفض الحل العسكرى والحفاظ على وحدة الأراضى السورية والاعتراف بالجيش الوطنى للدولة لمواجهة الميليشيات المسلحة والإرهابية، وهو نفس الموقف فى الأزمة اليمنية ولم ترسل قوات إلى اليمن إلا فى حدود تأمين مضيق باب المندب وتأمين الملاحة إلى قناة السويس من منطلق حماية أمننا القومى وبالتالى أعتقد أن مصر لن ترسل جنودها لمنطقة تشهد صراعًا طائفيًا وعرقيًا وتدخل فى مواجهة مع الجيش السورى النظامى وهى من دعمه من قبل، كما أنه يحارب تنظيمات إرهابية داعشية قاعدية إخوانية وهى نفس الميليشيات التى نحاربها فى مصر، والسؤال أى غطاء سياسى سيحمله إرسال قوات عربية إلى سوريا فى ظل غياب حساب التسوية السياسية؟ صحيح الدور العربى مطلوب على الساحة السورية ولكن فى حالة واحدة وهى اكتمال أو تبلور مشروع تسوية سياسية تقبلها كل الأطراف وتدخل القوات العربية لحفظ السلام بمظلة الجامعة العربية وغطائها السياسى، غطاء سلام وليس غطاء حرب، يجب أن تبقى عيوننا مفتوحة على المخطط الأمريكى من أن تبقى العجلة تدور فى المجتمع الصناعى العسكرى من جهة وعلى إيقاع الصراع بين الدول الكبرى حول مستقبل الغاز والنفط فى الشرق الأوسط والمنطقة العربية من جهة أخرى، إننا وللأسف لم تعد حروبنا العربية توجه ضد الاحتلال الصهيونى والإرهاب وأصبحت تشن بالتحالف مع القوات الأجنبية لتقطيع أوصالنا وتمويلها بأموالنا لتمدير أوطاننا وتفكيك مجتمعاتنا.>
عاشت مصر