الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

جمعية قتل الأقباط!

جمعية قتل الأقباط!
جمعية قتل الأقباط!


وزمان زمان.. كانت خالتى الحاجة التى تعرف ربنا وزارت بيت الله الحرام.. كانت دائمة الزيارة لكنيستى مارجرجس وسانت تيريزا بشبرا.. للدعاء والتبرك والتحية والسلام.. وكأنها كانت ترد زيارات إخوننا الأقباط للأضرحة وأولياء الله الصالحين كسيدنا الحسين والسيد البدوى.. قبل أن يظهر شيوخ التطرف يؤكدون أن الاختلاط والتعامل والسلام على الأقباط حرام حرام!

القنوات الدينية ثم الأحزاب السلفية ثم شيوخ الخمس نجوم مثل «الجندى  وعبدالكافى»وغيرهما هم المسئولون عن حالة الاستقطاب الحادة فى المجتمع.. والغريب يا أخى أن جميع بلدان الدنيا لا تعرف البرامج الدينية.. بحكم المنطق والأصول.. وعلى اعتبار أن وظيفة التليفزيون ليست الوعظ والإرشاد.. وإنما وظيفته صنع ضمائر الشعوب والتقريب بين أمزجة الشعب الواحد.. والتثقيف والمعرفة وحشد الأمة على أهداف نبيلة!
الخيبة أن جهات رسمية لا تقف على الحياد ولا تكتفى بالفرجة وخلاص.. وإنما هى تشجع وتوافق على نشر المد السلفى.. وهى التى سمحت فى السابق بظهور أربعين قناة دينية ينشر معظمها الجهل والخرافة وتشيع السلبية والتعصب ولا تكتفى.. بل يزيد عليها تلك الفقرات العجيبة فى برامج المساء والسهرة.. عندما يحشر شيوخ التليفزيون من غلاة التطرف الأسود.. بحيث صارت عادة أن يستفتى التليفزيون هؤلاء المشايخ فى الصغيرة والكبيرة.. ويا سلام لو قال الشيخ آراءً عجيبة أو صادمة عن بول الإبل وإرضاع الكبير ونكاح الوداع.. وسوف تزيد من نسبة الإعلانات وترتفع شعبية المذيع ويزيد أجره المحسوب بالملايين!
الغريب يا مواطن.. أن جميع الدراسات والأبحاث تشير إلى أن القنوات وشيوخ التطرف هم المسئولون عن حالة التعصب والتطرف بالمجتمع.. وبدلاً من أن تنتبه الدولة.. إذا بها تزيد الجرعة بإقامة أكشاك الفتوى فى محطات المترو.. ولا أعرف لماذا الهروب من المسجد إلى المترو أساسا.. فى هبوط حاد فى مستوى التعامل مع القضية!
إن الدولة الرسمية مطالبة بوضوح باتخاذ الإجراءات الحاسمة وسن القوانين الرادعة للحد من التمييز ضد الأقباط.. الذين يتعرضون للاضطهاد العلنى والتهديد مسموع الصوت.. وعندنا قرى كاملة يسكنها أقباط تعيش على الهامش.. وممنوع عليها ممارسة الطقوس الديمقراطية كالانتخاب والترشح.. وممنوع عليها بقوة السلاح الإدلاء بأصواتها، والمشكلة أن الدولة تخضع للابتزاز.. وعندما اختارت حكومة عصام شرف فى عهد المجلس العسكرى وفى بداية سطوة الإخوان.. عندما اختارت محافظا قبطيا خرجت الجماعات تستعرض قوتها وتعلن بالصوت العالى رفضها للاختيار.. وهددت بالحرق والتدمير.. والوكسة أن الدولة لحست ترشيحها.. ولم تكرر عملتها مرة أخرى.. مع أن الظروف كانت سانحة بعد ذلك.. لتختار المحافظ القبطى فى المحافظات المنفتحة على العالم.. كالقاهرة والإسكندرية ومحافظات القناة.
ومناسبة هذا الكلام كله.. أننى ضد تعديل الدستور بتاتا.. مع أننى كنت أتمنى لو أنه يشتمل على مادة صريحة واضحة تجرم العداء للقبطية.. مادة حاسمة تسجن من يبث بذور الفرقة والتناحر.. وإلا لن نستغرب فى الغد لوجود جمعيات علنية تحض على قتل الأقباط!
إن التشدد فى مواجهة أفكار التطرف ضرورة لصحة الأوطان.. والعالم كله يتعامل بالحسم والقسوة ضد ما يسمى بالعداء للسامية.. بحجة منع اضطهاد اليهود.. ومن باب أولى فإننى أحتاج فى مصر لتعديل القوانين، لتفعيل مادة اسمها العداء للقبطية.. تجرم من يحاول خدش مشاعر إخواننا فى الوطن.
الحسم مطلوب من أجل التقريب بين أبناء الوطن خصوصا أننا فى مرحلة التكاتف والبناء.. رغم أنف شيوخ التطرف من جماعة السلف غير الصالح.. وحتى نستعيد طقوس خالتى الحاجة ودروسها الدينية.. هى تذهب للحج وهى تذهب لزيارة مارجرجس للدعاء والتبرك والتحية والسلام.>