الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1 / 2.. أحاديث الكاميرا وأحاديث الغرف المغلقة!

كلمة و 1 / 2.. أحاديث الكاميرا وأحاديث الغرف المغلقة!

ما الذي حققته تلك النجمة وهى تعلن أمام الكاميرا أن اسمها لم يعد يبيع، ولهذا قرروا قبل تصوير الفيلم بأيام قليلة استبدالها ببطلة أخرى، رغم أنها لم تكن لديها أى مشكلة أو اعتراض لتخفيض أجرها أو حتى تأجيله لما بعد عرض الفيلم.



سبق أن صرحت أيضًا بأنها تخشى النظر فى المرآة، بعد أن تغيرت ملامحها، أعلم أنها صريحة وعفوية، ولكن هناك أشياء لا ينبغى أن تصبح مشاعًا، كما أن هناك دائمًا خطًا فاصلاً بين الخاص والعام، ما تداولته فى البرنامج ينطبق عليه فقط توصيف الخاص.

هل الجمهور يتعاطف مع من يعلنون على الملأ ضعفهم؟، لو قلبت فى صفحات الماضى ستكتشف أن البقاء فقط للأقوى، قد يشعر المتفرج بقدر ما من التعاطف اللحظى مع الضعفاء، إلا أنه بعد قليل ستظل الصورة الراسخة هى أن هذا الفنان يستجدى العمل.

ما الذي يفعله الفنان عندما يمضى به قطار العمر ويكتشف أن مكانته على الخريطة تغيرت؟ إجابة قاطعة ووحيدة عليه مراجعة كل الأرقام والقراءة الجيدة، لكل المعادلات الفنية على الشاشة.

كانت القبائل القديمة تصنع آلهة من العجوة، لكى تعبدها وعندما يستبد بها الإحساس بالجوع تأكلها، ألا تجد شبهًا بينهم  ونجومنا، الناس تصنع الأسطورة، وتتهافت عليها الكل ينتظر نظرة أو ابتسامة من هذا النجم أو تلك النجمة، تجد متابعيهم على (السوشيال ميديا) بالملايين، وبعد أن ينتهى العمر الافتراضى للنجم، يلتهمونه. حتى يتسنى لهم أن يخلقوا آلهة أخرى، ثم يمر زمن ويلتهمونها أيضًا.

تعددت الأرقام التي نتابعها الآن، والكل يؤكد مصداقيتها ويتجاوز فيها سعر النجم فى المسلسل أو الإعلان عشرات من الملايين، لا أستطيع أن أعتبر ما أقرأه يعبر عن الحقيقة المطلقة، ولكن أيضًا لا أستطيع أن أضعها كلها تحت مظلة الشائعات والترهات، رغم يقينى أن من يصنعها هم أيضا النجوم.

أعرف أن تلك النجمة تحديدًا ليست مجرد ملامح حاولوا فى الماضى تصنيفها باعتبارها ممثلة إغراء إلا أنها قفزت فوق هذا القيد، وأعلم أيضًا أنها لا تتوقف كثيرًا أمام الأجر، تنتظر فقط الفرصة، إلا أن كل تصريحاتها تبعدها عن نيل تلك الفرصة.

المأساة الحقيقية التي تعيشها الآن ليست أبدًا بسبب تغيير ملامحها، ولكن عدم قدرتها على القراءة الصحيحة للخريطة الفنية ، كما أنها فقدت البوصلة التي تضع خطًا فاصلاً، بين ما يعلن على الملأ، وما الذي ينبغى أن يظل داخل الحجرات المغلقة!.