الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«الطرق الصوفية» تطالب بحق اللجوء الدينى من خطايا «السلفية»!

«الطرق الصوفية» تطالب بحق اللجوء الدينى من خطايا «السلفية»!
«الطرق الصوفية» تطالب بحق اللجوء الدينى من خطايا «السلفية»!


بين طريقين، بدت الطرق الصوفية، وكأنها لم تعد على قلب رجل واحد، إذ انقسمت رؤيتها وقراءتها للمشهد السياسى عقب فوز د. محمد مرسى برئاسة الجمهورية، إلى فريقين.. ففى الوقت الذى طالب بعضهم الرئيس الجديد بنبذ الخلافات، وتحقيق لم الشمل والسعى لإنجاز المصالحة الوطنية، لكى يصب ذلك فى تحقيق المصالح العليا للبلاد، وأهداف الثورة، عبر آخرون عن ترقبهم الحذر لما قد يحدث على الساحة السياسية خلال السنوات القادمة بعد أن أصبح مرسى رئيساً.
 
الشيخ محمد الشهاوى شيخ الطريقة الشهاوية الذى بادر بتهنئة د. محمد مرسى لفوزه بالمنصب قال لنا: إن الكيان الصوفى يحترم الديمقراطية واختيار الشعب، ونرى أن على «مرسى» مسئولية التصدى لأى تيار دينى متشدد ونطالبه بحماية مصر من أى أفكار وهابية من شأنها المساس بأمن مصر القومى.. ويضيف: المتصوفون متسامحون بطبيعتهم لا يحبون الصدام ولا العنف حتى فى خطابهم، ولكن هدم الأضرحة كان من شأنه إشعال مشاعرهم، لا نكره أى تيار ولا نحمل الرئيس المنتخب أى أعباء فكرية، لكننا فى نفس الوقت نطالب أن يكون للأزهر دور وألا يسمح بزيادة سطوة التيار السلفى ويتوجب أن يكون للأزهر مهمة ذلك بنشر قيم الإسلام الوسطى فى المجتمع.
 
وبدون الاهتمام بنشر الثقافة الإسلامية الصحيحة سوف ندخل فى سيناريوهات غير مرغوبة وصراعات فكرية خاصة وأتباع المذهب الصوفى منتشرون فى كل أنحاء الجمهورية.
فى الوقت نفسه يؤكد الشهاوى بأن الكيان الصوفى والذى يبلغ عدد أتباعه 15 مليون صوفى على مستوى الجمهورية، كانت أصواتهم موزعة بين مرشحى الرئاسة قبل إعلان النتيجة.
 
قائلاً: الصوفية تيار إسلامى أيضاً ومنا من كان يميل لمرسى ومنا من أعطى صوته لشفيق، أما عن الدوافع وراء ذهاب نسبة من التصويت لصالح شفيق فترجع لاهتمامه بزيارة الصوفية وإعلانه عن أصوله الصوفية وخوف الصوفية من جماعة الإخوان.
 
وهناك من أعطى لمرسى لأنه اهتم بزيارة شيوخ الصوفية ولأن من الصوفية من يتعاطف مع جماعة الإخوان باعتبارها تيارا إسلاميا عانى من الاضطهاد فى عهد مبارك، كما أنهم يرون أن مؤسس الجماعة «حسن البنا» من الصوفية وهناك عدد من قيادات الجماعة تعلن انتماءاتها الصوفية.
 
الشيخ محمد عبدالمجيد الشرنوبى عضو اللجنة التنفيذية بمشيخة الطرق الصوفية وشيخ الطريقة الشرنوبية بدأ حديثة قائلاً: أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد، مؤكداً على أن مصر المذكورة فى القرآن ستظل محفوظة فى نظره من الأخطار.
 
لكنه اعترف بتوتر العلاقة على مدار السنوات الماضية بين الكيان الصوفى من جانب وكل من التيار السلفى وجماعة الإخوان من جانب آخر، ورغم ذلك فإن التيار الصوفى أقرب للإخوان من التيار السلفى المتشدد كما يعتقد الشرنوبى.
 
وقال إن الجماعة الصوفية منخرطة فى العبادة والزهد وليس لها أهداف سياسية، بدليل أنها أعطت أصواتها فى الجولة الأولى من الانتخابات لأكثر من مرشح ولم تجمع على مرشح بعينه شأنها فى ذلك شأن معظم المصريين.. مشيراً إلى أن النسبة التى أعلنت أنها ستعطى الفريق شفيق كانت مخاوفها كلها من التيار السلفى الذى قام بهدم الأضرحة وبث الرعب فى قلوب محبى آل البيت.
 
لذلك نطالب الرئيس الجديد أن يكون رئيساً لجميع المصريين - «لا يتأثر بالعريان ولا بالمتغطى - لا الشاطر ولا الخايب» - «لا البرنس ولا اللورد» - فى إشارة منه لبعض رموز وقيادات جماعة الإخوان.
 
أما الشيخ أحمد علاء ماضى أبوالعزايم نائب شيخ الطريقة العزمية، فقد أكد أن الصوفية لن تتصيد الأخطاء لأحد، لكنها فى ذات الوقت لديها تحفظات فى أمرين مهمين، الأول يتعلق بالأزهر الشريف، فالصوفية تخشى على الأزهر الشريف ولا تريد المساس باستقلاله وتطالب الرئيس المنتخب بتحقيق استقلاله.
 
والأمر الثانى يتعلق بأضرحة آل البيت وحمايتها قائلاً: لسنا ضد الإخوان لكننا نرفض مبدأ أن يتولى الحكم فى مصر أى تيار دينى سواء كان إخوانيا أو صوفيا أو سلفيا، لأن أى شخص سيميل فى قراراته دون إرادته للجماعة التى ينتمى إليها وذلك لن يكون فى مصلحة البلاد، ونحن مع ذلك لا نتعامل مع محمد مرسى باعتباره عضوا فى جماعة الإخوان وإنما باعتباره رئيساً للبلاد.
 
وتابع قائلاً: جميع الدلائل السابقة تشير لعدم قبول السلفيين للآخر، وكذلك تبنيهم نهجاً إقصائياً لكل المختلفين معهم.
 
لذلك نطالب الرئيس مرسى ألا يتعامل بميول إخوانية لأننا لن نكون سلبيين بعد الآن تجاه أى رئيس مستبد.
 
بنفس الخطاب تحدث مصطفى زايد المنسق العام للائتلاف العام للطرق الصوفية مهاجماً استبداد أى تيار دينى - وذلك رغم انتمائه للطريقة الرفاعية والتى أعلن رئيسها القيادى الصوفى طارق الرفاعى تأييده لمرسى قبل الانتخابات.. قال زايد: نحن كائتلاف صوفى لدينا تخوفات من وصول الإخوان للحكم فى مصر، نحن كيان لا علاقة له بالسياسة ويعزف عنها، نتعاطف مع محبى آل البيت، ولكن سوف تجدوننا فى الشارع فى حالة ممارسة أى نوع من الاستبداد ضدنا..
 
إذا اقترب أحد من المنهج الصوفى سوف ننشئ فى كل ميدان مولدا ثوريا، والجميع يعرفنا فنحن من نقيم الموالد وعددنا 15 مليون صوفى على مستوى الجمهورية ولا يمكن لأحد أن يستهين بنا، وقفنا بجانب الثوار فى محمد محمود ولدينا المزيد لنقدمه لمصر.
 
فى حين كان للشيخ نضال المغازى شيخ الطريقة المغازية الخلوتية موقف واضح من تولى مرسى الرئاسة، فأكد أثناء كلامه بأنه كمواطن لا يثق فى الإخوان وأنه يرى أن وصول مرسى للحكم كانت وراءه ضغوط أجنبية متعجباً: كيف يقود تيار الإخوان مصر وخلفياته معروفة بأن له نظرة ضيقة ولا يرى إلا ما تحت قدميه ومواقفه متناقضة!!
 
وأضاف: لا يمكن أن أطالب بحماية استقلالية الأزهر وأنا أعلم بأن الأزهر اخترق بالفعل من قبل تيارات إخوانية وسلفية.