البحث عن حلول.. إلى متى؟!

التخصص هو مفتاح النجاة والنجاح فى أى مجال من مجالات الحياة المختلفة، وليس عيباً من محاكاة وتقليد دول وبلدان سبقتنا فى مجال أو فى قطاع معين، ولكن العيب كل العيب أن ننتظر ما يقدمه الوزراء والمسئولون من خطط واستراتيجيات ورؤى وأفكار ما هى إلا مجرد مشروعات على الورق، وحادث قطارى الإسكندرية المروع الذى وقع يوم الجمعة الماضى وراح ضحيته أكثر من أربعين حالة وفاة وأكثر من مائة مصاب، لم يكن الحادث الأول فى تاريخ السكة الحديد ولن يكون الأخير، وليس الحل هو عزل رئيس قطاع السكك الحديدية وتعيين رئيس آخر لهذا القطاع المهم بالنسبة للمصريين، ولا الحل هو إجراء تغييرات شاملة بين قيادات السكك الحديدية، ولا حتى الحل فى محاكمة وزير النقل فى مجلس النواب، وليس الحل أيضاً فى تغيير الحكومة كلها، كما أن تدريب العاملين بقطاع السكك الحديدية وإعادة تأهيلهم ليس حلاً، ولا تقليل القطارات لتصبح رحلة كل ثلث ساعة بدلاً من عشر دقائق هو الحل، ولا تعديل قانون هيئة السكك الحديدية هو الحل، وإنما عندما تقدر تكلفة تطوير البنية التحتية للسكك الحديدية بـ«11» مليار جنيه وتتم الموافقة على صرف الربع فقط تقريباً «3» مليارات سنكون فى مشكلة كبري، ولذلك ليس عيباً الاستعانة بشركات أجنبية لتطوير ورش السكك الحديدية لتقليل الاعتماد على العامل البشرى الذى تصل نسبته إلى 90%، مما أدى إلى تخلف مصر عن العالم فى هذا المجال ثلاثين عاماً - ولن يكون ذلك نوعًا من الخصخصة - أو إسناد عملية التطوير للهيئة الهندسية للقوات المسلحة، خاصة أن هذا القطاع لم يطله التطوير منذ حرب الاستنزاف «عام 1967».. إن كل القضايا والمشاكل التى تعانى منها مصر سواء نقل أو مرور أو طرق أو غيره، أصبحت لا تقل خطورة وأهمية عن قضايا الإرهاب والفساد، ولابد من قيام الدولة كلها بوضع خطة وميزانية مشروع قومى استراتيجى حيوى لاستئصال المشكلة من جذورها، وتضع جدولاً زمنياً للحل على مراحل وأن تكون البداية من أمس، وليس غداً.. وتحيا مصر.>