الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

اللحمة يا وزير العيش الحاف!!

اللحمة يا وزير العيش الحاف!!
اللحمة يا وزير العيش الحاف!!


حكومتنا محايدة.. كما سويسرا شخصيا.. لا تتدخل أبدا فى الصراع بين الشعب ومافيا اللحوم.. وكما أكد لى أحد العارفين ببواطن اللحوم.. أن سبب حياد الحكومة  أنها نباتية لا تقرب اللحم.. وبعض أعضائها من أتباع مذهب السيخ الذين يحرمون أكل اللحوم بتاتا..

ويتعاملون مع اللحمة من بعيد لبعيد.. وأحد وزرائنا المرموقين انتهز فرصة أن عيد الأضحى يدق الأبواب فقرر تعديل منظومة الخبز بخصم كام رغيف من كل أسرة.. حفاظا على رشاقتها.. ولم يذكر سيرة اللحمة مع أنه مسئول عن التموين.. والعيد فرحة كما تقول الفيلسوفة صفاء أبوالسعود.. والفرحة فى عيد الأضحى بالذات لا تكتمل سوى بأكل اللحمة التى تحرمها حكومتنا.. وتفضل عليها العيش الحاف.
لى صديق نفسانى مشهور.. أكد لى أن معظم مشاكل الشعب المصرى سببها غياب اللحمة عن المائدة المصرية.. وأن الست التى أكلت ذراع زوجها كانت تعبر بطريقة عملية عن رغبتها اللحمية العميقة.. وأن العديد من الحوادث التى يشهدها المجتمع مؤخرا سببها تراجع أكل اللحمة.. والأب الذى قتل ابنه والبنت التى خنقت أمها والولد الذى ضرب أباه.. كلها لأسباب لحمية وقد ارتفع سعرها فى بورصة العتبة والسيدة زينب إلى مائة وخمسين جنيها للكيلو.. واضرب واحسب واجمع تكتشف أن جرام اللحمة تجاوز جرام الفضة ويقترب من سعر جرام الذهب.. والحكومة فى الطناش ولم نسمع أو نقرأ عن اجتماع وزارى يقوده رئيس الوزراء الرومانتيكى الذى لا تسمع له صوتا.. ولا يؤمن بالتصريحات.. ويتبع نظرية ما قل ودل!
جمعيات النصب الخيرى مارست دورها فى أزمة لحمة العيد.. فدعت المواطنين إلى الاكتتاب الشعبى لشراء خروف العيد.. ولأنها تعرف أن خالتى الحاجة تصدق ما يقوله التليفزيون، فقد دعت إلى التبرع بصك الخروف بالتقسيط المريح.. يعنى تدفع خالتى كل شهر مائتين أو ثلاثمائة جنيه لزوم طلبات الجمعية الخيرية التى لا تعرف سعادتك أين تذهب فلوس التبرعات الطائلة.. لكنى أعرف أنها توزع اللحمة على بعض المؤسسات الصحفية والرقابية طبقا لنظرية أطعم الفم تستحى العين.. وهى نظرية شائعة هذه الأيام!
وفى بلاد أخرى عبيطة تهتم الحكومات بتوفير خروف العيد ولحوم الأضاحي.. مع أنها حكومات ليست مسلمة.. لكنه الواجب والتكافل الحكومي.. والحكومة الفرنسية تتأكد من توافر الأضاحى التى تجهزها بأسلوب الذبح الحلال وسعر كيلو الخروف المشفى لا يزيد على سبعة يورو.. يعنى مائة وأربعين جنيها مصريا.. يعنى أرخص من بتاع السيدة زينب!
الغريب يا أخى أن دول الخواجة تستورد اللحم مثلنا.. لكنها تستورد من أماكن مضمونة حرصا على صحة شعوبها.. ونيوزيلندا هى البلد المفضل للاستيراد منه.. وسمعتها فوق مستوى الشبهات.. عكس البرازيل.. ومن الواضح أن عصابة استيراد اللحوم عندنا لم تتغير من عهد حسنى مبارك.. وزمان كانوا يستوردون اللحم الهندى بجنيه واحد للكيلو ويبيعونه بستين.. وعندما لاحظ المصرى الغلبان أن هناك ديدانا تلعب فى اللحوم الهندية المستوردة.. ردوا عليه بأن الديدان تموت بغلى اللحم.. وهو ما يتكرر الآن مع اللحم البرازيلى المصاب والموجود فى بلاده.. والذى يتخلصون منه مجانا.. ومع هذا يجد طريقه إلى بلادنا المنكوبة.. ومع أن البرازيل اعترفت رسميا بأن اللحوم التى صدرتها إلينا مصابة.
إلا أن عصابة الاستيراد أنكرت.. وهى ذاتها عصابة العهد البائد.. ولا أعرف لماذا لا تتحرك جهات الرقابة للمراقبة.. والمفترض أنها فوق مستوى الشبهات وعندها وقائع ثابتة.. وكل عام وأنتم بخير والعيد فرحة والفرحة لا تكتمل بغير اللحمة.. واللحمة مضروبة بالأسواق.. ولا تريد حكومتنا أن تلوث يدها بالاقتراب.. هى حكومة شريفة عفيفة من السيخ الذين ينتمون للفصيلة النباتية!! 