الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

شعوب لها حظ.. وشعوب ترتر!!

شعوب لها حظ.. وشعوب ترتر!!
شعوب لها حظ.. وشعوب ترتر!!


ولماذا شعوب أوروبا هى الأكثر سعادة مع أنها لم تختبر أصلا.. ولم توضع فى موضع الامتحان وفى ظروف متساوية مع الظروف التى نعيش فيها.. والحكومات عندها تعمل «خدامة» عند المواطن طوال أربع وعشرين ساعة بغرض راحة المواطن وسعادته فوق البيعة..!

هى شعوب مرتاحة من الأصل.. لا تحمل للدنيا هما.. لم تجرب معاناة المصرى خلال 42 ساعة فى اليوم الواحد.. والمصرى بالمناسبة كان سعيدا فى الماضى لولا الظروف التى لعبت به الكرة الشراب فوضعته فى المركز الثالث بعد المائة متأخرا حتى عن الصومال وإثيوبيا.. لكنه فى وضع أفضل من المواطن فى سوريا واليمن وبوركينا فاسو..!
شعوب أوروبا تتمتع بالتعامل مع عينة مختارة من الوزراء.. ولا تعرف نموذج حضرة وزير الصحة الذى هو فاشل عندنا.. والمتأفف من مشاكل الجماهير وزيارة مرضى التسمم الجماعى فى سوهاج وشبرا وكفر الشيخ والسويس والمنوفية والذى فسر تكرار حالات الإصابة بأنها مؤامرة عليه شخصيا.. ثم وضع يده فى الماء البارد وجلس يتفرج مثلنا ويضرب كفا بكف.. ولم يأمر بالتحقيق والتحقق.. ولم يراع خواطر الأمهات.. هو وزير مشغول بالتصوير والظهور التليفزيونى الذى سوف يستثمره فى عيادته الخاصة يوم خروجه من الوزارة.. وموت يا حمار..!!
شعوب أوروبا السعيدة على نفسها لا تتعامل أبدا مع وزراء من عينة وزراء التموين عندنا.. وقد جربوا فينا جميع المنظومات التموينية ماعدا المنظومة الصحيحة ومحدودو الدخل ليسوا على البال.. هم وزراء على ما تفرج.. يجربون النظريات يغشونها من الكتب المدرسية دون أن يكلف واحد منهم خاطره للنزول إلى الأسواق والتعامل مع الواقع العملى مع أن واحداً زائد واحد يساوى اثنين.. وإذا كان الدعم لا يصل لمستحقيه كما تقولون فلماذا لا تلغى وزارة التموين التى لا أعرف لها دورا ولماذا لا نطرح السلع بأسعارها الحقيقية طبقا لقانون العرض والطلب بشرط زيادة المرتبات بقدر الزيادة فى فاتورة الغذاء والتضخم.. وزراء التموين والاقتصاد عندنا يعايرون المواطن بأنه يحصل على السلع والخدمات بأسعار محلية وليس بالأسعار العالمية فهل نحصل فى المقابل على الرواتب والأجور بالأسعار العالمية..!
جميع شعوب العالم السعيدة وغير السعيدة تتعامل مع حكومات تراعى ربها فتدفع للعامل والموظف أجرا إنسانيا وليس أجور السخرة التى تعرفها بلادنا السعيدة سابقا..!
شعوب أوروبا السعيدة فى الوقت الحاضر تنعم ببرلمانات محترمة بحق وحقيقي.. تعمل على تحسين أحوال الناس.. وليست مثل البرلمانات إياها والتى تسعى لزيادة مكافآت النواب ومضاعفة امتيازات الأعضاء وإعفاء رواتبهم من الضرائب قبل التأكد من زيادة رواتب الشعب الفقير حسب تعبير رئيس البرلمان صاحب السيارات المصفحة والشبعة من بعد جوع..!
شعوب أوروبا لم تختبر والله.. فلم توضع فى محنة التعامل مع رؤساء حكومات من الهواة.. تنقصهم الخبرة والضمير الصاحى وقد رضينا بالهم ووزير داخلية فرنسا يستقيل من وظيفته المرموقة بعد انكشاف فضيحته فى تعيين الأنجال فى وظائف وهمية على حساب صاحب المحل ومع أن الواقعة حدثت قبل سنوات.. إلا أن الصحافة الواعية والصاحية كشفتها وفضحته.. ومن حكمة الله أنهم لا يعرفون نظرية عفا الله عما سلف.. وعندهم يفضحون المسئول الفاسد ويجرجرونه من قفاه لأقرب تخشيبة.. لا يتسترون أبدا على الوزير كما لا يتسترون على الغفير..
والله العظيم أننا مؤهلون لأن نكون شعوبا سعيدة لولا الابتلاء العظيم بالوزراء والنواب الذين يعانون العقد والكلاكيع والتجرؤ الفاجر على المال العام.. والذين بفضلهم نحتل المركز الثالث بعد المائة فى مقياس السعادة العالمي.. أفضل من سوريا أو بوركينا فاسو أو اليمن التى تحتل المراكز بعد المائة والخمسين!
أما شعوب النرويج وسويسرا والدنمارك.. فهى شعوب لم تختبر بعد.. ولم توضع أبدا فى موضع الامتحان! 