القس فادى فوزى: حزب الإخوان محاولة لتطبيق أفكار سيد قطب.. لكن الممارسة السياسية ستغير من عقيدتهم!
روبير الفارس
لاشك أن صعود التيار الإسلامى فى السنوات الأخيرة أصبح محل اهتمام من جميع الباحثين والدارسين لذلك لم يكن من الغريب أن يخصص القس فادى فوزى راعى الكنيسة الإنجيلية بقرية الجاولى مركز منفلوط بأسيوط رسالة الماجستير التى ناقشها موخرا بكلية اللاهوت الإنجيلية بالعباسية حول (فكرة الدولة عند سيد قطب وعلى عبدالرازق)، وهى الرسالة التى أشرف عليها نائب رئيس الطائفة الإنجيلية الدكتور القس أندريا زكى، وحصل الباحث بعد مناقشتها على درجة الماجستير بامتياز ومرتبة الشرف ولأن هذه الرسالة فى هذا التوقيت تعد الشغل الشاغل لأغلب المصريين لأنها تتعرض لقضية حساسة وهى الخلافة الإسلامية والحاكمية لله التى تبناها سيد قطب وأعدمه من أجلها جمال عبدالناصر والفكرة التى ترفض دولة الخلافة والتى تبناها الشيخ الأزهرى على عبد الرازق لذلك كان من المهم أن نحاور القس فادى حول رسالته التى تمس واقعنا الآن بشكل كبير.
فى البداية لماذا اخترت هذا الموضوع لرسالتك لنيل درجة الماجستير؟
- جاء اختيارى لهذا الموضوع فى بداية عام 2010 وذلك لاعتقادى أن حركة الإسلام السياسى سوف يكون لها دور كبير فى تشكيل الشرق الأوسط، وقد اخترت النموذجين لتناقضهما حول شكل الدولة فى الإسلام فالشيخ على عبد الرازق الذى قدم أطروحته فى كتاب الإسلام وأصول الحكم كان يرفض تماما فكرة إعادة بعث دولة الخلافة، بينما يرى سيد قطب المفكر الإخوانى إمكانية عودة الخلافة وكان يقسم العالم إلى قسمين الجاهلية والإيمان كما جاء فى كتابه معالم على الطريق.
وما المنهج الذى اتبعته فى كتابة الرسالة؟
- البحث يقوم على المنهج التحليلى للأطروحتين من خلال القراءة الواعية المتعمقة لكتاب «الإسلام وأصول الحكم» و«معالم على الطريق» ثم تقديم دراسة مقارنة للأفكار الأساسية الواردة بالكتابين مع تقديم خلفية لكيفية اختيار الباحثين لمنهجهما فالشيخ على عبد الرازق تحدى محاولة الملك فؤاد كخليفة للمسلمين بعد سقوط الخلافة الإسلامية بتركيا عام ,1924 أما سيد قطب فكتب «معالم على الطريق» فكتب كتابه فى السجن وقبيل إعدامه من النظام الناصرى والذى لخص فيه أفكاره التى تبناها طوال حياته.
هل ترى بعد ثورة 25 يناير أن الذى انتصر هو سيد قطب خاصة أن مرشد الإخوان أعلن فى إحدى رسائله الأسبوعية عن قرب قيام الخلافة.
- فى رأيى أن ثورة 25 يناير لم تنته بعد وعلى الرغم من المكاسب التى حققها التيار الإسلامى إلا أنه من المبكر أن نصدر أحكاما حول المنتصر خاصة أن التنظير وطرح الأفكار يختلف تماما عن الممارسة العملية التى لم نر ثمارها منهم بعد وكذلك أرى أن صعود التيار يعد رد فعل لقهرهم من نظام يوليو بمراحله المختلفة وليس فعلا ينسب للثورة.
كرجل دين مسيحى ألم تجد حساسية من مناقشة هذا الموضوع؟
- اختيارى لهذا الموضوع جاء بالأساس لكونى باحثا وليس رجل دين وأنا لا أطرح نفسى كقس يحاول إحداث إصلاح فكرى فى تيار الإسلام السياسى، بل أردت تلقيح الفكرتين المتنقاضتين لأن التيار المتشدد لن يصلحه إلا تيار إسلامى يناقشه من نفس ملعبه الفكرى وليس من الخارج.
هل يعنى هذا أنك لا تميل إلى إحدى الفكرتين؟
- لا أنكر أننى كمدنى أميل إلى فكر الشيخ على عبد الرازق بضرورة الفصل بين السياسة والدين وأن تأخذ الدولة كشكل ديمقراطى مدنى، لكن كباحث لايمكن تجاهل واقعا تمثله جماعة الإخوان المسلمون وفى اعتقادى أن مجال البحث يقتضى الموضوعية فى العرض وليس الميول الشخصية.
وكيف تتوقع معاملة الإخوان للأقباط لو نجح الدكتور مرسى؟
- شكل الإخوان بعد تأسيس الحزب أصبح سياسيا وليس دعويا، وهذا يجعلنى أتوقع أنهم سوف يعاملون الأقباط بشكل جيد ولو من منطق مصلحة بقائهم فى الحكم الذى وصلوا إليه بعد أكثر من 82 عاما فلن يضحوا بذلك بسهولة .