المسكوت عنه فى حياة مرشح «آخر لحظة»

شيماء جلال
بين عشية وضحاها أصبح موسى مصطفى موسى هو الاسم الأكثر بحثًا على محركات بحث الشبكة العنكبوتية، الفضول الذى دفع أغلب المصريين لمعرفة هوية ذلك الشخص الذى ظهر من العدم ليتقدم وحيدًا أمام السيسى فى الانتخابات الرئاسية التى شهدت تحركات دراماتيكية فى اللحظات الأخيرة، بعد تقدم الفريق أحمد شفيق وتراجعه، وإعلان الفريق سامى عنان واستبعاده، ومحاولة خالد على وانسحابه، وفشل السيد البدوى فى إقناع حزب الوفد بخوض التجربة.
مهندس معماري يبلغ من العمر 66 عامًا، حصل على شهادة الهندسة المعمارية من جامعة السربون، بحسب روايته التي شكك فيها أيمن نور الرئيس السابق لحزب الغد، مؤكدًا أن موسى حاصل على شهادة معهد فنى صناعى، وأعلنت نقابة المهندسين أن موسى ليس عضوًا مقيدًا بجداولها، لافتة إلى أن عدم تقييد «موسى»، بالسجلات لا ينفي أنه مهندس؛ لأنه ربما لم يحتاج إلى مزاولة مهنة الهندسة داخل مصر، ولم يضطر إلى استخراج أي أوراق إدارية من داخل النقابة، وبالتالي لم يكن في احتياج للقيد بها.
أزمة المؤهل تنتظر فصل المحكمة الإدارية العليا، والتى تلقت طعناً قضائياً على قرار الهيئة الوطنية للانتخابات، لوقف تنفيذ وإلغاء قرارها بإدراج موسى مصطفى موسى، ضمن القائمة المبدئية للمرشحين، وحمل الطعن الذى أقامه المحامى طارق العوضى، رقم 28452 لسنة 64 قضائية، واستند فيه إلى اشتراط قانون الانتخابات الرئاسية حصول المرشح على مؤهل عالٍ، وألا يكون قد حُكم عليه فى جناية أو جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة ولو كان قد رد إليه اعتباره.
وأضاف الطعن أن الشهادة التى حصل عليها «موسى» فى السبعينيات من فرنسا لا تعادل بكالوريوس الهندسة، إضافة إلى أنه صادر ضده أحكام جنائية فى قضايا إصدار شيكات دون رصيد.
بعيدًا عن مؤهله موسى المشكوك فيه، وذمته المالية المطعون عليها، فهو رجل أعمال ناجح على أرض الواقع، حيث أسس في بداية حياته المهنية شركة مقاولات برفقة شقيقه، ثم اتجه نحو أنشطة التصنيع في مجالات البناء والزراعة والدهانات والمنسوجات، فهو صاحب شركات في المجال الصناعي والاستثماري، أهمها مجال الكيماويات، حيث يرأس مجلس إدارة شركة سكيب للدهانات.
ينتمي موسى إلى عائلة عريقة وكبيرة، فوالده كان رئيس اتحاد الطلاب في فترة الأربعينيات، ومناضلًا وفدائيًا شرسًا ضد الإنجليز، وانضم لحزب الوفد، أكبر الأحزاب المصرية وقتها.
متزوج ولديه بنتان وولد، زوجته راوية حسين بدراوي «ربة منزل»، ابنته الكبرى، «أينور» 27 عامًا متزوجة، وتخرجت في الجامعة الأمريكية، ابنه «مصطفى» 29 عامًا، خريج جامعة أمريكية، غير متزوج، ابنته «مهرى» 18 عامًا، مازالت تدرس، لديه أخ وحيد هو علي مصطفى موسى، رئيس غرفة التجارة بالقاهرة الأسبق، ويرأس عددًا من الشركات الخاصة بالأسرة.
لدى المرشح المحتمل شقيقتان، إحداهما متزوجة من النائب هشام مصطفى خليل، نجل رئيس الوزراء الأسبق مصطفى خليل، والأخرى متزوجة من السفير مجدي محب سمرة، سفير سابق بإنجلترا وسنغافورة، هما نظيرة مصطفى موسى، ونفيسة موسى، وجميعهم يمثلون مجلس إدارة شركة سكيب للدهانات.
ظهر موسى فى المشهد السياسى عام 2005 بعد نزاعه الشهير على رئاسة حزب الغد مع أيمن نور، إلا أنه ومنذ ظهوره يواجه تعثرًا سياسيًا، إن اصطلح القول، السيرة السياسية لموسى لا تحوى سوى إخفاقات متتالية، فقد حاول موسى دخول البرلمان وشارك في انتخابات مجلس الشعب عام 2010 وترشح عن دائرة جنوب الجيزة، لكنه لم يحالفه الحظ ولم ينجح أحد من قائمته التى ضمت 37 مرشحًا.
الغريب أنه على الرغم من عدم قدرته على تحقيق نجاح يذكر فى دائرته، فقد قرر خوض الانتخابات الرئاسية فى 2012 لكنه لم يقدم حينها أوراق ترشحه، رغم إعلانه جمع سبعة آلاف توكيل من عشرين محافظة.
لم يستسلم رجل الأعمال، الذى على ما يبدو يرفض الاعتراف بتواضع خبرته السياسية، فقد شارك بقائمة في الانتخابات البرلمانية لعام 2015 تحت اسم «قائمة مصر» لكنها استبعدت بحكم قضائي.