الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

من سوف يوصمهم التاريخ بـ « أعداء الحياة»؟

من سوف يوصمهم التاريخ  بـ « أعداء الحياة»؟
من سوف يوصمهم التاريخ بـ « أعداء الحياة»؟


 الحرب الأهلية فى سوريا والحرب بالوكالة التى بدأت قبل سبعة أعوام فى الشرق الأوسط تجلت خلال الأسابيع الأخيرة بالأحداث التى وقعت فى سوريا بالغوطة وعفرين.. وأصبح التطور فى سيرها واضحا من خلال أحداث وقعت بجبهات متعددة.. فيوم القتال بين إسرائيل وسوريا وبين إسرائيل وإيران، ويوم هجوم أمريكى بدير الزور أدى إلى مقتل أكثر من 100 مقاتل من الجيش السورى، وآخر عملية  تركية عسكرية على الشريط الكردى بعفرين هدفها تقليص النفوذ الكردى فى شمال سوريا.

 وتحولت الحرب فى سوريا منذ مراحلها الأولى إلى «ملعب» محلى إقليمى،  دولى، وبتعدد التيارات التى شاركت فى الحرب أصبحت سوريا أرضا خصبة لأصحاب المصالح الأجنبية من أجل الدفع قدما بجدول أعمالهم فى سوريا وفى الشرق الأوسط عامة، وبات واضحًَا أن استراتيجية تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» فشلت بعد هزيمته بالموصل بالعراق والرقة فى سوريا.
 إلا أنه مع هذا المخزون المعقد من المصالح تنشأ نزاعات لا يمكن الوقوف دون حدوثها.. مثلا تعزز  الولايات المتحدة دعمها  للقوات الكردية فى شمال شرق سوريا من أجل كبح نشوء الجسر البرى الإيرانى إلى البحر المتوسط، هذا فى الوقت الذى تعارض فيه تركيا الخطوة الأمريكية  الرامية لتعزيز القوات الكردية.. وتتدخل تركيا بشكل مباشر فى الحرب الأهلية الدائرة على الأراضى السورية بين النظام ومعارضيه، وبينه وبين جماعات الإرهاب الداعشية «صانعتها وممولتها هى والولايات المتحدة الأمريكية» .
 هنا يخلق تصادم المصالح جواً  من الكل ضد الكل» وتتشكل بداية لمرحلة جديدة فى الحرب الأهلية السورية لا يعلم إلا الله مداها ووقودها الشعب السوري.
 هذا الواقع المرير الذى يصطدم فيه العديد من المصالح العائدة إلى لاعبين مختلفين يؤكد استمرار الاحتكاكات  والمواجهات.. واليوم وبينما تتواصل المعارك فى الغوطة وعفرين ودوما؛ ليسقط المئات من المدنيين «منهم الكثير من الأطفال» يتنصل الجميع عن مسئولية ما يحدث من جرائم ضد الإنسانية.
 لكن هؤلاء الفاعلين «الإقليميين والدوليين الأساسيين» هم الذين يخونون حق الشعب السورى خاصة، والشعوب العربية عامة، يخونونهم لحقهم فى الحياة.. هنا يبقى السؤال: لمن سوف يوصم التاريخ بعدو الحياة فى سوريا والوطن العربى كله ؟
 تحيا مصر