طيارات «تيك أواى» للتوصيل للمنازل

هالة أمين
الأوراق على الطاولة الآن، فبعد إخفاق استطلاعات الرأى العالمية والتقارير الصحفية فى توقع الفائز فى السباق الانتخابى بالولايات المتحدة، بات من الضرورى أن تكون هناك أداة للتنبؤ تعتمد كثيرا على الفن والبصيرة والحاسة السادسة فى بعض الأحيان، ومن المثير أن تقوم بعض الشبكات والمجلات العالمية منها مجلة الإيكونوميست البريطانية الشهيرة والمتخصصة البارزة فى العالم باستخدام فتح المندل وورق الكوتشينة وورق التاروت للمساعدة فى التعرف على التوجهات المستقبلية والقصص التى ستشكل السياسة والأعمال والفنون والاقتصاد والتكنولوجيا والحروب وأشياء أخرى كثيرة فى داخل السنة المقبلة.
المفارقة أن الإيكونوميست مجلة مرموقة ومرتبطة ارتباطا مباشرا بالنخبة العالمية، وهى مملوكة جزئيا من قبل عائلة روتشيلد المصرفية فى انجلترا، وتقدم طبعة للتنبؤ بالعام المقبل الأكثر غموضا فى تاريخها حيث تستخدم ورق التاروت للتنبؤ.. والمعروف أن ورق التاروت له أصول فرعونية، واستخدام بطاقات التاروت على التنبؤ بالمستقبل، فى منشور يملكه النخبة غامض، على غلاف مجلة الإيكونوميست، ورقة الحكم تصور دونالد ترامب يجلس على الأرض فى حين يمسك الجرم السماوى والصولجان، وهى أدوات إشارة إلى النظام الملكى، وبعبارة أخرى، ترامب هو ملك العالم ويملك أنظمة سياسية مختلفة للغاية.
بالنسبة للتكنولوجيا، من المتوقع أن تتحول مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وغيرها لمزيد من النمو السريع، الأغرب أن الأجهزة التكنولوجية ستستطيع أن تقوم بحرب نووية، والطائرات بدون طيار سوف تسلم طلبات البيتزا والسندويتشات والدجاج المقلى، وسنرى المزيد من الرحلات الجوية السريعة توصل المأكولات.
القومية وعدم اليقين السياسى، والتجارب والإرهاب سوف تخلق الصداع الجديد فى عام 2017، فالصين ستحافظ على كيانها وازدهارها، والرئيس الروسى فلاديمير بوتين ستزيد شعبيته وسيضيف أهدافاً جديدة وستواصل موسكو هجماتها السيبرانية والإلكترونية فى جميع أنحاء الغرب، وستظهر المشروعات المصرية وتحول مسار البلاد بشكل كبير.
ورغم صعود اليمين المتطرف فى أوروبا فإن التوقعات تشير إلى إعادة انتخاب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لن يكون هناك brexit ولن تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وستتوقف الإجراءات.
وسيكون هناك الكثير من النزاعات بين الصين وجيرانها فى شرق وجنوب بحر الصين ولأن الجيران يعرفون أنهم لا يستطيعون الاعتماد على واشنطن لإنقاذهم فسوف لا يكملون فى الصراع، أيضا سيكون هناك ضعف سياسى فى كل من اليونان وتركيا.
باراك أوباما سوف يحصل على صفقة من تأليف كتاب جديد ستصل إلى 20 مليون دولار، والصين ستقوم باتخاذ خطوات جريئة لعلاج (عدم التوازن الاقتصادى) فى العالم وستكون تلك الإجراءات لها آثار بعيدة المدى، ومن أخطر المشكلات التى سيقابلها العالم فى 2017 الاحتباس الحرارى وربما ستتفوق تلك الكارثة البيئية على الإرهاب فى تأثيرها على العالم، وإيطاليا ستواجه مشاكل مالية وتزايد نسبة البطالة وستكون مركزاً للأزمة المالية فى الاتحاد الأوروبى وسيصبح النظام المصرفى الإيطالى فى ورطة خطيرة وفشل البنوك الإيطالية فى العام المقبل سيكون مجرد غيض من فيض فى مشكلاتها.
من التنبؤات أيضا تصلب القوة العظمى وذلك فى إشارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وسوف تصبح غير قابلة للحكم وغير كفء على نحو متزايد لرعاية العالم كما كانت تقوم بذلك فى السابق بسبب الاستقطاب الأيديولوجى، والفساد السياسى، وعدم المساواة داخلها.
وهناك نبوءة أخرى بهدنة بين روسيا وأوكرانيا، والتى سوف تكون معارضة من الولايات المتحدة، ولكن سيتم الترحيب بها من قبل الاتحاد الأوروبى، وفى أمريكا اللاتينية، من المتوقع أن تبتعد الحكومات عن السياسات اليسارية، والتى سوف تساعد لتمهد الطريق لاضطرابات مدنية محتملة.
وأكبر التهديدات فى 2017 هى الحرب البيولوجية والإرهاب، وفرنسا تترك الاتحاد الأوروبى بعد فوز مارين لوبان فى الانتخابات الرئاسية الفرنسية وبعدها تبدأ فى إجراءات لسحب فرنسا من الاتحاد الأوروبى فى مقابل بقاء بريطانيا داخل الاتحاد، وسيكون عام 2017 عام انتصار للمشككين بالاتحاد الأوروبى والسياسيين الداعين إلى التقارب مع روسيا وجورج أوزبورن يصبح العضو المنتدب لصندوق النقد الدولى.
وإجبار كريستين لاجارد على الاستقالة، وباراك أوباما سيقوم بالعفو عن هيلارى كلينتون قبل أن يغادر منصبه كواحد من الأعمال النهائية للرئيس المنتهية ولايته فى البيت الأبيض.
ستقوم روسيا والصين وإيران، وكوريا الشمالية بإطلاق عمل عسكرى لاختبار قيادة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى السنة الأولى من عمله، وابنته إيفانكا ترامب ستثبت نفوذا سياسيا مبالغا فيه.
بطاقات التاروت تشير إلى صعود وجوه لحوالى 15 شابا تظهر داخل النجوم الصفراء البعض منهم يبدو فى سن المراهقة المبكرة، ولكن لم توضح الإيكونوميست من هم هؤلاء الشباب، فهل يكونون النجوم الصاعدون فى عام 2017؟
كما ستصبح الطاقة الشمسية أكثر انتشارا، وستبدأ فى 2017 الرحلات التجارية إلى الفضاء، كذلك الرحلات المدارية حول الأرض.
وستستمر الأزمة المالية فى اليونان، وسيكون من الصعوبة حصول حكومة إليكسيس تسيبراس على مساعدات مالية من الغرب، وستبقى رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماى فى السلطة لفترة طويلة، وسوف يحل مكانها سياسى يصر على مقاطعة شبه كاملة مع الاتحاد الأوروبى.
وسيحظى ترامب بارتفاع شعبيته نتيجة إصلاحاته الضريبية الموفقة. وبأنه قد يجمد عضوية الولايات المتحدة فى حلف شمال الأطلسى (الناتو) وهيئة الأمم المتحدة، ويقلص الوجود العسكرى الأمريكى فى النقاط الساخنة، ما سيؤدى إلى حفز نشاط الإرهابيين خاصة فى أفغانستان، حيث ستسيطر حركة طالبان على البلاد بفضل انسحاب القوات الأمريكية والدخول فى تجارة المخدرات.
وستكون هناك معارضة سياسية ضد ترامب خاصة فى كاليفورنيا والتى حدثت فيها احتجاجات جماهيرية واسعة بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية. وسيقود هذه المعارضة رجل الأعمال إيلون موسك وإحدى المسئولات فى شبكة فيس بوك شيريل ساندبيرج، وسيكونان مرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة عام 2020.