مثقفون يدشنون «اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق وحريات الفكر والإبداع»

نعمات مجدى
فى ظل الهجمة التى تشنها بعض قوى الإسلام السياسى، بادرت مجموعة من المثقفين المصريين المستقلين إلى تأسيس «اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق وحريات الفكر والإبداع» وتأسيس مرصد وطنى تابع لها لرصد أى انتهاكات تمس حريات وحقوق الفكر والإبداع.
حيث دشنت اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق وحريات الفكر والإبداع ندوة الأربعاء الماضى بدار الأوبرا المصرية بالمسرح الصغير، حيث أكد د. حسام عيسى الفقيه الدستورى والناشط السياسى أهمية تنظيم صفوف المثقفين فى المجتمع.. مشيرا إلى أنه ضد الذين يتصورون أنهم يملكون الكلمة الإلهية وأن مشروعاتهم هى الإسلام.
وأوضح أن من قام ببناء مصر هم الفنانون والمبدعون من أهل الفن والشعر والأدب منهم مشرفة، وأن بداية الإصلاح فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر وازدهار اللغة العربية كان على يد الأدباء وليس الدولة، وأن أغلب من أنقذ اللغة العربية وهى لغة القرآن هم أدباء من المسيحيين حافظوا عليها.
وأضاف أن من صنع التطور الثقافى والمجتمعى هم تلاميذ الشيخ محمد عبده منهم سعد زغلول، طلعت حرب الذى أنشأ بنك مصر ورائد صناعة السينما، وقاسم أمين ولطفى السيد.
مشيرا إلى أن التيارات الدينية بفكرها الحالى تجر مصر إلى أزمة قوية، وإن الفن يُعد من أهم الأدوات الفعالة للحفاظ على المجتمعات.
وأكد تجاهل القوى السياسية لقيمة فنانى مصر، وشدد على التضامن ضد هذه الفئة الردة، وأن كل مساس بالمرأة المصرية والهجوم عليها هو هجوم على الفنانين، فالقضية ليست قضية الفن وحده، بل هى قضية مجتمع بالكامل، فالفصل بين الفن والقضايا الأخرى مسألة خطيرة، وأكد ضرورة الاهتمام بالنقد الاجتماعى، فالنقد هو من صنع الثورة بواسطة المثقفين.
ومن جهته أوضح أحمد بهاء الدين شعبان القيادى اليسارى وأحد مؤسسى حزب الاشتراكى المصرى، أن مصر تواجه الآن واحدة من أدق لحظات تاريخها الحديث حيث تقف أمام متاهة من الطرق الصعبة والخيارات الحرجة، فيقود بعضها إلى مزالق قد تودى بأحلام المصريين فى التغيير والديمقراطية بعد ثورة فريدة فتحت آفاق الأمل أمام الجميع.
مضيفا أن الثورة الآن تواجه تحديات عميقة وتهديدات خطيرة منها النظام القديم الذى لم يسقط بعد ولا يريد التسليم بالهزيمة ويملك النفوذ والسلطة والإمكانات المادية والهيمنة على قطاعات واسعة من الأجهزة الأمنية والجيوش ووسائل وأدوات التوجيه الإعلامى.
المخرج مجدى أحمد على، إن الهدف من إقامة هذه الندوة هو مواجهة الصعود الثقافى للاتجاه الظلامى والتيارات الجارفة التى تتجاهل حق المجتمع فى المعرفة والإبداع.
وطالب بضرورة تغيير علاقة الدولة بالمثقف مع ضرورة الملاحقة القضائية لكل من يهاجم الفن والمبدعين والتكاتف للدفاع عن المبدعين.
وأكد أن الدستور هو من سيحدد نجاح الثورة أو فشلها، فإما أن يكون دستور حريات أو عسكريًا أو دينيًا، وإن معركة الدستور ستفضى حتما إلى دستور للاستبداد ما لم تقم بوضعه لجنة توافقية تضم كل أطياف المجتمع وليست مجموعة طائفية.
أما المؤلف أشرف عامر فيرى ضرورة توفيق علاقة المثقف بالدستور، وأن يتضمن الدستور نصوصا تكفل حرية الفكر والإبداع، وآخر يتضمن آليات علاقة الدولة بالمثقف.
كما أكد ضرورة وجود حصانة أبدية للمبدعين، مشيراً إلى موافقة الوزير على ممارسة أنشطة اللجنة داخل المجلس الأعلى للثقافة هى بداية لإعادة الهرم المقلوب.
ودعا الكاتب محمد الشافعى المثقفين والمبدعين والأدباء لتنظيم وقفة احتجاجية أمام مجلس الشعب لتوصيل رسالة واضحة قوية للقائمين على الجمعية التأسيسية أن يمثلوا المثقفين فى اللجنة الدستورية.
بينما أكد د.طارق النعمان أستاذ البلاغة والنقد بكلية الآداب جامعة القاهرة، ضرورة الخروج من هذا الاجتماع بوجود ممثلين من النخبة الثقافية فى اللجنة التأسيسية، وأن تكون الجماعة الثقافية جهة ضاغطة لتحقيق حرية الثقافة.. لأننا مازلنا فى احتياج لإزالة القصور والشقوق المتبادلة وإزالة أى محاولة لقطع الجسور بين الثقافة والشباب.