السيناريوهات المتوقعة لتراجع «الدولار» خلال الفترة القادمة

قام البنك المركزى بتحجيم السوق السوداء وخفض المضاربات وتوفير السيولة الدولارية من خلال البنوك عن طريق اتخاذ إجراءات إصلاحية من شأنها القضاء على المضاربات فى السوق الموازية، الأمر الذى أدى إلى التراجع الملحوظ الذى شهده سعر الدولار مقابل الجنيه المصرى خلال الأيام الأخيرة مع توقعات الخبراء بأن يشهد الدولار المزيد من التراجع فى ظل ارتفاع الاحتياطى النقدى وبعد قرار وزير المالية الأخير بتخفيض سعر الدولار الجمركى إلى 16 جنيهاً عززت التوقعات بانخفاضات جديدة فى سعر الدولار بما يحقق حدوث تراجع فى أسعار السلع والتى تأثرت كثيرا بعد قرار المركزى تعويم الجنيه فى نوفمبر الماضى.
قال ياسر عبده عامل بإحدى شركات الصرافة، إن انخفاض سعر الدولار يرجع لكون المعروض من العملة فى السوق كبير، بينما الطلب عليه منخفض مما تسبب فى حالة من الركود وحذر شديد  تجاه ما سيحدث خلال الأيام القادمة.
وأكد لنا توقف عدد من شركات الصرافة العاملة فى السوق  عن شراء الدولار خوفًا من الخسارة بعد تردد شائعات باستمرار تراجع سعره.
فيما أكد أحمد محسن، تاجر جملة، أن انخفاض الدولار تسبب فى حالة ركود كبيرة فى السوق بسبب امتناع الموردين عن توريد بضاعة جديدة للتجار لحين استقرار الأسعار لأن الشائعات كثيرة فهناك من يقول إن الدولار سيكسر حاجز الـ25 جنيهًا وهناك من يقول لنا إن سعر الدولار سينخفض عن 16 جنيهًا.
وعن الارتفاع الكبير الذى تشهده أسعار السيارات فى الوقت الحالى قال محمد الرداد صاحب معرض سيارات بأن سوق السيارات تعانى حالة من الركود وتراجع المبيعات بسبب حالة عدم الاستقرار والشائعات الكثيرة بخصوص سعر الدولار، لافتا إلى أن أى ارتفاع أو انخفاض للأسعار فى هذا القطاع  مرتبط بسعر العملة، وما إذا كان الدولار قد يصل إلى قيمة منخفضة عند 14 جنيها كما يتردد أم العكس ففى حالة استمرار انخفاض الدولار سيكون هناك تراجع فى أسعار السيارات وارتفاع المبيعات مرة أخرى والعكس صحيح.
هانى حليم - صائغ - كشف لنا أن الأيام الماضية شهدت حالة من الإقبال على شراء الذهب بعد انخفاض سعره بحوالى 75 جنيهًا، تأثرًا بتراجع الدولار أمام الجنيه، وقال إن انخفاض سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 560 جنيها وعيار 18 إلى 479 جنيهات وتراجع عيار 24 إلى 654 جنيها جعل البعض يقبل على الشراء فى ظل توقعات بعودة ارتفاع الدولار مرة أخرى مع نهاية الشهر.
فى هذا السياق أشار رفيق عباسى رئيس شعبة المصوغات الذهبية باتحاد الصناعات إلى أن ارتفاع سعر الدولار أو تراجعه يؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب لأن العلاقة بين قيمة الدولار وأسعار الذهب علاقة طردية وأى ارتفاع فى سعر الدولار يقابله ارتفاع فى سعر الذهب والعكس صحيح، مشيرا إلى أن قرار تعويم الجنيه فى نوفمبر الماضى أدى إلى ارتفاع قيمة الدولار بصورة غير حقيقية ولذلك كان من المتوقع أن يعود الدولار إلى قيمته الحقيقية بعد فترة من الوقت.
وأضاف: كانت التوقعات تشير إلى أن سعر الدولار سيصل إلى 15 جنيهاً لكنه ارتفع ليصل إلى 19.50 كنتيجة لحدوث حالة من عدم الاستقرار فى سعر الصرف وهذا كان متوقعًا بعد قرار التعويم بأن يتأرجح سعر الدولار بين الارتفاع والهبوط حتى يستقر عند سعر معين وفقا لمتطلبات السوق وظروف العرض والطلب، مستبعدا أن يشهد سعر الدولار ارتفاعات أخرى جديدة  وبأن سعره لن يتجاوز آخر ارتفاع وصل إليه وأنه من الممكن أن يظل يتارجح بين 14 جنيهًا 19.50جنيهًا وألا يرتفع عن هذا السعر كما يتردد.
وأوضح عباسى أن سعر الذهب شهد حالة من الهبوط بعد تراجع سعر الدولار ليصل سعر الذهب عيار 24 إلى 638 جنيهًا وسعر الذهب  عيار 21 إلى  550 جنيهًا بعدما شهد الذهب خلال الشهور الماضية ارتفاعات غير مسبوقة، لافتا إلى أن هناك العديد من العوامل التى قد تؤدى إلى انخفاض سعر الدولار مقابل الجنيه مستقبلا كارتفاع حجم الصادرات المصرية للخارج وعودة الانتعاش للقطاع السياحى إلى جانب عودة تحويلات المصريين من الخارج.
وبدوره قال أحمد شيحة، رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية، إن سعر الدولار فى السوق الآن لا يعبر عن القيمة الحقيقية لسعر الدولار فى مصر  والذى من المفترض  ألا يتجاوز الـ7 جنيهات، وأن أزمة الدولار فى مصر بدأت بسبب تلاعب شركات الصرافة وما حدث فى السوق السوداء من مضاربات، لافتا إلى أن الدولار نفسه على مستوى العالم لم يتحرك سعره سواء بالزيادة أو النقصان لكن فى مصر أدت قرارات البنك المركزى المتخبطة إلى خلق أزمة العملة الصعبة  وبالتالى كل ما شهدناه من ارتفاعات فى سعر الدولار فى الفترة الأخيرة لا يستند إلى أسباب حقيقية وبالتالى كانت قيمته وهمية.
وأرجع شيحة تراجع سعر الدولار فى الفترة الأخيرة إلى انتهاء هوجة المضاربات وتلاشى السوق السوداء والاستعاضة عنها بالبنوك التى بدأت توفر العملة الصعبة لعملائها وأصبح لديها اكتفاء من العملة الصعبة مما دفع بمكتنزى الدولارات لإخراجها، متوقعا تراجع فى أسعار السلع مرة أخرى مع الانخفاض الملحوظ لسعر الدولار فى السوق.
وأنهى كلامه: الآن لا أحد يشعر بتراجع أسعار السلع فى الأسواق لأن التجار يبيعون ما قاموا بشرائه بالأسعار القديمة ولكن مع استمرار تراجع الدولار سوف نشهد تراجعًا أيضا فى أسعار السلع الاستهلاكية وغير الاستهلاكية.