الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

وقائع الاغتصاب الثانى لأيمن نور

وقائع الاغتصاب الثانى لأيمن نور
وقائع الاغتصاب الثانى لأيمن نور


ما إن أعلن المهندس موسى مصطفى موسى عزمه الترشح لرئاسة الجمهورية فى الانتخابات المقبلة، حتى ثارت ثائرة المعارض المصرى الهارب إلى لبنان ومنها إلى تركيا أيمن نور، وكأن كابوسًا قديمًا قد أيقظه من نومه هائجًا ليطيح بكل ما حوله معترضًا على قرار الترشح.
أخذ المعارض الليبرالى المرتمى فى أحضان الجماعة الإرهابية يكيل الاتهامات إلى من كان قد اختاره فى السابق نائبًا له فى حزب الغد، ويقول أنه صنيعة الدولة وأن ترشحه للرئاسة مهزلة تاريخية وادعى أنه لم يحصل على مؤهل عالٍ، ويدعى أنه صادرة بحقه أحكام قضائية تمنعه من الترشح للانتخابات، وبدا للجميع أن رد فعل أيمن نور أكبر من مجرد إبداء رأى معارض لقرار سياسى ما.
حالة الهياج غير المبررة من جانب أيمن نور لا يمكن فهمها إلا فى سياقها التاريخي، إذ نكأ المهندس موسى مصطفى – عن عمد أو بغير قصد – جرحًا قديمًا غائرًا كان قد سببه لأيمن نور خلال صراعهما على الشرعية فى حزب الغد، وللقصة خلفيات تستحق أن تروى. 
عندما قرر المحامى الوفدى السابق أيمن نور تشكيل حزب معارض جديد فى العام 2004 وأخذ يجمع التوكيلات من المؤسسين، حرص على أن يكون من بينهم عدد لا بأس به من رجال الأعمال كى يكونوا ظهيرًا ماليًا للحزب يضمن بقاءه فى الساحة لأطول فترة ممكنة، ومثلما أغدقوا عليه أموالهم أغدق هو عليهم المناصب، ومن هنا وقع الاختيار على رجل الأعمال موسى مصطفى موسى ليكون نائبًا لرئيس الحزب.
لم يكن المعارض الشاب يعلم حينها أن نقطة القوة التى سعى لامتلاكها ستتحول بين ليلة وضحاها إلى نقمة عليه، فما إن قرر الترشح لرئاسة الجمهورية عام 2005 وكان من المفترض لائحيًا أن يجمد عضويته فى الحزب بشكل مؤقت لحين الانتهاء من الانتخابات، لكنه رفض وقرر التلاعب وهو ما رفضته الهيئة العليا للحزب التى قررت فصله بعد اكتشاف عملية مالية غامضة لتمويل حملته الانتخابية، فقد شكل لجنة مالية من مجموعة تابعة له لمنع أى معلومة عن قيادات الحزب فى هذا الأمر.
حاول نور الادعاء أن قرار فصله من رئاسة الحزب جاء بإيعاز من الدولة لقيادات الغد عقابًا له على التجرؤ على خوض المنافسة ضد الرئيس الأسبق لكن الحقيقة كان لها وجه آخر كشفه المهندس موسى مصطفى بقوله أن أيمن نور حاول حجب الرؤية عن أعضاء الحزب فى التعاملات المالية، والتمويل الخارجى وكان ذلك سببًا فى فصله، فالرئيس مبارك فى هذا التوقيت أعلن عن وجود مرشح حصل على 70 مليون دولار.
فى سبتمبر 2005، نشب نزاع بين أيمن نور رئيس حزب الغد وقتها ونائبه موسى مصطفى على رئاسة الحزب، وظلت القضية «كعب داير» بين أروقة المحاكم لفترة طويلة، وبعد أن حصل موسى على أول حكم قضائى حاول بصحبة أنصاره دخول المقر الذى تحصن به أتباع نور، فما كان إلا أن وقعت اشتباكات بالمولوتوف بين الجانبين وادعى نور بطبيعة الحال أن الدولة تقف وراء محاولة حرق مقر الحزب.
بالقرار الذى أصدرته  لجنة شئون الأحزاب معترفة بموسى رئيسًا للحزب فى مايو 2011 لم يعد لأيمن نور صفة فى الحزب الذى أسسه، وهو أمر كان من الصعب نسيانه رغم إقامته المرفهة خارج البلاد أو خلافاته الحامية مع مطاريد الإخوان على أموال قناة الشرق.  
لم يكن أيمن يتخيل أن موسى الذى طارده وطرده من الحزب سوف ينازعه على لقب «وصيف الرئيس» من خلال ترشحه ثانيًا مع الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الانتخابات المقبلة، إلا إذا تفوقت عليه الأصوات الباطلة كما حدث مع حمدين صباحى فى الانتخابات الماضية ، ولكن يبدو أن موسى سيظل كابوسًا يلاحق «نور» حتى فى أحلامه.