الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ثورة 25 يناير «المجبونة»

ثورة 25 يناير «المجبونة»
ثورة 25 يناير «المجبونة»


جاءت ثورة 25 يناير لتقطع الطريق على تكرار ما حدث من عهد مبارك بالاستمرار فى الحكم دون انتخابات حقيقية والاعتماد على الاستفتاءات لولاها ما شهدنا استحقاقين رئاسيين كانت التعددية والحرية فيهما شيئًا لا يمكن إنكاره، ثورة يناير أسقطت نظامًا وخلعت رئيسًا، شهد لها العالم أجمع بالنقاء والإخلاص؛ حيث كان ميدان التحرير يشهد تدفقات البشر من جميع الأعمار وبنوعيات جديدة من الشباب لم يسبق له التظاهر أو حتى الاهتمام بالسياسة، وبقدر الآمال والطموحات التى حلقت بميدان التحرير قبل سبع سنوات تتبدى الآن حيرة التساؤلات فى تقييمها والتعجل بالحكم عليها قبل أن يأخذ التاريخ وقته خطأ كبير، لم تكن ثورة يناير الأولى فى اختطافها مبكرًا؛ حيث لقيت الثورة الفرنسية المصير نفسه دون أن تفقد قدرتها على الإلهام حتى حققت أهدافها بعد سنوات كثيرة، ثورة يناير مثلها مثل كل الثورات الكبرى فى التاريخ.. ثورة يناير ثورة شعبية كان الشباب وقودها، طالبت بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. مشكلتها أنها لم يكن لها قيادة واضحة ضمت جميع الأعمار والأفكار والالتزام بسلميتها، كان ذلك حتى مساء يوم 28 يناير حين دخل إخوان الشيطان إلى الساحة رغم إعلانهم قبل 25 يناير أنهم لن يشاركوا فى تلك المظاهرات؛ حيث توقعوا حينها أنها لن تكون بهذا الزخم، بدأوا يلعبون لعبتهم القذرة بأسلوبهم الرخيص فى المواءمات والإرهاب.
بدأوا بنشر الفوضى بحرق أقسام الشرطة وفتح السجون وإخراج المساجين المحكومين والجنائيين والخطرين فتحولت الثورة السلمية إلى دموية قتل فيها الكثيرون وعمت الفوضى فى أنحاء البلاد إلا أن الثوار الحقيقيين التزموا بسلميتهم داخل الميدان وبنفس البراءة والسذاجة حتى يوم 11 فبراير بعد إعلان مبارك الخروج من السلطة فتركوا الميدان ليخرج المتربصون لهم وإخوان الشر من الجحور وبدأوا بالاصطياد فى الماء العكر، اختطفت الثورة من قبل إخوان الشر فخانوا الثوار من أول لحظة دخلوا فيها الميدان.
الجيش المصرى كان رافضًا التوريث بوضوح وإصرار وأعلن عدم دخوله فى معارك مع الشعب وانحاز له إلا أن إخوان الشر بأسلوبهم فى القدرة على الإقناع واستخدام الدين جعلهم أكبر قوة فى مصر تحت الأرض وفوقها، تولوا الحكم لمدة عام رفضهم الشعب وفى 30 يونيو ثاروا عليه وخرجت الملايين ضدهم وسالت الدماء بإرهابهم اللعين لكن الجيش والشرطة أثبتا أنهما الوحيدان القادران عليهم وأزاحوهم عن المشهد بواسطة الشعب كله بثوار يناير التى لولاها ما حدثت ثورة يونيو ولم يكن ممكنًا أن نصل إلى ما حققناه.
تحيا مصر..>