الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

انتبه.. السينما ترجع للخلف

انتبه.. السينما ترجع للخلف
انتبه.. السينما ترجع للخلف


لعبت الأفلام والمسلسلات والأغانى المصرية دورًا كبيرًا فى ترسيخ الثقافة المصرية كثيرا داخل البلدان العربية، فلا يكاد أى مواطن عربى إلا ويحفظ أغانى أم كلثوم ويردد أشهر جمل وإفيهات إسماعيل ياسين، وكانت اللهجة المصرية حاضرة فى جميع أقطار الوطن العربى من خلال كتابها ومبدعيها فى عالم الأدب أمثال نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وطه حسين ويوسف إدريس.. إلا أن هذا الدور شهد تراجعًا فى السنوات الأخيرة وهو ما أرجعه البعض إلى تراجع دور الفن واهتمام الدولة به.

ويكشف الكاتب والسيناريست عبدالرحيم كمال عن أن سبب تراجع القوة الناعمة لمصر بالخارج هو أن الدولة رفعت يدها عن دعم الأعمال الفنية والمهرجانات، وأصبحت تجارة، أو يكون العمل الموجه للخارج ليمثل مصر بمجهود فردى.
وقال: إذا كان لدينا غزو ثقافى خارجى فذلك بسبب أن ما نقدمه أضعف مما نستورده، ففى الدراما أصبحنا نكتفى بموسم رمضان وباقى شهور العام نعرض مسلسلات تركية وهندية، وكذلك فى السينما أصبحنا نكتفى بموسم أو موسمين ونترك العام كله للفيلم الأجنبي، حتى المسرح لم يعد يجذب الجمهور، فضلاً على قلة الاحتراف فى الأعمال الفنية المقدمة، فأغلب ما يقدم سطحى.
وأشار إلى أن المهرجانات أصبحت ترويجية لقص الشرائط والتقاط الصور الفوتوغرافية، ولا يوجد بها عمق فنى ولا ثقافي، موضحًا أنه يجب أن يكون هناك سنة كاملة من العمل تنتهى بإقامة المهرجان ولكن هذا لا يحدث فى مصر.
وأوضح أنه لكى تستعيد مصر قوتها لا بد أن نأخذ الأمور بجدية وألا نتعامل مع الفن باعتباره تجارة فقط، وعلى الدولة أن تدرك أهمية السينما والمسرح والأدب وتتعامل معهم بجدية أكثر، فالفن ليس ثقافة ووعى فقط، ولكنه مسألة أمن قومي، ومصر كانت ومازالت لا تمتلك غيره.
ويقول المخرج مجدى أحمد على: نحن نتحدث منذ زمن عن ضرورة دعم صناعة السينما، لكن تتعامل الدولة مع السينما وكأنها «ملاهى»، فالسينما أحد أسلحة مواجهة التطرف، لكن عندما يكون غالبية المحافظات ليس فيها دور عرض سينمائي، وعندما يكون لدينا 500 دار عرض بينما تعدادنا 100 مليون فمن الصعب الوصول للقوى الناعمة التى نحتاجها، فنحن نحتاج إلى 5 آلاف دار عرض.
وأضاف: نحن ما زلنا نقاوم المتطرفين والتطرف نتيجة لغياب دور الفن، فضلاً عن غياب دور المهرجانات، فبلد مثل المغرب لا تقارن بنا لا من حيث المساحة ولا عدد السكان فيها ما يزيد على 65 مهرجان سينما، بينما مصر لا يوجد بها سوى 6 مهرجانات، وأغلب المهرجانات المصرية باستثناء مهرجان القاهرة السينمائى لا تحصل إلا على دعم قليل جدا من الدولة، فكلها تقوم على جهود ذاتية بائسة.
وأطالب الدولة بإنشاء 30 أو 40 دار عرض فى مناطق مختلفة ووقتها سنجد أن شكل الحياة تغير، وسنجد هناك جوا من الأمل والحياة.
وطالب بفتح مكتبات وأكشاك للموسيقى بدلا من أكشاك الفتوى التى تم افتتاحها لو كنا نريد تغيير شكل البلد واستعادة قوتنا الناعمة.
وأشار إلى أن الإبداع الموجود حاليا حتى لو كان بنسبة 20 %، يعتبر نسبة جيدة، وكلما كان المناخ أفضل كانت هناك زيادة فى نسبة الإبداع، موضحا أن المشكلة ليست فى قلة العدد ولكن فى المناخ الذى يوفر العدد الأكبر، فلو كان فى مصر 5 آلاف دار عرض بدلا من 500 فإن أى فيلم سيحقق النجاح، ووقتها أى مخرج أو منتج يريد أن يقدم فيلما مختلفا بدون نجوم وعرض فى 100 دار عرض سيحقق إيرادات تغطى تكاليفه.
الناقد على أبوشادى يرى أن استعادة القوة الناعمة لمصر أمر مهم وذلك من خلال حماية الإبداع فى الداخل، وحرية التعبير، ودعم كل ما هو جديد لكسب قوى ناعمة، وهذه القوى لا تتمثل فى السينما فقط، ولكن تشمل الثقافة والفن بشكل عام وقدرة المبدع نفسه لابد أن تكون موجودة، فلابد من توافر مناخ داخلى حتى نستطيع اختراق العالم الخارجى.
وأكد أن المهرجانات لها دور كبير فى إيصال صورة وصوت مصر للخارج وذلك لابد من اختار الضيوف بشكل صحيح ليكونوا سفراء لنا مشيرا إلى أنه ليس لدينا مسارح بالمعنى الحقيقي، والسينما الموجودة حاليا إلى حد ما تجارية، سينما مخدرة، لا تعالج المشاكل بشكل حقيقى.
وتؤكد سهير عبدالقادر، النائب السابق لرئيس مهرجان القاهرة السينمائى، رئيس مهرجان الأفروصينى، أن المهرجانات يمكن أن تسهم بشكل كبير فى عودة الفن المصرى إلى مكانته، ولكن هذا يحدث فى حالة إذا كانت المهرجانات هادفة وليست «مهرجانات سبوبة»، وإذا كان مقصدها الحقيقى تقديم منتج جيد وتحقيق رواج سياحى ففى هذه الحالة سيكون لها دور كبير فى دعم مصر ولكى يكون هناك مهرجانات حقيقية فلابد أن يكون هناك تفتيش عليها، لنعرف ماذا فعل كل مهرجان؟ وما نتائجها وصداها؟ وما المردود الذى خرج من المهرجان؟
وأضافت سهير: لابد أن يدير المهرجانات متخصصون، وأن يضعوا البلد أمام أعينهم، والمشكلة أننا حين نتحدث عن المهرجانات فى مصر نتحدث عن «الفلوس» وكم سيتقاضى هذا أو ذاك، دون أن يضعوا الهدف الحقيقى أو البلد أمامهم، لذلك لم يعد الكثير من الرعاة يدعمون المهرجانات، لأن المهرجانات فقدت مصداقيتها، وبالتالى الرعاة يجدون أن الأموال التى يدفعونها لا تذهب للمكان المناسب.
وأشارت إلى أن هناك تقصيرا من الدولة تجاه بعض المهرجانات، فمثلا مهرجان القاهرة الدولى لسينما الأطفال عمره أكثر من 22 سنة وذبحوه، مؤكدة أن مصر لا تستطيع الاستغناء عن الفن والثقافة، فطوال تاريخها كان الفن والثقافة دليلها للعالم الخارجى.>