الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«الجولدن جلوب» لأعداء «ترامب» فقط

«الجولدن جلوب» لأعداء «ترامب» فقط
«الجولدن جلوب» لأعداء «ترامب» فقط



تفاجأت أسرة هوليوود ومراكز صناعة الإعلام والترفيه والفن، بنجاح دونالد ترامب فى الفوز برئاسة أمريكا بعدما كانت تراهن على المرشحة الخاسرة هيلارى كلينتون، ووجدت أن اليمين أصبح فى سدة الحكم بفوزه بأغلبية ساحقة بمجلسى النواب والكونجرس.
خوف وذعر نجوم هوليوود مما هو قادم فى عهد «ترامب» له مبرراته بعد إعلان بعض مواقفه المعروفة حيال أجندة حقوق وزواج المثليين، والإجهاض والهجرة، ومنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وطرد المكسيكيين وسواهم من أمريكا.
بالتأكيد هذا سيعنى تقييد الحرية المطلقة التى تتمتع بها الأسرة الهوليوودية، ويضع نجوم هوليوود فى موقف مخجل، وإحساس بالخطر أمام العالم حول المناداة بالمساواة والحرية والعدالة للجميع، ولذلك قررت أسرة هوليوود انتهاز جميع مهرجاناتها الفنية التى تحرص شعوب العالم على مشاهدتها إلى الإعلان عن رسائلها العدائية ضد آراء ومواقف الرئيس الأمريكى الجديد.
فى ليلة توزيع جوائز الجولدن جلوب بفندق «هيلتون بيفرلى هيلز» التى شاهدها أكثر من بليون شخص حول العالم، أعطى مقدم الحفل الساخر «جيمى فالون» الإشارة الخضراء للهجوم على ترامب، عندما قال فى مقدمة الحفل: «أهلا بكم فى الجولدن جلوب التى تعطى جوائزها بناءً على الفوز بتصويت الأغلبية، وليس التصويت الانتخابى»، فى إشارة واضحة وتذكير للعالم أن هيلارى كلينتون فازت بأغلبية الأصوات فى الولايات المتحدة، وتفوقت على «ترامب» بحوالى ثلاثة ملايين صوت، ومع ذلك خسرت البيت الأبيض.
وبعد أن تسلمت القديرة ميريل ستريب (67 عاما) جائزة «سيسل بى دى ميل» عن مجمل منجزها الفنى، والتى رُشحت للجولدن جلوب 30 مرة، وحصلت عليها ثمانى مرات من قبل، كما أنها حاصلة على ثلاثة أوسكار.
استثمرت ميريل ستريب خطاب استلامها الجائزة لتوجه انتقادًا حادًا للرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، دون أن تذكر اسمه.
حيث قالت ستريب: «إن أكثر المواقف إثارة للشجون فى 2016 عندما قام الشخص الذى سعى للجلوس على أكثر المقاعد احتراما فى بلدنا بتقليد مراسل معاق».
فى إشارة إلى قيام ترامب بإهانة والتهكم على مراسل صحفى معاق من جريدة «نيويورك تايمز».
وأضافت ستريب: «إن عدم احترام الآخرين، يولد عدم الاحترام المقابل، وأن العنف يثير العنف المضاد، وعندما يستخدم أصحاب السلطة مناصبهم لإهانة الآخرين، نخسر جميعًا».
وقالت ستريب إن تلك الواقعة أصابتها بصدمة شديدة، مشيرة إلى أن مثل هذه الخطوة المهينة من قبل مسئول كبير تعطى الضوء الأخضر للآخرين للقيام بنفس الخطوات.
ودعت ميريل ستريب هوليوود، ونجومها، والصحافة الأمريكية للتمسك بمبادئها ومحاسبة السلطات على كل خطوة مثيرة للغضب.
وبعدها بعدة ساعات قرر «ترامب» الرد على إهانات ستريب وانتقادها له فى تغريدة بتويتر قال فيها: «ميريل ستريب، واحدة من أكثر الممثلات فى هوليوود مبالغة، فهى لا تعرفنى، ومع ذلك قررت الهجوم عليَّ الليلة الماضية فى جوائز الجولدن جلوب. فهى....».
وقال الرئيس المنتخب فى حديث لصحيفة «نيويورك تايمز» إنه لم يفاجأ بتوجيه انتقادات إليه من جانب «الليبراليين فى عالم السينما»، معتبرا ستريب من أتباع المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون.
وفى ليلة الحفل الكبير بعد تسلم النجوم الجوائز، التقوا مع الصحفيين من أكثر من 60 دولة من بينهم مصر ممثلة فى مجلة «روزاليوسف».
وكعادة حفلات هوليوود كل عام، لا يخلو الأمر من المفاجآت والنوادر وأحدث التقاليع التى تتعقبها وتتحدث عنها صحافة الدنيا، حتى تحل محلها مفاجآت جديدة فى حفل الأوسكار، وهو ما حدث بالفعل ليلة توزيع جوائز جولدن جلوب الشهيرة.
فى هذا الحفل يجلس النجوم يأكلون ويشربون ويضحكون ويتصرفون بتلقائية وعفوية وصراحة شديدة بدون رقابة أو تحذيرات، وهذا ما يميز الجولدن جلوب عن غيره من الحفلات الرسمية الأخرى المولعة بالتقاليد والمراسم والجلوس على المقاعد قرابة أربع ساعات متواصلة.
ومن ضمن المفاجآت تجاهل جمعية «هوليوود للصحفيين الأجانب» لأعمال مهمة، وترجيح كفة بعض النجوم السمر المعروفين بعدائهم الشديد لترامب، السبب الآخر تجاهل ترشيحات الأوسكار للنجوم السُمر فى العام الماضى، وربما السبب الأهم هو حشد أكبر عدد من نجوم هوليوود لجذب انتباه الإعلام والنجوم للتدفق على الحضور، وترغيب ملايين المشاهدين حول العالم من متابعة الحفل المهيب، وتمكين الأسرة الهوليوودية من بث رسائل السخرية، والتحدى والرفض لترامب.
فمن الغريب منح جائزة أفضل ممثل لـ«كيسى أفليك» عن دوره فى فيلم «مانشستر على البحر» (مانشستر باى ذا سى) بدلا من النجم الأسمر الكبير دنزل واشنطن عن دوره فى فيلم «أسوار» الذى توقع الجميع بالحفل حصوله على الجائزة.
فيلم «مانشستر على البحر» كان مرشحا لنيل ست جوائز، ولم يحصد سوى تلك الجائزة.
أيضا مجاملة وتأييدا لأجندة المثليين فى هوليوود والعالم، فى الأفلام الدرامية، حصل فيلم «ضوء القمر» (مونلايت) على جائزة أفضل فيلم درامى.
الفيلم يروى قصة شاب مثلى من ذوى البشرة السوداء ينشأ فى حى فقير فى ميامى بولاية فلوريدا.
وفى واحدة من مفاجآت الليلة، خسرت ناتالى بورتمان المنافسة أمام الممثلة الفرنسية «إيزابيل هوبير» التى حصلت على جائزة أفضل ممثلة فى فيلم «إيل» (هى) الدرامى الذى فاز بجائزة أفضل فيلم للمخرج بول فَرهوفن، الذى حصل أيضا على جائزة أفضل فيلم أجنبى، وقال عند تسلمه الجائزة: «لقد سررت بهذا الفوز، لأن هذا الفيلم لا يدعوك للتعاطف مع شخصيته، وأشكر رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية لكونها واسعة الأفق جدا».
أيضا تجاهلت رابطة الصحفيين الأجانب بهوليوود من جميع الجوائز، الفيلم الدرامى «هاكسو ريدج» رائعة المخرج مل جيبسون الجديدة.
وكان الفوز الأكبر للفيلم الاستعراضى «لالا لاند» أو «أرض الأحلام» فى حفل توزيع جوائز الجولدن جلوب فى هوليوود بحصوله على سبع جوائز من بينها جوائز أفضل فيلم وإخراج وممثل وممثلة «إيما ستون وراين جوسلينج»، وأفضل إخراج، وسيناريو أصلى داميان شازيل. ومنحت جائزة أفضل أغنية لبينجى باسيك وجاستن بول «مدينة النجوم» فى الفيلم نفسه.
وقالت الممثلة إيما ستون التى تقوم فى الفيلم بدور «ميا» عند تسلمها الجائزة: «الأمل والإبداع من أكثر الأشياء أهمية فى العالم، أشارك هذا الفوز معكم».
وعند تسلمه جائزته كأفضل ممثل فى دور كوميدى، أشاد جوسلينج بشريكة حياته إيفا منديس. وقال: «سأحاول أن أشكر شخصا بطريقة مناسبة، فعندما كنت أغنى وأرقص وأعزف البيانو وأمر بواحدة من أجمل تجاربى فى التمثيل كانت شريكتى تربى ابنتنا، فيما هى حامل بالثانية وتحاول أن تساعد شقيقها فى معركته ضد السرطان».
ويدور الفيلم الاستعراضى الرومانسى الحالم «لالا لاند» حول (ميا) إيما ستون ممثلة طموحة، بينما (سيباستيان) راين جوسلينج موسيقى متخصص بموسيقى الجاز، شق طريقه بصعوبة من خلال عزف منوعات الأغانى خلال الحفلات، ومع تصاعد نجاحاتهما يبدآن فى مواجهة القرارات التى تهدد مستقبل وعلاقة حبهما، والأحلام التى سعيا معا لتحقيقها حفاظًا على بعضهما البعض.
وفازت الممثلة السمراء، «ترايسى إيليز روز»، بجائزة أفضل ممثلة فى فئة مسلسل كوميدى أو موسيقى، وأهدت فوزها «لجميع النساء بجميع ألوان بشرتهن، والأشخاص المتفائلين».
وحصل آرون تايلور جونسون على جائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره فى فيلم «نوكتورنال أنيمالز» للمخرج توم فورد، وجائزة أفضل ممثلة مساعدة للممثلة فيولا ديفيس عن فيلم «أسوار» «فينسيز» للمخرج والنجم دينزل واشنطن.>