الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مثل قديم: «المتغطى بأمريكا عريان»!

مثل قديم: «المتغطى بأمريكا عريان»!
مثل قديم: «المتغطى بأمريكا عريان»!


إذا كانت بريطانيا قد منحت الحركة الصهيونية وعد بلفور المشئوم نجد الولايات المتحدة الأمريكية القوة الأعظم فى عصرنا ورئيسها الأحمق  يمنح الكيان الصهيونى أمنية عمر الصهاينة بإعلان القدس عاصمة أبدية لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية لها وهو القرار الذى سبقه من قبل وعد جورج دبليو بوش الرئيس الأمريكى الأسبق وعد آخر سميناه حينها وعد بلفور الثانى الذى صدر فى أبريل 2004 فى رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى إرييل شارون جاء فيه تعهدان أساسيان هما ألا تكون هناك أى عودة للاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم ولن تكون هناك عودة إلى حدود 1967.. ألم يكن الأجدى أن يقرأ القادة والزعماء العرب المشهد جيدا آنذاك ويتوقفوا عن رهان التسوية السلمية للقضية الفلسطينية بواسطة أمريكا، وأمريكا وحدها.
أولم نكن نحن العرب سنتجنب اليوم وعد بلفور الثالث، لكن استمرارنا فى غينا وغيبتنا عن الواقع وظلت الوساطة الأمريكية لتسوية الصراع «العربى - الصهيوني» قائمة على الرغم من أننا كنا نرى بأم عيوننا وباليقين أن أمريكا لن تكون الوسيط النزيه فى مسعى التسوية لانحيازها ومساندتها للكيان الصهيونى ليس فى حاجة إلى دليل، وهو ما عبرت عنه صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية بأن أمريكا ليست وسيطا نزيها فى أى يوم كان ولن تكون!
بل تؤكد أن أمريكا من أكبر الداعمين للاحتلال الصهيونى ولم تشعر فى أى يوم بالاشمئزاز من تصرفاته، ولم تدن أى انتهاكات تقترفها داخل الأراضى المحتلة وضد المواطن الفلسطينى صاحب الأرض المسلوبة إذا ما حاول الدفاع عن أرضه وحياته، انتهاكات مستمرة ولم تحرك أمريكا أى ساكن ضده، بل تسخر له جميع وسائل الدعم منذ 1947، حيث نجد الموقف الأمريكى المساند للتقسيم، ولولا تأييدها فى الأمم المتحدة ما كان قد صدر، ولولا أمريكا لما استمر الاحتلال الصهيونى للقدس والضفة والجولان إلى الآن. هذا الدعم الأمريكى للكيان الصهيونى وانحيازه له أسباب أخرى عقيدية وترسيخ للفكر الصهيونى بأن القدس مركز الديانة اليهودية وهو ادعاء لا سند له فى التاريخ باعتراف مؤرخين إسرائيليين ورجال آثار، هذا الانحياز الفكرى والعلمى والتاريخى جزء لا يتجزأ من موقف أمريكى ثابت ومستمر منذ تأييدها المبكر لوعد بلفور المشئوم، وبكل الأسف استغل ترامب الوضع العربى المهترئ لإعلانه القدس عاصمة للكيان الصهيونى، حيث العرب اليوم فى أضعف حالاتهم وردود أفعالهم غير كافية على الإطلاق، ولا تتناسب مع الوضعية الدينية المقدسة للقدس والهجمة الأمريكية الصهيونية هذه المرة أقوى وأشد، وبكل الأسف أيضا نجد مواقف كثيرة تهمش الأمر وإعلانهم أن أمريكا مازالت وسيط سلام، كذلك التويتة الخاصة بوزير الخارجية البحرينى بأن «ليس من المفيد خلق خلافات مع أمريكا لأن ما حدث قضايا جانبية والحث على الالتفاف لمكافحة الخطر الأوضح والحالى وهى إيران». قرار ترامب ليس فقط رسالة استخفاف واستهانة بالعرب، إنما أيضا إقرار بفشلنا تجاه القضية العادلة الوحيدة التى يملكها العالم العربى.
تحيا مصر.