الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رئيس البرلمان زعلان ليه؟!

رئيس البرلمان زعلان ليه؟!
رئيس البرلمان زعلان ليه؟!


يهددنا السيد عبدالعال على طريقة الآنسة حنفى.. هو يريد أن يغلق علينا الأبواب والشبابيك بالضبة والمفتاح.. وأن يحتفظ بالعصمة فى يده.. فنتكلم بحساب ونكتب بالمسطرة ونمشى بجوار الحيط.. والأهرام العاقل الرصين يتعرض للانتقاد العلنى من باب ذبح القطة لباقى الصحف طويلة اللسان.. بحجة أن الدولة تصرف علينا.. ثم يستدير لصحيفة المقال يفرش لها الملاية مع أن الدولة لا تصرف عليها!

فى عرف السيد عبدالعال فإن الصحفى لابد أن يكون تابعا للحكومة.. يسمع الكلام ويغسل يديه قبل كتابة المقال وبعده.. لا تسمع له حسا ولا تعرف له رأيا.. وإذا أراد أحد المشاغبين من أبناء المهنة أن ينتقد فعليه أن يستأذن أولا من رئيس البرلمان الذى يقف لنا على الواحدة.. والذى يضع الصحافة فى خانة الاتهام من باب الاحتياط.. وعلى كل صحفى بمجهوده الخاص أن يثبت براءته!
يتصور السيد عبدالعال أنه يمارس دور الوصى العاقل.. فيرفع فى مواجهة الصحافة شعار عيب يا ولد.. وإذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب عيار 24 قيراط.
ربما لا يعرف عبدالعال أن حرية الصحافة هى الباب الملكى للإصلاح.. هى الضوء الكاشف الذى يطارد خفافيش الظلام وبارونات الفساد الذين تجود بضاعتهم وتزدهر فى ظروف المنع والحبس والمطاردة.. وإذا أردت التصدى للأزمة الاقتصادية والسياسية فعليك أولا بحرية الصحافة.. ودول العالم العاقلة تنحاز لحرية التعبير.. فى حين أن دولا أخرى تتعامل مع الصحافة على اعتبار أنها مهنة سيئة السمعة.. وحيث الصحفى مدان ومتهم وخائن إلى أن يثبت عكس ذلك.. وحيث السجن والعقاب والمنع والرفت والاغتيال أحيانا هو الوسيلة المثلى للحوار بين الرأى والرأى الآخر.
مسألة عجيبة والله أن يحاول البعض أن يصطاد فى الماء العكر.. وفى توقيت مريب للغاية راح يدق إسفينا بين الدولة وبين الصحافة الجريحة.. مع أنك تمارس عملك بضمير ونشاط وكفاءة.. فتصنف فجأة فى قوائم الممنوعين والمشبوهين.. وهل سمعتم مرة عن طبيب تعرض للاعتقال بسب إنقاذه لحياة مريض.. وهل رأيتم مهندسا يقضى كام سنة فى السجن لأنه مجتهد فى عمله حبتين.
لماذا الأمور هكذا مع الصحافة التى صارت مهنة سيئة السمعة وتعرضت وهى لسان حال الأمة للعنت والاضطهاد على يد من لا تعجبهم جرأة الصحفى واقتحامه للنيران وتواجده فى مواقع الأحداث يغطى وينقل للناس تفاصيل التفاصيل.. ساعة بساعة ودقيقة بدقيقة.. هو ينقل على الهواء تفاصيل ما يدور من انحراف وتسيب واستغلال للنفوذ والمواقع وهو ما لا يعجب البعض من محاسيب الحكومة والمحسوبين عليها!
ولا تعرف يا أخى سبب غضب رئيس البرلمان من الصحافة.. ولماذا يعايرها بأن الدولة تصرف عليها.. مع أن الدولة تصرف على البرلمان ومرتباته ومكافآته وسياراته ومستشاريه أضعاف أضعاف ما تصرفه على الصحافة.. فهل هو غاضب لأن الصحافة تفضح ما يريد هو إخفاءه.. من انحياز صارخ للحكومة دون قيد أو شرط.. وتحمسه لزيادة مرتبات الوزراء وإعفائهم من الضرائب المفروضة على باقى الشعب الكادح والغلبان.. أم أنه غاضب لمسألة سيارات رئيس المجلس المصفحة والتى تجاوزت الحدود المسموح بها فى دولة تعانى السلف والأزمة الاقتصادية.. وقد يكون غاضبا لتقاعسه عن تنفيذ حكم القضاء الواضح والصريح بدخول عمرو الشوبكى للبرلمان.
أسباب عديدة ووجيهة قد تكون السبب وراء غضب رئيس البرلمان الذى ذبح لنا القطة فى الأسبوع الماضى.. فبدأ بالأهرام ثم المقال والبقية فى الطريق.