حسرة مؤيدى شفيق وفرحة مؤيدى مرسى وترصد المقاطعين

هبه عبد الله
رغم هدوء الأوضاع نسبيا والاستقرار على رئيس مدنى يقود البلاد فى المرحلة المقبلة، إلا أن السؤال الذى مازال يلح على الفنانين، وتحديدا بعد مجىء «مرسى»- ممثلا عن جماعة «الإخوان المسلمين» - إلى الحكم: هل الفن سيزدهر وينتعش؟ أم أنه سيزول ولن يكون له وجود إذا ما تم فرض قيود على حريته؟! الرؤية الضبابية - التى كانت ومازالت - هى التى دفعت قطاعا كبيرا من الفنانين للاتجاه فى مسار واحد نحو تأييد «شفيق» وكلهم ثقة بأنه سيأتى رئيسا لمصر حماية للدولة المدنية وللفن والإبداع، فى حين اتجه البعض إلى تأييد «مرسى» حفاظا على وجه الثورة ومكاسبها رغم أن الغالبية منهم لم يعلنوا ذلك صراحة باستثناء «أحمد عيد»، فى حين راح الفصيل الثالث يقاطع الانتخابات لإحساسه بأن الاختيارين سواء «شفيق» أو «مرسى» أحلاهما مر، ومن أبرزهم «نيللى كريم»، وجاءت الصناديق الانتخابية بـ «مرسى» ليكون وقعها على الذين انتخبوا «شفيق» أكثر قسوة للدرجة التى جعلتهم جميعا يعيشون فى حالة من عدم التصديق والدهشة والحسرة.
مؤيدو شفيق: شعرنا باليتم بعد خسارة «الفريق»
بعض الفنانين لا يستوعبون الدرس ولا يتعلمون من تجارب الماضى، ولذلك تجدهم دائما فى حالة عراك نفسى ومجتمعى، بسبب تصريحاتهم المتضاربة، وتلونهم حسب مؤشرات اتجاه الريح تبعا لمصالحهم الشخصية وحسبما ترسو بهم بوصلة أهوائهم على شواطئ اللامبدأ، وكأنهم يعاندون أنفسهم ويصرون على محاربة طواحين الهواء وإقامة سياج عدائى بينهم وبين الشعب الذى يعتبر رصيدهم ورأسمالهم الحقيقى.. فلولاه ما كان لهم وجود!
الفنانون الذين خرجوا عقب قيام ثورة يناير لإعلان عدائهم للثورة والثوار نالوا من الهجوم ما هدد وجودهم الفنى للدرجة التى جعلت بعضهم يؤجل أعماله الفنية خوفا من عزوف الجمهور عنها مثلما حدث مع عادل إمام الذى أجل تصوير مسلسله «فرقة ناجى عطاالله»، ليكمله هذا العام كذلك امتناع يسرا عن قبول أى عمل فنى فى العام الماضى، حتى الفنانون الذين جازفوا وقدموا أعمالاً فشلت ولم يكتب لها النجاح مثل مسلسلى «امرأة فى ورطة» و«نعم.. مازلت آنسة» لـ«إلهام شاهين» و«سمارة» لـ«غادة عبدالرازق».
الآن نفس الفنانين يعودون إلى نفس الكرة بعد أن أعلنوا تأييدهم لشفيق رئيسا للجمهورية، ولم يستوعبوا الدرس وخاب ظنهم وخسر شفيق وخسروا معه قطاعا عريضا من الجمهور هم أحوج إليه، فالفنان الذكى يجب عليه ألا يعلن عن هويته السياسية ولا الكروية لأنه ملك لكل الناس وليس ملكاً «لفصيل» معين.
ربنا ينتقم من الشعب المصرى الغبى
اتهمت «إلهام شاهين» الشعب المصرى بأنه شعب غبى ومتخلف بسبب انتخابه لمرسى رئيسا للجمهورية، ودعت عليه قائلة «ربنا ينتقم منه» - على الشعب وليس «مرسى» - بل الأكثر من ذلك أنها انهالت عليه بالسباب وهى فى حالة نفسية غاية فى السوء أصابتها بمجرد إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية التى كانت تدعم فيها الفريق أحمد شفيق دعما كاملا للدرجة التى دفعتها للقيام بإجراء اتصالات بكل من تعرفه سواء من شخصيات فنية أو عامة لدعمه وهو ما وضح جليا فى الاجتماع الذى دعت إليه «شاهين» لمقابلة شفيق فى منزله بالتجمع الخامس وحضره مجموعة من الفنانين منهم يسرا وبوسى وغيرهما. «شاهين» التى فقدت سيطرتها على أعصابها فور إعلان فوز «مرسى» برئاسة الجمهورية كانت من أشد الداعمين لشفيق منذ ترشحه لمنصب الرئيس، خاصة أنها من الذين كانوا يطبلون ويزمرون لمبارك وحاشيته نظرا للمصالح الشخصية التى كانت تحققها من ورائهم!
«شاهين» أكدت عدم اعترافها بـ «مرسى» رئيسا للجمهورية، خاصة أنها أصلا لم تعترف بالثورة ولا الثوار، وهى التى صرحت مرارا وتكرارا بأن الثورة أصابتها بحالة من الحزن والألم الشديدين وتحديدا فور دخول «مبارك» السجن وبدء محاكمته والحكم عليه للدرجة التى جعلتها تتمني زيارته لتخفف من آلامه متجاهلة ما فعله بالشعب المصرى من فقر ومرض وبطالة وقهر وظلم.. وكيف تشعر بالشعب وهى التى «تغرف» بالملايين من قوت الشعب؟! «شاهين» قالت: مصر ليست حقلا للتجارب أن نختار رئيسا يجرب فينا - تقصد مرسى - أما شفيق فكان هو الأصلح لقيادة المرحلة الحرجة القادمة من تاريخ مصر ويكفى أنه - أى شفيق - داعم للحريات - تقصد حرية الإبداع - كما أضافت: شفيق عندما يتكلم لا يكذب علينا ولو عاهدنا لن يغدر بنا، وكانت تراهن لدرجة الثقة بمجىء شفيق رئيسا للجمهورية. «شاهين» أضافت: لن نسمح لأحد أن يدوس علينا لأننا «مش صراصير» مؤكدة أنها لن تترك البلد بعد فوز «مرسى» برئاسة الجمهورية.
قدر الله وماشاء فعل
عمرو مصطفى
كانت أول كلمة نطق بها لسان «عمرو مصطفى» أبرز المؤيدين لمبارك ونظامه، وبالتالى الأكثر تأييدا لشفيق فور خروج «الفريق» من سباق الرئاسة: قدر الله وما شاء فعل، وأضاف عمرو: لا نملك سوى أن ننتظر لنرى ماذا سيفعل بنا الرئيس الجديد وبمصر، ورثى «عمرو» الفريق أحمد شفيق مؤكدا أنه سيظل فى قلوب محبيه ممن انتخبوه، عمرو مصطفى كان قد اعتاد أثناء ماراثون انتخابات الإعادة بين شفيق ومرسى على نشر معلومات كاذبة عن الإخوان المسلمين فى صفحته على الـ «فيس بوك» ضربا فى مرشحهم ودعما لشفيق فقد ذكر على سبيل المثال أن الجماعة قررت استخدام الأسلحة النارية فى جولة الإعادة، وقال: «الإخوان تستعد» مؤكدا أن المرشد العام لجماعة الإخوان يريد السيطرة على حكم مصر. «عمرو» قال: شفيق الذى تحمل أعباء نفسية ثقيلة طوال رحلة حملته الانتخابية كان من المفروض أن يأتى رئيسا لمصر متناسيا أن هناك ثورة ترفض مجىء أذرع النظام القديم الفاسد الذى كان يؤيده عمرو بقوة للدرجة التى كتب فيها على صفحته بـالـ «فيس بوك» موجها كلامه لمبارك عقب إعلان الحكم عليه: لا تحزن أيها النسر الجسور.. طظ فى الدنيا.. كل من عليها فان!
المتلونة
هى تلعب على كل الأحبال وتتلون حسب اللون الذى يخدم مصالحها الشخصية، فهى لا يعنيها المبدأ بقدر ما يعنيها المكسب، رغم أن الإنسان الذى يقف على مبادئه لا يتغير لأن المبدأ لا يتغير، فى البداية أعلنت موقفها الواضح والصريح ضد الثورة تصورا منها أنها - أى الثورة - مجرد زوبعة فى فنجان وسحابة صيف سرعان ما تمر مرور الكرام ويعود كل شىء إلى قواعده سالما وتنعم هى بامتيازات وصفقات النظام القديم التى ظلت تنعم بها، لكن الله خيب ظنها ورحل النظام بغير عودة، مما زادها كرهاً للثورة والثوار ولم لا وهى التى كانت تأكل من كتف النظام وتغرف من زكائبه كيفما تشاء، وهو ما انسحب على تأييدها بقوة للفريق أحمد شفيق بمجرد ترشحه لانتخابات الرئاسة لثلاثة أسباب، الأول أنه من أتباع النظام وأحد أذرعته القوية، والسبب الثانى أنها ترد له الجميل لتصديقه على تعيين ابنتها «روتانا» فى شركة مصر للطيران!
أما السبب الثالث فقد يكون هو الأهم لمنع اعتلاء الإخوان المسلمين كرسى الحكم، ولهذه الأسباب الثلاثة كانت الصدمة عنيفة على «غادة» عند الإعلان عن فوز «مرسى» بمنصب الرئاسة الذى استقبلته بحالة هيستيرية بين الحزن والدهشة غير مصدقة ما حدث، رغم أنها تلونت خلال مسيرة انتخابات الإخوان البرلمانية والرئاسية التى صعد نجمهم فيها وادعت أنها تنتمى لجماعة الإخوان المسلمين مما كان له رد فعل ساخر ضدها وهى التى قدمت أجرأ مشاهد العرى والإسفاف والابتذال السينمائية فكيف تتجرأ وتدعى هذا الادعاء إلا إذا كان نوعا من التلون لكسب أرضية عند الإخوان إذا ما سيطروا على الحكم طمعا فى مكاسب شخصية لها!!
التحول
صابرين
كان مستغربا جدا أن تنضم «صابرين» إلى وقفة «مدينة نصر» الداعمة للفريق «أحمد شفيق» وهى التى كانت تتمسح فى عباءة الدعوة بعد أن ارتدت الحجاب الذى يبدو أنه أصبح عبئا ثقيلا عليها، فبدأت تختلق الحجج للتحرر منه والذى ظهر واضحا فى فتواها التى حصلت عليها بارتداء الباروكات فى أعمالها الفنية ولا حرمة فى ذلك - على حد قول من أفتى لها - جهاد «صابرين» فى تأييدها لـ «شفيق» ظهر واضح من خلال رفضها القاطع لاعتلاء «مرسى» باعتباره واحدا من فصيل «الإخوان المسلمين» الحكم - وقالت إن «شفيق» هو الأنسب ولهذا قاتلت من أجله وهو ما أكدته قائلة: إن الشعب المصرى لم يكن واعيا بما يفعله عندما اختار «مرسى» وأنه سيندم على اختياره لـه، والأغرب من ذلك كله أنها خلال مداخلتها الهاتفية مع قناة «الفراعين» أكدت صابرين أن «عكاشة» - بأسلوبه الفكاهى - ثقَّف المواطن المصرى البسيط وأنه «مقاتل» و«محارب» و«مغوار» يحمل قلبه على كفيه! وهاجمت من يتهكمون عليه مؤكدة أن كل الشرفاء تمت مهاجمتهم فى الآونة الأخيرة - تقصد عكاشة وشفيق طبعا - «صابرين» وصلت بها الحال أن تصف مذيعة «الفراعين» حياة الدرديرى التى كانت تنشر الثقافة الجنسية وبشكل بذىء على قناتها من خلال برنامجها الإباحى الذى كان يستعرض العلاقات الجنسية بشكل سافر بأنها من النساء المصريات المحترمات وأنها فخر لأبناء مصر وشعبها!
الصدمة
نهال عنبر
صدمة كبيرة أصابت نهال عنبر من خسارة شفيق المنصب الرئاسى ووصوله إلى «محمد مرسى» مؤكدة: إننا بقدوم «مرسى» سنعود إلى الوراء وسيحدث نوع من الردة الفكرية والمجتمعية بعد أن يعيدنا إلى عصور الظلام وعصر الحريم. «نهال» التى كانت تؤيد شفيق بقوة لأنه واحد من نظام مبارك الذى كانت تدافع عنه وتؤيد استمراره لاكتمال فترة حكمه لضمان الاستقرار رفضت إهانته إهانة مباشرة معترضة على تركه الحكم بهذه الطريقة التى أجبر عليها، قالت: عدم فوز شفيق خسارة كبيرة! وأضافت: أنا خائفة على حرية الفكر والفن والإبداع وأخشى أن يتم فرض قيود عليها تجعلنا نعود إلى الوراء مئات الخطوات التى كسبناها فى سباق التقدم الفنى والفكرى على نظرائنا من أبناء الوطن العربى، بل فى العالم كله، فنحن نتمتع بأرضية فكرية وفنية أقرب إلى العالمية لا نريد أن نخسرها بعد أن بذلنا مجهودا كبيرا فى تحقيقها، كما أعربت «نهال» عن خوفها من تضييق الخناق على رجال الأعمال البعيدين عن الجماعة باعتبار أن زوجها الجديد «د. محمود» واحد من رجال الأعمال الذين «وقف حالهم» - على حد تعبيرها - بعد سقوط نظام مبارك! وتضيف «نهال»: على أى حال لن نستبق الأحداث ولننتظر ماذا سيفعل بنا «د. مرسى» لأننا لن نترك بلدنا ونرحل ولن نبحث عن مهنة أخرى لنتكسب منها والتى ليس لنا غيرها!
الخيانة لها حساباتها
وفاء عامر
خانتها حساباتها عندما صرحت بتأييدها لأحمد شفيق قائلة: «صدرنا مفتوح للرصاص حتى يأتى شفيق إلى الحكم» هذه التصريحات أعلنتها وفاء عامر خوفا من وصول الإخوان بمرشحهم محمد مرسى إلى الحكم، ووقوفهم أمام حرية الإبداع، خاصة أنها تقوم بدور «تحية كاريوكا» فى مسلسل تليفزيونى تخوفت من أن يعوق الإخوان عرضه فى رمضان وهو ما قد يحدث بالفعل رغم أن المسلسل لا يتضمن رقصات كثيرة أو بدل رقص فاضحة، ولأن بعض الفنانين لا يحسبون حسابهم صح ولا يفكرون بشكل سليم لافتقادهم قراءة ما بين السطور بدقة والتفكير بعمق بشأن ما يتخذونه من قرارات.. فقد اكتشفت وفاء عامر أنها أخطأت عندما أعلنت تأييدها لشفيق على الملأ وبمجرد أن تم الإعلان عن فوز مرسى رئيسا للجمهورية خرجت نادمة على كلامها فى السياسة مؤكدة أنها كان يجب عليها ألا تخوض أى معارك تخسر بسببها أرضية جماهيرية.
خادم النظام الأمين
عمار الشريعى
يعد واحدا من نظام مبارك الذى لا ينكر ولا ينكر أحد فضل النظام عليه بعد أن كان الملحن الملاكى لكل الأوبريتات والأغنيات التى تقوم بالتخديم على النظام والتى كانت تعرض فى المناسبات والاحتفالات القومية مثل السادس من أكتوبر واحتفالات سيناء، ولذا كان طبيعيا أن يكمل «الشريعى» نفاقه للنظام القديم بتملقه لمرشح النظام على الكرسى الرئاسى أحمد شفيق فراح يعلن تأييده له وبقوة مؤكدا أنه - أى شفيق - الأفضل والذى تجتمع عليه أطياف الشعب والوحيد القادر على الخروج بالبلد من أزمتها الحالية متناسيا المخالفات والتجاوزات وقضايا الفساد التى ارتكبها شفيق طوال فترة عمله مع النظام القديم.
«الشريعى» أصيب بأزمة صحية فور إعلان تقدم مرسى مرشح الإخوان على شفيق للدرجة التى دخل معها إلى غرفة العناية المركزة مصابا بأزمة قلبية حادة لإيمان الشريعى الكامل بأن شفيق كان الأقرب إلى الرئاسة وهو ما كانوا يعتقدونه ويتمنونه حفاظا على مكاسبهم «الشريعى» قال كلمة واحدة فقط: أتمنى ألا يقترب مرسى من حرية الفن والإبداع.
ثوابت
وصول «مرسى» إلى كرسى الحكم لابد أن نتقبله سواء رضينا أم أبينا، لأنه أصبح أمرا واقعا، هكذا قال أشرف عبدالغفور نقيب الفنانين وأضاف: علينا ألا نقبل المساس بحرية الفن والفكر والإبداع، فهى منطقة يجب عدم الاقتراب منها، خاصة فى مجتمع من المفترض أنه ذو حضارة عريقة نتمنى أن تستمر حضارته فى نهضته القادمة.
لا يجب أن نختلف أو نتفق مع «مرسى» الآن مادام لم يعلن صراحة ما يمس حرية الإبداع، ولكن علينا أن ننتظر موقفه وقراراته بشأن الفن والفنانين والإبداع، فالفن والإبداع ثوابت من المفترض أن يعيرها رئيس الدولة اهتمامه رغم مشاغله الكثيرة وملفاته المتضخمة التى فى انتظاره، لأن الإبداع أحد أهم هذه الملفات التى يجب عدم تجاهلها مهما كان زحام القضايا الداخلية والخارجية فى برنامج الرئيس، ولأن نظرتى كنقيب لكل الفنانين كانت بعيدة إلى حد ما، فقد سبق أن تم طرح هذه القضية على «د. محمد بديع» المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين عندما التقيت به فى مطلع العام الحالى وتناقشنا فى كل هذه الأمور بعد أن ظهرت ملامح صعود التيارات الإسلامية وتحديدا جماعة الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم، فحرية الفن والإبداع من المخاوف التى ظلت تراودنا منذ ظهور هذه المؤشرات خوفا من تضييق الخناق علينا وتقييد حرية الإبداع بما يرجع بالمجتمع إلى الوراء.
رعب
بوسى
أعلنت منذ البداية تأييدها لأحمد شفيق مثلها مثل حال كثير من الفنانين الذين يخشون من قدوم التيار الإسلامى للحكم خوفا على حرية الرأى والفكر والإبداع. «بوسى» أكدت أن تأييدها لشفيق ليس أكثر من رغبتها فى أن تكون هناك دولة مدنية حقيقية تحترم جميع الأطياف والفئات، وهو ما دفعها لتلبية دعوته حين دعاها ضمن اجتماعه ببعض الفنانين والمبدعين فى منزله بالتجمع الخامس، لكنها تؤكد: هذا لا يمنع أبدا أننى كنت مع الثورة التى رأيت فيها تغييرا حقيقيا لوجه المجتمع وتطهيره من الفساد، اختيار «بوسى» لشفيق كان رغبة فى الاستقرار النفسى للفنانين لإيمانه بحرية الفن والإبداع، كما أن الحالة النفسية السيئة التى كانت تعيشها وسط صوت طلقات الرصاص بالقرب من مقر إقامتها بالسادس من أكتوبر جعلتها تريد من يقدر على إعادة الأمن والانضباط سريعا تصورا منها أن شفيق بتصريحاته كان قادرا على ذلك، لكنها فى النهاية تتمنى أن تصل مصر إلى بر الأمان ويكفى أنها عاشت اللحظة التى رأت فيها مصر تنتخب انتخابا حرا ونزيها، ويختار الشعب المصرى رئيسهم بمطلق إرادتهم وحريتهم.
وهم «شفيق» و«نظيف»
حسين فهمى
تأييدى للفريق أحمد شفيق كان من منطلق حرصى على بناء الدولة المدنية وأن نعبر المرحلة الصعبة التى نعيشها والتى تحولنا فيها من حافة الغضب إلى «حافة الشغب» رغم إيمانى بأن ما حدث من غضب لم يكن مفتعلا، بل هو نتاج طبيعى لحالة الاحتقان التى أصابت البلاد من كم الفساد الذى انتشر بها، لكن هذا لا يعنى أن نصل إلى مرحلة الشغب التى تمنيت أن تهدأ على يد شفيق وأن يعود الأمن والأمان والهدوء والاستقرار والانتعاش الاقتصادى ودوران عجلة الإنتاج بمجرد وصوله إلى الحكم. «فهمى» الذى كان يدافع عن حكومة نظيف بقوة معتقدا أنها حكومة الإنقاذ الحقيقية للارتقاء بمستوى الفرد متناسيا وصول 42٪ من الشعب إلى مستوى ما تحت خط الفقر كان مؤمنا أن حكومة نظيف تسعى لتحقيق رخاء مجتمعى من خلال مشروعاتها النهضوية وأن هذه المشروعات لابد أن تصل أولا إلى رجال الأعمال والرأسماليين ثم إلى جميع طبقات الشعب فيما بعد! «فهمى» قال: شفيق كان الضمانة الوحيدة لاستمرار حرية الفن والفكر والإبداع والذى أرى أن الرؤية الحالية لهذه الحرية ضبابية ولم تتضح معالمها بعد.
الغريب أن كثيرا من الفنانين الذين أعلنوا تأييدهم لشفيق اختفوا من على الساحة فور إعلان مرسى رئيسا للجمهورية، ولم يظهروا فى وسائل الإعلام رغم أنهم قبل حسم الانتخابات الرئاسية كانوا يطلون علينا ليل نهار لإبداء آرائهم وتأكيدهم أن شفيق هو الرئيس القادم. من هذه الوجوه يسرا التى التزمت الصمت تماما واكتفت بالتركيز فى مسلسلها «شربات لوز» الذى تسعى للانتهاء من تصويره قبل شهر رمضان للسفر بحثا عن إجازة هادئة بعيدا عن أى توترات وضغوط نفسية تزيدها قلقا بعد وصول مرسى إلى كرسى الحكم، خاصة أن يسرا كانت من أشد المؤيدين لشفيق، وكانت ضمن المجموعة التى دعاها إلى منزله كنوع من الدعاية له.
يذكر أن يسرا فور سقوط النظام القديم أعلنت أن مبارك كان الأمن والأمان للشعب المصرى!
يسرا
اختفاء علا غانم جاء بسبب الإحباط الشديد الذى أصابها بخروج شفيق من سباق الانتخابات الرئاسية وفوز مرسى بالرئاسة، وهى التى كانت تؤيده بقوة وانتشرت لها صورة على موقع «الفيس بوك»، وهى تمسك ورقة مكتوبا عليها الفريق أحمد شفيق رئيسا لمصر، وقالت علا: سر تأييدى لشفيق أن لديه خبرة كبيرة فى إدارة شئون البلاد، مؤكدة أنها فى الجولة الأولى لم تكن تدعمه، وإنما كانت تدعم عمرو موسى الذى رأت - على حد تعبيرها - أنه الأجدر بالخروج بالشعب من أزمته. «علا» أظهرت منذ قيام ثورة يناير دعمها وتأييدها الواضحين لنظام المخلوع حسنى مبارك وهاجمت الإخوان للدرجة التى أعلنت فيها أنها ستغادر مصر لو وصلوا إلى الحكم، ثم عادت وتراجعت مؤكدة أنها لن تغادر مصر مهما حصل لأن مصر بلد كل المصريين ولا أحد يستطيع إجبار أحد على مغادرتها مهما كان، بل الأكثر من ذلك أعلنت أنها ستقدم أدوارا أكثر جرأة وتحررا من التى كانت تقدمها رافضة أن يفرض عليها أحد أى قيود.
تامر حسنى هو الآخر اختفى تماما بعد أن كانت تصريحاته تملأ الدنيا تأييدا لنظام المخلوع ودعمه لأحمد شفيق الذى وصفه - على حد قوله - بأنه صاحب يد نظيفة!
تامر حسنى