الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

خريطة تأثير الأقباط فى العالم

خريطة تأثير الأقباط فى العالم
خريطة تأثير الأقباط فى العالم


تمثل الكنيسة القبطية فى المهجر قوة لا يستهان بها، حيث وصل عدد الكنائس الحالى خارج مصر إلى نحو 360 كنيسة بالإضافة إلى 8 أديرة للرهبان وديرين للراهبات.
بدأت الكنيسة القبطية فى الانتشار مع موجة الهجرة الأولى للأقباط فى عهد البابا كيرلس السادس الذى أنشأ كنائس فى كندا وأستراليا وأمريكا.

وتوسعت بشكل كبير فى عهد البابا شنودة الثالث على مدار أربعين عاما، حيث قام ببناء العديد من الكنائس، والإيبارشيات وسيم فى عهده أول أساقفة مصريين لأقباط المهجر.
هذا التوسع والانتشار يستكمله الآن البابا تواضروس الذى يقسم وقته بين كنائس الداخل والخارج بالإضافة لوجود إيبارشيات تابعة له شخصيا، كدولة الإمارات وأبو ظبي.
الإيبارشية هى مجموعة كنائس فى نطاق جغرافى معين مسئول عنها أسقف.
وعلى الرغم من هجرة الأقباط بشكل نهائى، فإن الكنيسة الأم فى مصر نجحت فى ربطهم بشكل دائم ومستمر بوطنهم الأم وكثيرا ما كان البابا شنودة الراحل يؤكد باستمرار على كونهم مواطنين مصريين فى المقام الأول ولاؤهم الأول والأخير لمصر.
وترى الكنيسة أن الأقباط فى الخارج هم سفراء لوطنهم وكان لهم دور واضح فى العديد من الأزمات التى مرت بمصر، وكانت آخرها توضيح حقائق حول دموية وإرهابية جماعة الإخوان وإبراز حقيقة ما حدث فى 30 يونيو.
ومع تزايد أعداد المهاجرين من الأقباط زادت معهم عدد الإيبارشيات التابعة للكنيسة الأرثوذكسية فى الخارج، حيث وصل عدد إيبارشيات الكنيسة المصرية فى المهجر لـ22 إيبارشية منها 8 تم تأسيسها فى عهد البابا تواضروس وهى هولندا، اليونان، وجنوب فرنسا، شمال ألمانيا، جنوب ألمانيا، نيويورك ونيوإنجلاند، نورث وساوث كارولينا وكنتاكى وغرب كندا فانكوفر ومسيساجا، وهناك إيبارشية شمال فرنسا تحت التأسيس.
كما يوجد 8 أديرة للرهبان بالخرطوم، القدس، سكاربورج، وهوكستر بألمانيا، كروفلباخ بجنوب ألمانيا، أوبر زيبنبرون بالنمسا، ميلانو وملبورون بأستراليا وديرين للراهبات واحد بالقدس والآخر بسكاربوج بالإضافة إلى 6 كنائس فى آسيا و14 فى أوروبا و28 كنيسة فى أمريكا الشمالية.
وبذلك يصبح عدد كنائس المهجر ما يقرب من 360 كنيسة فى قارات العالم.
قد لا نملك عددا محددا لأقباط المهجر ولكن بالنظر لعدد الكنائس فى كل إيبارشية يتضح لنا أين تقع تكتلات الأقباط فسنجد مثلا أن أوروبا بها 9 إيبارشيات، بالإضافة إلى 14 كنيسة، 4 إيبارشيات بأمريكا الشمالية بالإضافة إلى 28 كنيسة أما أفريقيا فبها إيبارشيتان فقط فى السودان، بالإضافة إلى كنائس الخمس مدن الغربية التابعة للأنبا باخوميوس.
فى آسيا توجد إيبارشية الكرسى الأورشليمى والشرق الأدنى والخليج بالإضافة إلى الإمارات وأبو ظبى التابعة للبابا شخصيا وكذلك هناك 6 كنائس فى باكستان وطوكيو وتايلاند وهونج كونج وماليزيا وكوريا الجنوبية.
 أما أستراليا فبها إيبارشيتان كبيرتانر تتجاوز عدد كنائس كل واحدة الـ 60 كنيسة، أما أمريكا الجنوبية فتنقسم إلى إيبارشيتين هما سان باولو والبرازيل وإيبارشية سانت كروز وبوليفيا.
 ومع استقرار الأقباط فى الخارج أصبح هناك العديد منهم يمارس الحياة السياسية فى بلادهم الأخرى وأصبح البعض منهم له علاقات  واسعة برجال السياسة والدولة هناك وبذلك يصبح الأقباط قوة ناعمة لا يستهان بها.
 ويقول مدحت عويضة مدير تحرير الأهرام الكندى والمرشح السابق لبرلمان (أونتتاريو) عن حزب المحافظين بكندا إن القوى الناعمة فى الغرب إذا أرادت أن يكون لها تأثير سياسى فهى تعمل من خلال وسيلتين التأثير المباشر على صانع القرار السياسى أو التأثير على أجهزة الإعلام.
 ويضيف أن أقباط المهجر يستخدمون عدة طرق وأساليب قد تختلف كل منها عن الأخري، فمثلا التأثير على صانع القرار السياسى يحتاج لجهد وعمل كبير، من خلال دعم مؤثر لحزب معين فى الانتخابات وبعد نجاح الحزب يبدأ فى التواصل مع مؤيديه، هذا ما فعلناه فى كندا مع حزب المحافظين حيث استطعنا بالتواصل مع الحزب الحاكم  أن نخدم الثورة المصرية كعدم إطلاق كندا على الثورة المصرية لفظ (انقلاب ) ثم سفر وزير  خارجية كندا حاملا معه توصيات المؤتمر الذى عقدناه فى البرلمان الكندي.
 أضاف أن كندا كانت أول دولة غربية تهنئ السيسى على نجاحه فى الانتخابات، مشيرا إلى أنه مع انتقال الحكم إلى حزب الليبرال انتقل تأثير القوى الناعمة للتنظيم الدولى وتمخض تأثيرهم على إعطاء حاملى الجنسية المصرية حق اللجوء لكندا كالعراقيين والسوريين والأفغان.
 وأشار عويضة إلى أن التأثير من خلال أجهزة الإعلام يتم من خلال خلق علاقات مستمرة مع المؤسسات الإعلامية، أو إقامة تجمعات حاشدة تجذب انتباه الميديا وهو ما يقوم به الأقباط ولديهم خبرة كبيرة فى هذا المجال.
 وكشف عويضة أن عدد الأقباط فى كندا يبلغ حوالى ربع مليون يتركزون فى منطقة تورنتو ومونتريال  وهو ما أدى لسهولة التواصل بينهم.
 أما من ناحية تأثير الكنيسة على أقباط المهجر فأوضح أنه قليلا ما يحدث التعاون بين قيادات أقباط المهجر والكنيسة، نتيجة لاختلاف وجهات النظر، لذلك تسعى الكنيسة فى المهجر حاليا لتكوين مجموعات سياسية تابعة للكنيسة، لم يظهر لها تأثير بعد نظرا لقلة الخبرة فى العمل السياسى وعدم توفر الشجاعة التى يتطلبها العمل السياسي. أما أمير جرجس طيب مقيم بالولايات المتحدة الأمريكية وأحد خدام الكنيسة هناك ويتبع إيبارشية ميدوست فيقول إن الموضوع يختلف من منطقة لأخرى مشيرا إلى أن الكنيسة لها دور واضح فى المساعدة وليس التوجيه مثل توفير أتوبيسات للمشاركة فى العمليات الانتخابية أو استقبال الرئيس، ولكنها أشياء توجيهية غير ملزمة.
وأوضح أمير أن الكهنة فى أمريكا شاركوا فى ثورة 30 يونيو كأفراد وليس بصفتهم الدينية، مشيرا إلى أن الإيبارشية التابع لها تقوم بخدمة نحو 300 عائلة بالإضافة لبعض المهاجرين الجدد الذين جاءوا بعد موجة الربيع العربي.
 وأضاف أمير أن المصريين يتركزون بالأكثر فى نيوجيرسى التى أصبحت مثل شبرا لدرجة أن لافتات المحلات مكتوبة باللغة العربية ونيويورك وفلوريدا وتكساس وكاليفورنيا أما ديترويت فأصبحت معقل الأمريكان العرب.
من جانبه، أكد أحد الخدام المتواجدين بأمستردام ــ رفض ذكر اسمه ــ أن الكنيسة فى هولندا أنشئت منذ عام 1985 ولكن لم يتم تحويلها لإيبارشية إلا من أربع سنوات فقط مشيرا إلى أن الكنيسة لا تقوم بالتدخل إلا فى أحداث بارزة مثل انتخابات الفريق شفيق والذى كان أمام مرشح الإخوان وأحداث 30 يونيو وأخيرا انتخابات الرئاسة الأخيرة حيث قامت الكنيسة بتشجيعنا على المشاركة الفعالة وتوصيلنا للسفارة هذا بالإضافة إلى حبنا الكبير لمصر والذى جعلنا أيضا نشارك فيها لإنقاذها مما كان يحاك ضدها فى ذلك الوقت.
 وأوضح أن الأقباط يشاركون فى الحياة السياسية مؤكدا أن هناك عضواً قبطياً فى البرلمان الهولندى بالإضافة إلى أن علاقة الأنبا أرسانى أسقف أمستردام جيدة جدا بالهولنديين فى المجلس وأيضا بكل الطوائف المسيحية هنا.
 وأضاف أن الجو  العام فى هولندا جعل الأقباط ينعزلون داخل الكنيسة وانخرطنا معا داخلها حيث وجدنا أن أوروبا لا يهمها شيء إلا مصلحتها وفى الأغلب لا يوجد مؤمنون إلا كبار السن وبالتالى كان الملاذ هنا هى الكنيسة وذلك بعد أن اكتشفنا أنه على عكس ما هو سائد أنه لا يوجد اهتمام بالمسيحيين فنحن نعانى من أجل الحصول على كنيسة فى الوقت الذى تبنى فيه المساجد للاجئين خوفا منهم. 