السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

نظامها ليس بابوياً مثل الفاتيكان وثيقة «توحيد التعميد» غير ملزمة للكنيسة القبطية

نظامها ليس بابوياً مثل الفاتيكان وثيقة «توحيد التعميد» غير ملزمة للكنيسة القبطية
نظامها ليس بابوياً مثل الفاتيكان وثيقة «توحيد التعميد» غير ملزمة للكنيسة القبطية


المعمودية هى أحد أركان العقيدة المسيحية السبع، فى كل من الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية، ومنذ السنوات الأولى للمسيحية وحتى عام 235م، لم يكن هناك أى خلاف على ممارستها والتى تتم بتغطيس من أراد الدخول إلى المسيحية فى ماء وتتلو عليه بعض الصلوات من خلال طقس كنسى ليصبح الشخص بعدها مسيحيا، إلا أنه حدثت بعض الخلافات السياسية بين الكنيستين وتم تغليفها بخلاف ديني، وانشقت كل منهما على الأخرى، وكان بين بنود الخلاف كيفية ممارسة الكنائس لطقس المعمودية.
 فترى الكنيسة الكاثوليكية أنها تتم بسكب الماء على الشخص المعمد، بينما ترى الكنيسة القبطية ضرورة التغطيس فى الماء، وظل الحال على ما هو عليه حتى عام 1962، حيث بادر البابا يوحنا بولس بابا الفاتيكان بعمل مجمع كاثوليكى يهدف إلى إعادة الوحدة بين الكنائس وبمقتضاه قبلت الكنيسة الكاثوليكية معمودية كل الكنائس بما فيها الكنيسة الأرثوذكسية من طرف واحد دون قبول الكنائس لمعمودية الكنيسة الكاثوليكية، ليحرك البابا شنودة الثالث المياه الراكدة بين الكنيستين فى زيارة لبابا روما عام 1973 ويتم الاتفاق على إقامة حوار لاهوتى للتقريب بين معتقدات الكنيستين وجرت فى النهر مياه كثيرة واستمر الحوار إلى يومنا هذا وأثمر عن نبذ بعض الخلافات بين الكنيستين ومنها اعتراف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمعمودية الكاثوليك خلال الحوارات اللاهوتية والتى قادها من جانب الكنيسة القبطية الأنبا بيشوى مطران دمياط منذ بدايتها.
واتفقت الكنيستان على ممارسة الاعتراف المتبادل بالمعمودية بالدفع تدريجياً بهذا الاعتراف منذ عام 2013 بعد زيارة البابا تواضروس للبابا فرانسيس فى الفاتيكان ومحصلة الاتفاق لا يسأل عنها البابا تواضروس ولكنها جاءت نتيجة لحوار لاهوتى استمر 40 عاما بدأه البابا شنودة الثالث وبالفعل تم تطبيق اعتراف الكنيسة الأرثوذكسية بمعمودية الكاثوليك فى كندا، حيث كانت الأشد احتياجاً لتطبيق توحيد المعمودية ليحل كثيراً من المشكلات بين أبناء الشعب هناك كذلك التطبيق على بعض الحالات فى مصر وهو ما أعلنه البابا تواضروس من قبل فى إطار التمهيد استطلع البابا تواضروس آراء أساقفة ومطارنة المجمع المقدس، فيما تم التوصل إليه من خلال لجنة الحوار التى يمثل الكنيسة فيها الأنبا بيشوي، حيث رأت اللجنة أنه لا مانع بالاعتراف بمعمودية الكاثوليك وعدم إعادة معمودية الكاثوليكى الذى ينضم الى الكنيسة القبطية وتم الاتفاق على ذلك فى اجتماع المجمع عام 2014 وتم التطبيق على أرض الواقع، على أن يقوم الأساقفة والمطارنة بتمهيد الشعب القبطى لقبول ذلك الاتفاق التاريخى وشرح الأسباب التى أدت إليه.
التقارب بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية أزعج الحرس القديم بالكنيسة وأثار حفيظتهم، ولما لا فهم يصدرون أنفسهم للشعب القبطى على أنهم المدافعون عن العقيدة والقابضون على جمر الإيمان وهذا التقارب سيفرغ الحرس القديم من محتواه لأن القضية التى يتعايشون عليها قد حسمت لتصبح عشرات المؤلفات التى خرجت تتناول هذا الخلاف هى والعدم واحد ولن تعقد بعد مؤتمرات الدفاع عن العقيدة والإيمان ويأفل نجم هذا الحرس الذى يقتات على مشكلات الكنيسة وستسقط إمبراطورية الحرس القديم وتتهاوى وهو ما دفع بأساقفة ومطارنة هذا الحرس إلى شن هجوم خفى على البابا بالترويج بأن البابا بصدد التنازل عن عقيدة الإيمان والكنيسة على الرغم من أن كل الخطوات تتم بعلمهم جميعاً ولم يبد أحدهم أى اعتراض فانتشرت خلال السنتين الماضيتين الحملات الإعلامية والصحفية ونشطت اللجان الإليكترونية للوقيعة بين الشعب والبابا وظلوا يقودون حملات الهجوم من خنادقهم مستترين وراء شاشات الكمبيوتر ووسائل التواصل الاجتماعى لتنتشر مقاطع الفيديو لهؤلاء الأساقفة التى تهاجم البابا فالأنبا بيشوى وهو مهندس التقارب بين الكنيستين يخرج علينا بمقطع فيديو يؤكد فيه فساد معمودية الكاثوليك والأنبا أرميا ينشر مقطعا آخر يتهم فيه البابا ضمنياً بأن سعيه نحو الوحدة مع الكنيسة الكاثوليكية ليس بغرض توحيد الإيمان ولكنه استقواء غير مباشر بالخارج يضرب وطنية الكنيسة فى مقتل.   
زيارة البابا فرانسيس إلى مصر كانت استجابة للعديد من الدعوات التى أطلقها الرئيس السيسى وشيخ الأزهر والبابا تواضروس وكانت بالنسبة للكنيسة تتويجاً لجهود استمرت 40 عاما فى الحوار بين الكنيستين، وقد رأت الكنيسة القبطية توثيق الاتفاق على توحيد المعمودية بين الكنيستين أثناء تلك الزيارة التاريخية فالتوثيق ينهى صراعا دام أكثر من 1600 عام بين الكنيستين فهو توثيق تاريخى يليق بزيارة تاريخية ولا يغير من واقع الأمور شيئا فالاعتراف بمعمودية الكاثوليك يتم منذ ما يقرب من 4 سنوات، فالتوثيق يكشف عن الحقيقة ولا يبتدعها وتم إعداد الوثيقة التى تؤكد التقارب بين الكنيستين وصياغتها بمعرفة لجان متخصصة من الكنيسة القبطية والكنيسة الكاثوليكية، ومنذ قرابة الشهرين سافر الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس إلى الفاتيكان للانتهاء من الصيغة النهائية للوثيقة التى تؤكد اعتراف الكنيسة القبطية بمعمودية الكاثوليك ولكن ما أن تسرب خبر التوقيع على هذا الاتفاق حتى شن الحرس القديم هجوماً على البابا تواضروس بدعوى أنه اتخذ هذا القرار منفرداً دون الرجوع إلى المجمع المقدس وأنه فى حال توقيع البابا على هذا الاتفاق سيكون غير ملزم للكنيسة القبطية لأن الكنيسة القبطية كنيسة نظامها مجمعى وليس «بابوي» مثل الكنيسة الكاثوليكية، وعلى الرغم من أن الجميع يعلم أن الاتفاق مطبق منذ عام 2014 ولم يعترض أحد إلا أن الحرس القديم وجدها فرصة للنيل من البابا.
كان البابا هو الأكثر ذكاء من الحرس القديم فأصدر تعليماته للأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس بدعوة اللجنة العامة للمجمع المقدس وهى اللجنة المختصة بالموافقة على الاتفاقات التى تبرمها الكنيسة للاجتماع بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون للنظر فى الموافقة على صيغة الاتفاق من عدمه قبل زيارة البابا فرانسيس بأيام وضمت تلك اللجنة كلاً من الأنبا بيشوى مطران دمياط والأنبا توماس أسقف القوصية والأنبا ويصا مطران البلينا والأنبا دانيال أسقف المعادى والأنبا أبوللو أسقف جنوب سيناء والأنبا بافلى الأسقف العام بالإسكندرية والأنبا يولوس الأسقف العام بمصر القديمة والأنبا مقار أسقف الشرقية والأنبا يؤانس أسقف أسيوط والأنبا أندرواس أسقف أبوتيج والأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص والأنبا بولا أسقف طنطا، إضافة إلى الأنبا رافائيل  سكرتير المجمع واجتمعت اللجنة برئاسة البابا تواضروس. 
 وتوقع جميع المجتمعين بمن فيهم البابا أن يقوم الأنبا بيشوى مطران دمياط بالشرح اللاهوتى المستفيض للأسباب التى أدت إلى قبول الكنيسة القبطية لمعمودية الكاثوليك وكيف سيسير الحوار مستقبلا فالرجل هو مهندس الاتفاق وجاء نتيجة حوارات أدارها لمدة 40 عاما مع الكنيسة الكاثوليكية وهو من أوصى بالتقارب بين الكنيستين وقبول معمودية الكاثوليك إلا أنه بمجرد طرح صيغة الوثيقة على الحاضرين انتفض الأنبا بيشوى وهب واقفاً مهدداً البابا بأن هذا الاتفاق سوف يؤدى إلى عزله من على كرسيه وأنه خالف قوانين آباء الكنيسة وأهدر دماء شهداء الكنيسة الذين دافعوا عن الإيمان وخرج من الاجتماع مسرعاً وهو ما استغربه الجميع فخرج وراءه بعض الأساقفة محاولين إرجاعه إلى الاجتماع واقتراح صيغة يتوافق عليها الجميع إلا أنه رفض مناقشة الأمر وغادر مقر الاجتماع والدير وكأنه استعد مسبقاً لإجهاض التوقيع على الاتفاق وضرب (كرسى فى الكلوب).>