الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

من «والت ديزنى» و«مارلين مونرو» إلى «جريتا جاربو» و«مارلين دييتريش»: نجوم الفن والرياضة فى خدمة المخابرات

من «والت ديزنى» و«مارلين مونرو»  إلى «جريتا جاربو» و«مارلين دييتريش»: نجوم الفن والرياضة فى خدمة المخابرات
من «والت ديزنى» و«مارلين مونرو» إلى «جريتا جاربو» و«مارلين دييتريش»: نجوم الفن والرياضة فى خدمة المخابرات


خمسة وخمسون عامًا مرت على وفاتها ولايزال وهجها وتألقها وفى الوقت نفسه غموض وملابسات وفاتها محل اهتمام الكثيرين، إنها الجميلة مارلين مونرو التى حلت هذا الشهر ذكرى وفاتها أو مقتلها كما ترجح العديد من التقارير على الرغم من أنه حتى اليوم لم يظهر ما يؤكد مقتلها على يد الاستخبارات الأمريكية.

قبل وفاتها بستة أعوام تقريبًا ووفقا لوثيقة سرية أفرج عنها مكتب التحقيقات الفيدرالى FBI  ونشرتها الصحافة منذ عدة أعوام؛ فإن مونرو كانت تحت مراقبة دقيقة من مكتب FBI  وذلك بعد زواجها من الروائى الشهير «أرثر ميلر» الذى عرف بمناصرة الشيوعية.. بدأ مكتب التحقيقات يرصد مكالمات وتحركات مونرو، وتشير تقاريره إلى أن مونرو تأثرت بالفعل بأفكار زوجها الشيوعية.
وترصد الوثيقة اتهامات بأن شركة الإنتاج التى أنشأتها مونرو باسم «مارلين مونرو للإنتاج» يعمل بها عدد كبير من الشيوعيين وأن الأموال التى تجنيها الشركة تستخدم فى تمويل الأنشطة الشيوعية وتشير إلى أن زواج مونرو من ميلر ليس إلا حركة تمويه لتغطية أنشتطهم.
1 - الوثيقة أكدت أيضًا أن مارلين مونرو تحدثت عن كراهيتها لرئيس مكتب التحقيقات الفيدرالى وقتها أدجار هوفر ورفضها للهجمة الأمنية على مؤيدى الشيوعية والمتعاطفين معها فى هوليوود. وترصد الوثيقة الصداقة القوية التى جمعت بين مونرو و«فردريك فيلد» الشيوعى الذى ينتمى إلى واحدة من أغنى العائلات الأمريكية،  لكنه اضطر إلى الهرب إلى المكسيك فرارًا من الأمن الذى كان يلاحق الشيوعيين وقتها. آخر ما رصدته الوثيقة هو محاولة مونرو الحصول على تأشيرة للسفر إلى ما كان يعرف وقتها بـالاتحاد السوفيتى لكن طلبها رفض.
المؤكد أن حقيقة وفاة مونرو غير معروفة حتى اليوم، لكن المؤكد أيضًا أنه كانت هناك العديد من الشكوك حولها، والمؤكد أيضًا أن علاقتها مع الرئيس الأمريكى آنذاك جون كيندى وشقيقه روبرت كيندى كانت قد وصلت إلى طريق مسدود جعلها تهدد بوبى بالحديث إلى الصحافة والكشف عن العديد من الأسرار التى تعرفها بحكم علاقتها بالبيت الأبيض،  ومنها خطة كيندى لقتل كاسترو. بالتأكيد مونرو عرفت أكثر مما يجب؛ خصوصاً بالنسبة لسيدة تحوم حولها الشكوك الأمنية لكونها شيوعية أو متعاطفة مع الشيوعية، وهو ما كان يشكل اتهامًا وقتها يتطلب المراقبة والتحقيق وربما السجن أيضًا.
 -2 لكن مونرو ليست الوحيدة التى تعاملت مع البيت الأبيض، فهناك نجوم ومشاهير كثيرون عملوا كجواسيس لبلادهم، ومنهم المغنى العالمى «فرانك سيناترا» ذو الاصول الإيطالية، الذى كان على علاقة قوية برجال المافيا وقد ساعدوه بنفوذهم القوى فى بداية حياته الفنية لكنه ابتعد عنهم بعد توطد علاقته مع روبرت كيندى. لكن ابنته «تينا سيناترا» أكدت بعد وفاته أنه تعاون لسنوات مع وكالة الاستخبارات الأمريكية حيث كان ينقل أشخاصًا من وإلى الولايات المتحدة . سيناترا كان كثير السفر وكان يتنقل بطائرة خاصة، ولذلك كانت وكالة الاستخبارات تستخدمه لنقل أشخاص ربما عملوا جواسيس لدى الوكالة وبالتالى فقد كان سفرهم وتنقلهم للقاء مسئولى الاستخبارات يجب أن يكون سريا وبلا أوراق تشير إلى موعد السفر أو الوجهة.
3 - «والت ديزنى» مبدع شخصية ميكى ماوس وغيرها من شخصيات عالم ديزنى أيضا كان مخبراً لدى مكتب التحقيقات الفيدرالى فى فرعه بلوس أنجلوس. ديزنى أبلغ عن عدد كبير من العاملين فى هوليوود من ممثلين ومخرجين إلى مؤلفين وفنيين ممن رصد فى كلامهم أو تحركاتهم ميولاً شيوعية أو ميولاً معادية للدولة، وكانت الجائزة نظير خدمات ديزنى هى السماح له بالتصوير فى المقر الرئيس لمكتب التحقيقات الفيدرالى  FBI  فى واشنطن.
-4 أما المؤلف البريطانى «رولد دال» فقد كان طياراً بالقوات الجوية الملكية قبل عمله بالكتابة، لكن بعد تعرضه لإصابات خطيرة إثر حادث طائرة عام 1940 تم إبعاده عن العمل كطيار وتكليفه بوظيفة مكتبية. وفى عام 1942 أرسلته بريطانيا للعمل فى سفارتها بالولايات المتحدة الأمريكية. كوًّن «دال» شبكة علاقات كبيرة مع أغنياء أمريكا وكبار مسئوليها وهو ما دفع الاستخبارات البريطانية فى التفكير فى استغلال هذه العلاقات فى جمع معلومات من خلال إغواء نساء سواء كن فى موقع مسئولية أو زوجات كبار المسئولين أو مقربين منهم. هذا إلى جانب نجاحه فى تسريب وثائق أمريكية سرية إلى الحكومة البريطانية.
5 - أما «جريتا جاربو» فقد عملت مع  الاستخبارات البريطانية ونفذت سلسلة من العمليات الاستخباراتية الناجحة. وشكلت جاربو مع المنتج البريطانى «الكساندر كوردا» الذى كان عميلا للاستخبارات البريطانية أيضًا فريق عمل حيث قاما بجمع معلومات عن شخصيات مهمة. ويبدو أن جاربو نجحت فى عملها الاستخباراتى وأبلت بلاء حسنا لأن الاستخبارات البريطانية اعتمدت عليها فى العديد من المهمات المتلاحقة. وكانت جاربو تسعى لإتمام المزيد من المهمات بل إنها كانت ترغب فى الذهاب فى مهمة لاغتيال هتلر الذى كان يراسلها ويدعوها إلى زيارة ألمانيا.
-6  «جيمس بوند» تعد من أشهر سلاسل الأفلام البوليسية فى تاريخ السينما، لكن بدايتها لم تكن مجرد أفكار من خيال المؤلف «أيان فليمنج». فأيان كان ضابطا بحريا بريطانياً شارك فى الحرب العالمية الثانية وعمل بجهاز الاستخبارات البريطانى ومن هنا جاءته فكرة فيلم «جيمس بوند». وأوكلت إليه مهام استخباراتية عدة أهمها التواصل مع عناصر الاستخبارات خلال الحرب العالمية الثانية. وفى عام 1942 تولى قياة مجموعة استخباراتية لسرقة وثائق من مقار الدول المعادية لبريطانيا آنذاك.
7 -كان «نويل كوارد» زميلاً لأيان فى مهماتهما الاستخباراتية . كوارد كان كاتبًا وممثلاً ومخرجا ومغنيا أيضا. بل إنه تولى منصب رئيس مكتب الخدمات السرية البريطانية فى باريس. وكان كوارد قد علق على عمله فى الاستخبارات بعد سنوات من اعتزاله هذا العمل بأن الشهرة كانت غطاءً رائعًاً لعمله الاستخباراتى.
-8 أما «مارلين دييتريش» إحدى أشهر نجمات هوليوود فى الثلاثينيات والأربعينيات فقد كان مكتب التحقيقات الفيدرالى يشك فى كونها جاسوسة بسبب أصولها الألمانية. ولكى تبعد دييتريش هذه الاتهامات عن نفسها بكل الطرق بداية من الغناء للجنود وإقامة حفلات ترفيهية وعروض مسرحية لهم إلى حد طلبها رسمياً العمل كجاسوسة للولايات المتحدة الأمريكية. وقد نجحت دييتريش فى جمع معلومات عن الأعمال المعادية للولايات المتحدة فى أوروبا، وذلك خلال رحلاتها التى كان ظاهرها الترفيه عن الجنود فى أرض المعركة.
-9 لم يكن «كريستوفر لى» مجرد نجم سينمائى فقد كان جزءا مما كان يعرف بـ «هيئة العمليات الخاصة» وهى مجموعة سرية تم تشكيلها بهدف القيام بأعمال تجسس وتخريب فى أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية. «لى» اعترف بعمله فى هذه المجموعة لكنه رفض الإفصاح عن تفاصيل العمليات التى شارك بها فى حوار عام 2011،  مؤكدًا أنه غير مسموح له بالحديث عن أى تفاصيل تخص عمله السابق سواء فى الحاضر أو المستقبل.
-10  وكان «هارى هودينى» ساحرًا بكل معنى الكلمة، فقد كان نجاحه كساحر مميز سببا فى اختياره ليكون عميلاً سرياً للاستخبارات البريطانية والأمريكية.
 براعة هودينى جعلت أغنياء روسيا وألمانيا وأصحاب السلطة هناك يدعونه إلى حفلاتهم لمشاهدة أعماله السحرية، لكنه -هوديني- كان يسحرهم ويجعلهم يسربون معلومات سرية مهمة وخطيرة حول الحرب لينقلها إلى أجهزة الاستخبارات التى كان يعمل لحسابها.
-11  ربما يكون «جون فورد» مخرجًا مميزا ومستحقا لجوائز الأوسكار العديدة التى حصدها على مدار سنوات عمله فى هوليوود، إلا أن الإخراج لم يكن العمل الوحيد الذى كان يقوم به فورد. فقد عمل فورد، الذى كان ضابطًا بالبحرية قبل اتجاهه للعمل بالإخراج ، لحساب الاستخبارات الأمريكية وكان مؤهلا ليكون عميلاً سريّا لشهرته وتميزه فى عمله وأيضا عمله السابق فى البحرية.
-12 ومن بين المشاهير الذين عملوا سرًّا لدى أجهزة الاستخبارات لاعب البيسبول الأمريكى «مو بيرج» الذى عرف بأنه أذكى لاعب بيسبول  فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. عمل بيرج خلال الحرب العالمية الثانية كضابط بمكتب الخدمات الاستراتيجية. ويذكر أن إحدى أهم المهمات التى كلف المكتب بيرج بالقيام بها كانت اغتيال «ورنر هيسنبيرج» رئيس مشروع القنبلة الذرية بألمانيا النازية لكن الخطة تم وقفها قبل أن ينفذها بيرج.
-13 أما النجم «ستيرلنج هايدن» فقد التحق بالعمل بالبحرية الأمريكية بعد نجاحه كممثل وكان اسمه المستخدم فى البحرية هو جون هاميلتون. كان هايدن عميلاً سرّيا خلال الحرب العالمية الثانية أيضاً وكانت مهمته هى نقل المعونات للمجموعات المعارضة للحكم النازى فى يوغوسلافيا.
-14 رغم مظهرها الذى لا يوحى  بالعمل فى الاستخبارات؛ فإن هذا ربما يكون السبب الرئيس فى اختيار مكتب الخدمات السرية الأمريكى لـ «جوليا تشايلد» لتكون عميلتهم السرية. جوليا الطاهية والمؤلفة الأمريكية الشهيرة نجحت فى العمل السرى وترقت فى المناصب إلا أنه لا توجد أى تفاصيل للمهمات التى قامت بها.
15 - بعد مرور عقود طويلة على وفاته كشفت الاستخبارات البريطانية أن نجم الأفلام الصامتة «شارلى تشابلن» عاش باسم غير اسمه الحقيقى وهو «إسرائيل ثورنستاين» وذلك وفقًا لوثائق سرية أفرجت عنها الاستخبارات البريطانية. تؤكد تقارير سرية لمكتب التحقيقات الفيدرالى ميول تشابلن الشيوعية بل واتهمته الولايات المتحدة بأنه على علاقة بالاتحاد السوفيتى السابق ومنعته من العودة إلى الولايات المتحدة فعاش فى سويسرا. إلا أنه لا يوجد حتى اليوم ما يؤكد اتهامات الولايات المتحدة للنجم الذى اعتقد لسنوات أنه بريطانى إلى أن كشفت التحقيقات أنه لم يولد فى بريطانيا وأنه لا توجد أى أوراق تشير إلى مكان ولادته أو عائلته. محليا.
لم يعرف الشارع المصرى عن الفنان إيهاب نافع أنه كان ضابطا للمخابرات المصرية إلا فى نهاية حياته، لكن نافع كان واحدا من أهم ضباط الجهاز ونفذ عددا كبيرا من عمليات جمع المعلومات معتمدا على عمله الفنى الذى أتاح له قدرا كبيرا من حرية الحركة.