الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عادل أسعد الميرى عن الأسطورة والديانات: مصر أعطت العالم فكرة المسيحيّة

عادل أسعد الميرى عن الأسطورة والديانات: مصر أعطت العالم فكرة المسيحيّة
عادل أسعد الميرى عن الأسطورة والديانات: مصر أعطت العالم فكرة المسيحيّة


هذا الكتاب، «نصوص التوراة والمعانى الكامنة وراءها»، هو الثالث لمترجمه عادل أسعد الميرى، فى سلسلة بحثه واهتمامه وترجمته لتاريخ الأديان. الكتابان السابقان، «أسطورة المسيحيّة» عن سلسلة موسوعة أساطير العالم، والثانى، «الأصول المصرية القديمة للديانة المسيحية» يُكملان مَسلك المُترجم والروائى دارس الطبّ، فى طريق «فقدان الإيمان بالمسيحيّة» كما يقول، منذ أن بلغ العشرين من عمره.
 
انتظر الميرى أربعين عاما، منذ ذلك الحين، حينما أبدى اعترافه الصادم هذا أوّل مرّة إلى القسيس الذى كان يحضر إلى منزل العائلة فى طنطا، حتى قرّر أن يُعبّر عن أفكاره، لكن بترجمة أفكار الغير، التى واءمت ما اقتنع به وارتاح إليه. كتاب نصوص التوراة لمؤلّفه جون جراى، الذى صدر فى السبعينيّات، وتَصدر ترجمته حديثا عن دار آفاق للنشر والتوزيع بتوقيع أسعد الميرى، يلخص إلى ذلك الاستنتاج، بتعبير الميري: «أنّ فى التوراة كما الإنجيل، كثيرا ما اختلطت القصص الحقيقيّة بالأساطير فى مُختلف البلاد».
يذهب الميرى بقناعاته الصادمة، إلى القول بأن القصص فى الأناجيل «خيالات وهميّة، لا تُقنع حتى الأطفال». وأن الأناجيل كثيرة جدا، ولا نعرف أين الحقيقة. ببساطة وفى أقلّ التعبيرات سخونة، يمكن القول بـ«اختلاط الأساطير بالكتب المُقدّسة» أو «تواتر القصص».
منذ العمل على مُقارنة نصوص الديانة المسيحية بأصولها فى الرموز المصرية القديمة، وعقد مُقارنات تَشَابُه بينهما، وجد الميرى نفسه مدفوعا للبحث فى التاريخ القديم، والأساطير الفرعونية وعلاقتها بالأديان. فوقعت يداه على رسالة دكتوراه بالفرنسية لثروت الأسيوطى، تندر الإشارة إليه فى المراجع التعريفيّة، عن «الأصول المصرية القديمة للديانتين المسيحية والإسلامية». وشاء أن يكتفى بترجمة الجزء الخاص بالديانة المسيحية، على طريقة أهل مكّة أدرى بشعابها. رغم دراسته للفقه الإسلامى والشريعة فى معهد الدراسات الإسلامية بميت عُقبة، وهو معهد شهير تابع للأزهر.
نكتشف مثلا، أن لميلاد اليسوع من غير أبّ، أصلٌ فى مصر القديمة. حيث نقلت الأخبار فى الحفريّات والبرديّات حكايات مُلوك مصر القديمة عن ميلادهم، ادّعوا فيها أنّهم وُلدوا ولادة إلهية. وكان الملك (أوسر كاف) من الأسرة الخامسة، هو أوّل من ادّعى الولادة الربانية بلا أبّ. وفى كلّ مرّة يتغيّر الأب، تبعا لتغيّر العصور، والأسر، ومن ثم تغيّر الإله. فمن الإله بتاح، إلى آمون عند ملوك طيبة. وهكذا.
بل إن قصّة إزيس وأوزوريس، المُقابل الفرعونى لميلاد المسيح الثانى. حتى إن هناك فصلا بكتاب «أسطورة المسيحيّة» عن أسبوع الآلام لأوزوريس مُطابق لأسبوع الآلام الخاص بالسيّد المسيح. ومن هنا يُطلق عادل الميرى حكمه بكل ارتياح: «مصر أعطت العالم فكرة المسيحية».
فى «نصوص التوراة»، كتابه المُترجَم الأخير، وعنوانه الأصليّ «أساطير الشرق الأدني». يشرح الميرى أنه إلى نهاية القرن الـ19،  كان تعبير الشرق الأدنى يشمل كل البلاد العربية حتى فارس، أمّا الشرق الأقصى فيضم شرق آسيا والصين واليابان وفيتنام وكومبوديا.
إذن كتاب جون جراى عن نصوص التوراة، يهتّم بشكل خاص، ببابل وكنعان، وفيه نتعرّف على النتيجة ذاتها، التوراة من أساطير قديمة، مثلا آلهة المطر والإنبات انتقلت إلى التوراة.
يلخص كتاب جراى وفق قناعة المُترجم أن «التوراة كلّها أفكارٌ ساذجة». يقول الميرى إن هناك 39 كتابا للتوراة، خمسة يُقال إن من كتبها هو موسى. فى حين نقرأ فى التاريخ أنه فى سنة 586،  أخذ ملك بابليّ معه إلى الشام نحو 30 ألف يهودى، رأوا فيما بعد أنه من الضرورى كتابة تاريخهم. وعليه هناك نُسخٌ متعدّدة من التوراة، كما هى الحال مع الإنجيل.