السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بنات هرقل!

بنات هرقل!
بنات هرقل!


المرأة كائن رقيق، حنون، عاطفى، حساس، دومًا قوتها تكمن فى ضعفها، لأن ذلك الضعف يبرز الأنوثة الكامنة بداخلها .. وتلك الأنوثة المتفجرة هى السلاح الأقوى على الإطلاق.. كما أن مفهوم القوة عند المرأة  قد يظهر فى شخصية لا تنكسر، أن تكون فتاة مقاتلة بروحها، لكن بعض البنات اخترن الطريق الأقصر للوصول للقوة، فجاءت قوتهن من العضلات وجسد قد لا يملكه بعض الرجال.. لكنها فى المقابل تصطدم بالمجتمع الذى تحكمه العادات والتقاليد..
 تفاصيل الحياة الخاصة بنساء العضلات فى مصر ترصدها «روزاليوسف».
جيهان كمال بطلة العالم «مصارعة الذراعين»، ولقبها «بلدوزر العالم» وأقوى امرأة فى العالم تقول: «هفضفض من قلبى عن حياتى كسيدة مفتولة العضلات»، بعد مرور 40 عاما من عمري، ومازلت أمارس رياضة المصارعة حتى الآن، أنا  من أبناء محافظة الإسكندرية ولدت فى أسرة بسيطة الحال كان والدى يعمل ووالدتى ربة منزل، منذ طفولتى كنت قوية البنية الجسدية، فكنت فى خروجاتى مع أصدقائى أو أثناء اللعب مع الأطفال أستطيع الفوز عليهم جميعاً، والرجال فى المقدمة، فظهرت موهبتى وخاصة أن جسدى ضخم فكان وزنى مضاعفا عن أى طفل، ومن هنا قررت أن أتجه إلى المجال الرياضي، وبدأت بلعبة شد الحبل بمفردى أمام 10 رجال وأفوز عليهم، والريست كنت أفوز على الرجال بشدة، وكان لابد أن أوجه موهبتى من خلال صرح رياضي، فى الوقت الذى لم تعترض فيه أسرتى وشجعونى نظراً لما أمتلكه من قوة جسدية لابد من تفريغها فى الرياضة،  وشاركت فى التدريب بمركز نادى الشللات الذي أتاح الفرصة للبنات فكنت المتفوقة الأولى عليهن، ثم شاركت فى أول بطولة بنادى الجمارك للمصارعة فى 2002 وكنت أول سيدة ترفع علم مصر فى مصارعة الذراعين كنت أنا.
ورغم دراستى فى ذلك الوقت للثانوية العامة إلا أننى كنت أبحث عن هدفي، وبالتوازى صارعت للبحث عن النجاح والتحقت بكلية الحقوق وحصلت على ليسانس حقوق عام 2008،  وكنت  فى نادى  اتحاد الشرطة الذى تبنانى بعد ظهور موهبتى منذ 2003، وحصلت على ميداليات ذهبية شباب وأول عالم حتى 2011.
وبعد نادى اتحاد الشرطة انتقلت إلى نادى طلائع الجيش ومنذ 15 عاما أرفع علم مصر، ولدي ميداليتان ذهبيتان، ومنذ 2013 ارتفع مستواى فى اللعب وما حققته من نجاح جزء من حياتي، ألعب منافسا أمام 13 فتاة فى الماتش الرياضى الواحد لمصارعة الذراع التى تعتمد على العضلات فى مقدمتها عضلات اليدين ووقفة اللعب بطريقة معينة، ومن هنا تحول جسدى بشكل كامل لعضلات وأصبحت سيدة العضلات من النظرة الأولى وخاصة أن طولى مضاعف لطول الآخرين ووزنى 145 كيلو.
وأكدت الكابتن جيهان، أن نظام التغذية الخاص بالست العضلات عبارة عن، بروتين طوال الوقت، الفطار لابد أن يكون بروتينا دسما من خلال العسل والبيض والجبنة القريش، ثم وجبتا الغداء والعشاء لازم فيهما بروتين أبيض «فراخ وأرانب»  فتكلفة طعامى كنموذج تصل إلى 5 آلاف جنيه شهرياً للطعام فقط وهو أقل مبلغ، وعدد ساعات الرياضة على مدار الأسبوع للست العضلات 3 أيام، لكن أنا أقوم بالرياضة بشكل يومى حتى أحافظ على مستواي فى الرياضة.
تابعت جيهان فى حزن شديد بعد أن توقفت للحظات للحديث عن حياتها الخاصة كسيدة، وقالت حرمت من الخلفة بسبب الرياضة حيث تزوجت فى عام 2002 وانفصلت عن زوجى فى عام 2006، كنا زوجين بدأنا قصتنا عن طريق الحب، وكان يعمل مأمور ضرائب فى الجمارك، لكن السبب فى هدم حياتنا هو طلب زوجى ترك الرياضة للإنجاب، وهنا تتعارض حياتى الخاصة مع الرياضة، فإذا قررت ترك الرياضة للإنجاب سوف تختفى عضلات جسدى كلها وسوف أخسر بطولاتى وأحلامى فى الرياضة.
وكان قرارى الذى أندم عليه حتى الآن، أننى قررت الانفصال وخسرت حياتى الخاصة أمام حلم السيدة مفتولة العضلات، وخسرت أن أكون أما وحرمت من الأمومة مدى الحياة، وإذا عاد بى الزمن لاخترت أن أكون أما، فالسيدة مفتولة العضلات لابد أن تختار إما تكون زوجة وأما، وإما مفتولة العضلات وسط الأضواء، فالطريقان لا يجتمعان معاً، وحالياً أعيش بمفردى دون أسرة وخاصة بعد وفاة والدى ووالدتى وزواج أشقائي، فأنا أعشق الرياضة لكن لا أصلح أن أكون زوجة وأما.
شيماء: «رفع الأثقال» حرمتنى من الزواج
شيماء خلف بطلة مصر فى رفع الأثقال، تتحدث عن تفاصيل حياة الست العضلات فى رفع الأثقال:  عمرى 26 عاما، ووزنى 90 كيلو وفى بعض الأحيان يزيد على ذلك، بدأت الرياضة منذ 2003،  وسط رفض شديد لأسرتى  خوفاً على حياتي، وكنت ابنة وسط 4 بنات وولد وهذه هى أسرتي، والدتى ربة منزل ووالدى كان يعمل موظفا فى شركة الكهرباء وحالياً على المعاش.
وبعد فترة من تمسكى برياضة رفع الأثقال استسلمت أسرتى لإرادتي، ودخلت المجال بكثافة.
وأشارت شيماء، «اخترت رياضة رفع الأثقال رغم أنها نادرة للفتيات صدفة،  لأننى أمتلك قوة جسدية وسيدة عضلات، وأرفع 165 كيلو، وحصلت على العشرات من الميداليات أول أفريقيا وأول أوفروآسيوية وأول بحر متوسط».
وفى هدوء وثقة قالت شيماء:  «العضلات  خاصة لدى المرأة عبارة عن تيشيرت ترتديه وتنزعه عنها في أى وقت، وهذا حدث معى كثيراً، عندما أتوقف عن الرياضة يعود جسمى فى شهر إلى وضعه الطبيعى دون عضلات».
 وعن تفاصيل التمرين الرياضي، فأنا داخل صالة الجيم بشكل يومى وأعيش حياتى فى معسكرات مغلقة، كى أتدرب لأن التمارين الرياضية تفرق كتير، ولا يقل تمرينى الرياضى عن 3 ساعات يوميا بشكل شاق.
رياضة رفع الأثقال أثرت على حياتى الخاصة، بسبب أنانية الرجل، فدائماً ما يفهم الرجل طموح فتاة العضلات، ومن هنا أنصح الفتيات الرياضيات بالزواج من رياضى كى يفهمها، ويحتويها ويقدر طموحها، لأن الرجل العادى يرفض ذلك، وهذا ما حدث معى  تمت خطبتى مرتين لكن فشلت بسبب رفض الشخصين للرياضة ومازلت أنتظر الشخص المناسب، وأستطيع أن أقول إن سيدة العضلات «حظها قليل».
أحلام.. بطلة مصارعة
قالت أحلام صالح،  قصتى مع الرياضة منذ فترة طويلة، فكنت أول فتاة تقود الأسكوتر فى مصر ومازلت أقوده، وتحركى فى المواصلات به، تخرجت فى الإعلام 2014، وعملت فترة بمجال الإعلام لكنى توقفت حالياً.
هواية الرياضة كانت حبا كبيرا، نظراً لرؤيتى الدائمة لوالدى عاشق المصارعة، وكان يعمل شيفا فى إيطاليا، فكنت أشاهد تفاصيل المصارعة معه ، فعشقتها، وقررت أن أدخل ذلك المجال بكل شجاعة دون خوف من العادات والتقاليد.
 وبحثت كثيراً عن تعلم المصارعة والمشاركة فيها حتى أعلن الكابتن أشرف كابونجا، مؤسس فريق «EWR» صاحب فكرة أول فريق نسائى للمصارعة فى مصر، وكنت واحدة من بين 6 فتيات مصارعة فى مصر، وتدربت جيداً معهن وشاركت فى عروض وحققت نجاحا وكانت فرصة ذهبية لحلمى كفتاة مصارعة.
 وقد لا يتخيل البعض أننى فتاة وكنت أتعرض للضرب المبرح بشكل يومى فى التدريب الخاص بالمصارعة، لكنى أحبها بشدة ولم أتراجع، وكانت والدتى تشاهدنى أعود لها يومياً مضروبة فكانت تصرخ وترفض تلك الرياضة وخاصة أننى فتاة قد يصيبنى ضرر فى أى وقت بسهولة، ووالدتى كان لديها خوف فى المقدمة لكن قررت أن تحضر معى التدريب وشاهدتنى ويتم ضربى بقسوة لكن تعودت على الضرب، وتعودت والدتى، وعندما تشاهدنى بشكل يومى مضروبة تسرع فى إحضار الحقنة المسكنة حتى لا أشعر بالألم، ودائماً ما أقول لها إننى أحب ذلك.
وأسرتى اطمأنت على حالى بعد التعود، وكنت ألعب تمرين كل يوم، والجيم أساسي،  والمصارعة لا تحتاج الفتاة ذات العضلات المفتولة بشكل بارز لكن التمرين بشكل يومى هام لشد الجسم والقوة.
وأضافت أحلام، عن حياتها الخاصة، عشت قصة حب مع أحد أقاربى لذلك تزوجنا وتوقفت عن المصارعة بشكل مؤقت خاصة أننى أنجبت فتاة صغيرة، لكن لن أتوقف عن المصارعة وسوف أعود لها قريباً، لكن الرياضة وخاصة المصارعة تحتاج إلى أن يكون نصفك الحلو رجلا طموحا ويتفهم ذلك لأن معظم الرجال يرفضون الست العضلات فى المنزل كزوجة.
وتعليقاً على المرأة العضلات، قال الكابتن أشرف كابونجا مؤسس فريق «EWR» صاحب فكرة أول فريق نسائى للمصارعة فى مصر، إن فكرة ظهور المرأة العضلات ملموسة وموجودة على أرض الواقع حالياً فى مصر، وهى رياضة جديدة على الشرق بالنسبة للنساء، وبالنسبة للمرأة كسيدة تبحث عن الاستقرار فى تلك الحالة لابد أن تبحث فقط عن رجل يقدر هوايتها، حتى لا تضطر إلى خسارة حلمها الرياضي.
 علم الاجتماع:
فيما أكدت الدكتورة هالة منصور أستاذ علم الاجتماع، أن أمر السيدة العضلات يرفضه الرجل بشدة فى المنزل، فالأمر يغير طبيعة تفاصيلها كأنثي،  وما جعلها ظاهرة موجودة بالفعل ما هو إلا مجرد تقليد أعمى حالياً لإثبات الذات، بأنه ليس هناك فرق بين الرجل والست، والظاهرة مرتبطة بثورة «الميديا» وطرح النماذج للسيدة العضلات والمشاركة الرياضية، لكن أغلبية الرياضات تتركها  المرأة خوفاً على حياتها الخاصة وحلم الأمومة، الذى قد تؤخره الرياضة، وتذهب إلى حلم الأمومة، والمرأة لديها قدرة تحمل عن الرجل لكن هذا لا يجعلها تغير من صفات الأنوثة من أجل إثبات الذات، وأنصح جميع الفتيات بممارسة الرياضة لكن بحدود لأنها سوف تتعارض مع حياتها كزوجة بشكل كبير، ويجب أن تتعلم الفتاة نوعا من الرياضة لحمايتها فقط دون التعارض مع طبيعتها كأنثى عكس الفتاة العضلات.