الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

حكايات الحب و الدموع

حكايات الحب و الدموع
حكايات الحب و الدموع


«ازيك يا أمى عاملة إيه.. لو قدر ليكى تشوفى رسالتى ، دا معناه أنى استشهدت.. وزى ما أبويا قرر يدخلنى الجيش بعد الثورة.. كان لازم أحمى أم الدنيا.. وعشان كده كان عندى إصرار إنى أروح أخدم فى سيناء.. لما تشوفى جثتى يا أمى اوعى تبكى أو تضعفي، عايزك تقولى لكل الدنيا وأنتِ لابسة أبيض فى أبيض إنك أم الشهيد أم البطل».. كانت هذه رسالة الشهيد النقيب أحمد فؤاد حسن الذى استشهد فى عام 2015 بأحد كمائن رفح عثر عليها زملاؤه فى «أفرول» بدلته الميرى.
ذكريات الأبطال هى زاد الأمهات اللاتى يفتخرن بأبنائهن الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل مصر فى عيد الأم.. فحكايات الأبطال على الحدود هى الأنشودة التى تغرد بها أم الشهيد، فهى صاحبة الشرف والكرامة علمت أبناءها أن النصر لا يأتى بالشعارات بل بالتضحية والفداء، وحكاية كل أم شهيد مثال حى لقصص المحبة والوفاء التى تحتاج لتدوينها فى كتب البطولات.
 سعاد: أم الشهيد الصائم
سعاد عارف والدة البطل الشهيد أسد الحدود محمد سيد همام الملقب بالشهيد الصائم الذى استشهد فى 31 يونيو 2016 الموافق 27 رمضان، تروى قصتها ودموعها لم تجف لرحيل زوجها منذ شهرين وابنها الثانى المحامى توفيَّ فى 2013 قبل والده قائلة: «الشهيد محمد لم يترك عمله يومًا وكان يذهب من قنا إلى الفرافرة، وفى عيد الأم كان يجلس بجوارها ويقبل يدها ورأسها ويقدم لها الهدايا، وفى آخر زيارة له كانت فى شهر رمضان وكأنه كان يودعها الوادع الأخير وترك ابنه- آسر- سبعة أشهر وكان يقدس عمله وضحى بروحه بكل حب وفداء».
وتصف د.دينا محمود زوجة الشهيد بأنه كان يحب الجميع ويفرح لسعادتهم، ويوم عيد الأم كان يرسل أغانى عيد الأم لأمه ولحماته ويقدم للجميع الهدايا ولم يفرق بين أمه وحماته.
 إيمان ترفض الاحتفال كى لا يجدد أوجاعها
أما إيمان غريب أم الشهيد المقدم شريف محمد عمر الذى استشهد فى 16 مارس 2016 فى رفح ضمن قوات حرس الحدود وابن الكابتن محمد عمر مدرب نادى الاتحاد السكندري، فتقول إنها منعت الاحتفال بعيد الأم منذ استشهاد شريف.. لأنه يعيد ذكريات تؤلمها، حيث كان شريف يقيم احتفالية عيد الأم ويجمع فيها حماته وزوجته وبعد استشهاده جاء زملاؤه فى العمل وقدموا ظرفًا به بعض المبالغ كان يجهزها للاحتفال بعيد الأم، وكان يحب بنتيه فريدة وفرح، وأحمد الله على حب الناس له خاصة بعد إطلاق اسم الشهيد على ملعب النادى الجديد، ولا أنسى عندما هتفت الجماهير فى النادى لوالده وقالوا.. أبو الشهيد.. أبو الشهيد.
 فاطمة أم العريس تتمنى أن تلحق به فى الجنة
وتقول فاطمة عبدالعزيز والدة الشهيد مجند محمد محمود محسن من كفر النعيم مركز ميت غمر دقهلية، الذى استشهد ضمن كتيبة الشهيد أحمد المنسى فى 7 يوليو 2017 إن محمد كان سعيدًا بوجوده فى سيناء ولم يخف يومًا من وجوده هناك وكان يؤكد حبه لوجوده فى سيناء للدفاع عن الوطن ضد الإرهاب، وأنها فخورة لأنها أم الشهيد وتتمنى أن تلحق به فى الجنة، وكانت تعده للزواج لكن القدر كان أسرع، وفى عيد الأم كان الشهيد يفعل كل ما يمكنه لإسعادى وهو لم يقدم روحه هدرًا لأنه ضحى من أجل الوطن وأطالب القوات المسلحة بأن توافق على دخول ابنى الثانى الجيش لكى يأخذ بثأر أخيه من الإرهابيين.
 هدى والدة بطل الصاعقة: كان ملاكا يعيش على الأرض
وتتذكر هدى محمد عز الدين والدة الشهيد البطل أحمد عمر الشبراوى بالشرقية أحد أبطال الصاعقة الذى جاء ذكره فى أغنية رجال الصاعقة المصرية «قالوا إيه علينا» والذى استشهد يوم 7 يوليو 2017 ابنها البطل قائلة: «كان جميلاً فى كل شيء والكل كان يحبه وكأنه ملاك يمشى على الأرض وكان بطلاً وحصل على فرقة مكافحة الإرهاب ضمن مجموعة 777 والأول فى الرماية وكان ضمن كتيبة الشهيد أحمد المنسى ولم يترك أى فرصة لإسعادها وتلبية رغباتها وآخر عيد أم اعتذر عن الحضور فقلت له أن العيد سوف ينتظرك عندما تأتى ولكنه لم يأت واستشهد».
 سحر: ابنى طلب الشهادة ونالها
لم تتخيل- سحر الحبشي- والدة البطل الشهيد مجند- محمد صبرى عبدالعال- من بورسعيد والذى استشهد فى 13/12/2015 بالعريش فى سيناء أن تتحقق دعوة ابنها الصغير  الذى كان معها فى الروضة الشريفة بمسجد الرسول وقدمت له ماء زمزم وطلبت منه الدعاء وقتها كان طفلاً صغيرًا واندهشت الأم عندما قال طفلها فى دعوته «اللهم ارزقنا  الشهادة»، ولم تتوقف وقتها أمام دعوة الطفل وعندما كبر البطل ترك الكلية وقرر إنهاء خدمته بالقوات المسلحة وذهب إلى سيناء، مؤكدة أنه لم يترك أى فرصة لإسعادها والحصول على رضاها عليه، وتتذكر أم البطل الاتصال الأخير صباح يوم الاستشهاد وتتغلب على دموعها قائلة: إن محمد اتصل بنا جميعًا وكان يضحك ملء فمه وبصوت عال وعلى غير عادته لدرجة أننى سألته عن ذلك فقال بأنه سعيد وينتظر هدية كبيرة وطلب منها أن تبحث له عن عروس واتصل بكل الأسرة والأقارب صباح يوم الاستشهاد وكأنه يودع الجميع بفرح وسعادة.
 والدة أبوالبنات ترفض الحديث عن ولدها
أما أم الشهيد البطل رامى محمد حسنين أبو البنات وقائد كتيبة الصاعقة 103 والذى نعاه الشهيد أحمد المنسى قبل أن يلحق به فى الجنة- الشهيد رامى استشهد صباح يوم 29 أكتوبر 2016 وهو من البحيرة، رفضت الحديث عن ذكريات ابنها يوم عيد الأم، وتركت والده محمد حسنين يتحدث عن علاقة الشهيد بأمه وبكل أهل بلدته وأسرته بإيتاى البارود, حيث قال والده إن الشهيد كان بارًا بأمه وأبيه وإخوته وكل أهل منطقته، ولم يعرف أحد بطولاته إلا بعد الاستشهاد والجميع فخور به وبما قدمه لوطنه ولم ينس أمه سواء فى يوم عيد الأم أو غيره.
 إيزيس: ابنى تمنى أن يعود من سيناء ملفوفا بالعلم
لاتزال إيزيس نجيب رياض والدة البطل الشهيد نقيب- ميلاد سعد جورجي- ديرب نجم شرقية، تحلم بعودة ابنها إليها ولا تصدق ما حدث له، قائلة: إنه لديها ثلاثة أولاد الأكبر هو الشهيد ميلاد ومايكل يدرس الطب وجورجى فى الثانوي، وفى آخر إجازة طلب منى أن أدعو له بالشهادة ونالها فى 12 يوليو 2017 بالشيخ زويد وأنها فخورة به لأنه كان يتمنى أن يعود ملفوفًا بعلم مصر وأن بلده هى عرضه يجب أن يحميها قبل حماية أسرته، وتتذكر آخر عيد أم حضره معها وقدم لها- زجاجة عطر- وقال إن كنوز الدنيا لا قيمة لها أمام حبى لست الحبايب.
 حنان: ابنى كرمته الأرض والسماء
وترفض حنان حلمى والدة الشهيد مجند أبانوب جرجس، من القنطرة غرب الإسماعيلية الذى استشهد فى الشيخ زويد فى يوليو 2015، أن ينادى عليها باسمها وتحب مناداتها بأم الشهيد، موضحة أنها مازالت تبحث عنه وتنتظره وتتحدث معه من خلال صوره وأن فرحتها لا توصف بعد أن كرمه الله فى السماء وأن أيامه معها كانت كلها فرحًا وسعادة وليس فقط فى عيد الأم وسعادتها الكبرى بعد تكريمه فى الأرض بإطلاق اسمه على كوبرى عام بالقنطرة غرب.
 سناء: ابنى البطل زارنى يوم الشهادة
كما تتذكر سناء سعد- والدة البطل الشهيد مقدم طيار محمد جمال عبدالعزيز الذى استشهد فى 18/1/2016 من أبطال الدفعة 68 جوية قائد الطائرة إف 16 وهو الشهيد الذى شارك فى عملية حق الشهيد، وقرر الشهادة مع مساعده حفاظًا على أرواح الأهالى بمنطقة فايد، علاقته بها فى يوم عيد الأم بأنه كان يبحث عن أى شيء تحتاجه ليقوم بشرائه وكل عيد أم كان يتجمع مع شقيقيه الرائد أحمد والمهندس محمود وكل ابن يقدم لها هديته وكان من عادته أن يزورنى قبل التوجه إلى عمله ويوم الاستشهاد زارنى مؤكدة أنها تحكى لابنها يوسف وابنته هنا عن والدهما وهما فخوران به والحمد لله على الشهادة.