السبت 5 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

برعاية «الأوقاف» «الزوايا».. «سبوبة» التعيين فى أسيوط

برعاية «الأوقاف» «الزوايا».. «سبوبة» التعيين فى أسيوط
برعاية «الأوقاف» «الزوايا».. «سبوبة» التعيين فى أسيوط


تنتشر فى محافظة أسيوط، وبشكل مبالغ فيه، ظاهرة العمالة الوهمية، خاصة فى المساجد الأهلية الصغيرة، حيث تملك قرية  لا يتجاوز عدد سكانها الـ 5 آلاف نسمة 30 زاوية تقريبا، أقامها الأهالى لتوظيف أبنائهم تحت رعاية وزارة الأوقاف، وليس بغرض إقامة الشعائر الدينية، وكل زواية يعين فيها 3 أفراد على الأقل من قبل الأوقاف، خطيب، ومؤذن، وعامل، برواتب تتراوح بين 1000 و 2000 جنيه.

وقال الشيخ حسين أحمد، خطيب مسجد بمركز أبوتيج، إن معظم الأهالى الذين يفشلون فى توفير وظيفة لأبنائهم يخصصون غرفة لهم فى المنزل لا تتجاوز مساحتها الـ50 مترا، لتحويلها إلى زاوية للصلاة لأهل القرية، ويتم معاينتها من قبل سماسرة المساجد فى وزارة الأوقاف، وبعدها يتم تعيين 3 أفراد فى الزاوية الواحدة براتب لا يقل عن 1000 ويصل لـ2000 جنيه، بينما يبحث أغلب أبناء الأزهر الشريف وكليات الشريعة عن عمل ولا يجدون، كما أن معظم هذه المساجد الأهلية والزوايا غير مطابقة للمواصفات التى وضعتها وزارة الأوقاف، ومن بينها ألا يقل صحن المسجد المراد ضمه عن 175 مترا والزاوية عن 100 متر، وأن يكون المبنى مكتمل البناء وكامل المرافق والتشطيبات، وأن لا تقل المسافة بينه وأقرب مسجد أو زاوية عن 500 متر.
وأضاف أن هناك قرية تابعة لمركز أبوتيج تسمى «الكوم الأحمر» يوجد بها 36 زاوية ومسجدا أهليا غير مطابقة للمواصفات، ومعين بها أكثر من 90 عاملا على قوة «الأوقاف» بين خطيب ومؤذن وعامل، ولا يرفع فيها أذان، وبها مسجد على وشك السقوط تابع للوزارة، ويصلى أهلها فى عام  2017 حسب مواقيت الشمس، فضلا عن 6 قرى أخرى بالمحافظة لا يرفع فيها الأذان.
وأكد عدد من أهالى قرية «الكوم الأحمر»، أن هناك أشخاصا يترددون على القرية دائما، ويدعون أنهم من وزارة الأوقاف، ويتقاضون مبالغ مالية تصل إلى 20 ألف جنيه مقابل تعيين أبنائهم بالمساجد المنضمة إلى الوزارة أو تسهيل ضم مساجد جديدة خاصة بهم للوزارة، كما أن سماسرة المساجد السبب الرئيسى فى انتشار الزوايا الوهمية التى تحولت إلى خرابات.
وقال أحد الأهالى: «دفعت 15 ألف جنيه فقط للسماسرة، لأن منزلى كبير، وخصصت جزءا منه حوالى 80 متر لبناء زاوية، وعينت به أولادى منذ 4 سنوات، وحاولت أن أعين ابنى الصغير، لكن الوزارة رفضت».
وأشارت إحدى سيدات القرية ويعمل ابنها خطيبا بأحد المساجد إلى أن كل المعينين أميون يجيدون القراءة والكتابة، وفى بعض الأحيان يلقى أحد الأهالى خطبة الجمعة، وتكون حول موضوعات غريبة تحرض الشباب على الفتن والبلد، وتتعرض لموضوعات دنيوية، وأن السلفيين وعناصر من جماعة الإخوان يسيطرون على المساجد الأهلية والزوايا من بعد اندلاع ثورة 25 يناير، وأن قرار الخطبة الموحدة يطبق بنسبة لا تزيد %25 فى المساجد الكبيرة، كما يلعب سماسرة المساجد دورا كبيرا فى نشر التطرف والتعصب الدينى وإشعال الفتن، ما يجعل الأهالى يلجأون إلى استقدام شيخ غير معروف انتمائه، وذلك لإلقاء خطبة الجمعة فى الزوايا الأهلية والمساجد الصغيرة التى تعتبر أبوابا خلفية لنشر التطرف والفكر المتشدد، ما يحولها إلى قنبلة مؤقتة داخل محافظات الصعيد».