«إيڤانكا».. قوة ترامب الناعمة
مرفت الحطيم
الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب ربما سيكون فى الصورة من حيث محاباة الأقارب لأنه اختار ابنته المفضلة إيڤانكا، وزوجها الثرى جاريد كوشنر ليكونا على أهبة الاستعداد للقيام بأدوار كبيرة خلال فترة حكمه. وتتميز إيڤانكا بشعرها الأشقر اللامع وماكياجها الناصع، وشخصيتها الأيقونية وامتلاكها ثروة تقدر بملايين الدولارات، إضافة إلى أنها من ذلك النوع من النساء التى جعلت والدها، لا يخفى سرا حينما يبدى انجذابه إليها لتكون إحدى أذرعه.
لعل هذا هو السبب الذى دفع ترامب قبل أيام، وقبل شهرين تقريبا من توليه مهام منصبه فى البيت الأبيض، للقيام بتعيينها وزوجها جاريد، 35 عاما، واثنين من أبنائه الأربعة الأشقاء دونالد جونيور (38 عاما) وإريك (32 عاما) ضمن فريقه الانتقالى للرئاسة الأمريكية وفقا لما ذكرته صحيفة الديلى إكسبريس البريطانية.
هذه الخطوة تعنى أنه لن يكون هناك قوة واحدة وإنما زوجان من القوى التى تقف خلف ترامب فى البيت الأبيض، لذلك ما الذى نعرفه عن إيڤانكا وزوجها رجل الأعمال؟
هذا ما سيتناوله هذا الموضوع.
على الرغم من أن زوجة ترامب الثالثة، ميلانيا، التى أنجب منها ابنهما بارون، 10 سنوات، ستكون السيدة الأولى، إلا أن الرئيس الملياردير ينوى بشكل واضح أن يكون ميالا كثيرا إلى شأنه الأسرى خلال فترة رئاسته.
المعروف أن ترامب كثيرا ما مازح أطفاله الخمسة الذين أنجبهم من ثلاث زوجات، كما أن لديه تيفانى 23 عاما من زوجته الثانية مارلا، لكنها ليست جزءا من فريقه الانتقالى للبيت الأبيض، غير أن إيڤانكا هى «مفضلته».
تعرض ترامب إلى الانتقاد فى أوقات سابقة لإبدائه العديد من الإشارات عن جمال ابنته، بما فيها تلك التى أدلى بها خلال مقابلة تليفزيونية عام 2006 التى تعرض بعدها لانتقادات شديدة بسبب عبارات الإطراء غير المتزنة عن جمالها. وفى العام الماضى تحدث إلى مجلة رولينج ستون عن إيڤانكا. ورغم تصريحاته المثيرة للجدل والانتقادات، إلا أنه لم يتوان فى وصف ابنته بوضوح بأنها سيدة أعمال على قدر عالٍ من الدهاء. وخلال الحملة الانتخابية، لاحظ الكثيرون أن ترامب كان يعتمد على إيڤانكا فى نقل رسائله السياسية، بحيث وصفتها مجلة ڤانيتى فير بأنها «زوجة بالوكالة» كما ذهب البعض للتوقع بأن إيڤانكا ستكون بمثابة «السيدة الأولى فعليا» لترامب.
أنفقت هذه المرأة العقد الماضى فى بناء نفسها، حيث شيدت إمبراطورية بملايين الدولارات تخصصت بالأزياء بما فيها المجوهرات، والأحذية، وخط لإنتاج الملابس، كما أنها أيضا تعمل كنائب رئيس تنفيذى للتطوير والشراء فى مؤسسة ترامب، حيث تتعامل لعقد صفقات عقارية فى مختلف أنحاء العالم.
ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، فإن ترامب منح إيڤانكا مستوى من السلطة لم يحصل عليه أى من زوجاته أو المديرين التنفيذيين العاملين معه. وفى الواقع عندما سئل ترامب العام الماضى عن أكثر شخص يعول عليه، كانت هى أول اسم ذكره. والملاحظ أن والدها يصغى لها فعلا ويبدى احتراما على قدر كبير لها ليس لأنها ابنته فقط، وهذا ما قاله أيضا المستثمر الملياردير كارل إيكان مؤخرا عنها.
وفى الوقت نفسه قال أشخاص من داخل حملة ترامب لصحيفة نيويورك تايمز إن إيڤانكا، وهى عارضة أزياء سابقة، واحدة من عدد قليل من الناس الذين يمكن أن يؤثروا على تفكير ترامب. وفى أحد أحاديثه، اعترف ترامب لمجلة فوج العام الماضى قائلا: إن إيڤانكا صانعة صفقات بالفطرة، لقد حصلت على درجة من الحميمية.
وعلى الرغم من أنها يمكن أن تكون شخصا صعبا للغاية إذا أرادت ذلك، فإنها تريد أن ترى الأفضل فى الناس بشكل حقيقي. وكما يبدو فإن بعض صفاتها كانت سببا بلقائها بزوجها جاريد عندما كان عمره 25 عاما فى غداء عمل عام 2007، وهو نفس العام الذى أطلقت به شركة مجوهراتها. وفى ذلك الوقت اشترى جاريد أغلبية أسهم فى جريدة «نيويورك أوبزيرڤر» الأسبوعية نحو 8 ملايين جنيه إسترلينى، وكان شخصا بارعا فى قطاع العقارات الذى يملكه والده.
وقد تزوجا عام 2009 بحفل زفاف باذخ فى نادى ترامب للجولف الوطني. وقالت إيڤانكا عن زوجها إنها أخبرته: إن أحلامك جريئة وأنا أحب مثل ذلك الشخص. وحاليا لديهما ثلاثة أطفال: أرابيلا، خمسة أعوام، وجوزيف، ثلاثة أعوام، وتيودور سبعة أشهر. لقد كانت اكتشافات لطيفة بالنسبة لها لأنها وجدته من نوع الأشخاص الرائعين حقا، الذى لا يثنيه شيء. وخلال الأيام الأخيرة للحملة الانتخابية كان ترامب يأخذ قسطا من الراحة بالاستماع إلى صوت صهره جاريد الذى شوهد يتجول فى حدائق البيت الأبيض الأسبوع الماضى، لأنه واحد من بين عدد قليل من الناس الذين اختارهم الرئيس المنتخب للانضمام إليه فى زيارته الافتتاحية للبيت الأبيض.
وكان جاريد قد أخبر مجلة «فوج» العام الماضى أن إيڤانكا، التى تقدر قيمة ثروتها 119 مليون جنيه إسترلينى، هى، بالتأكيد الرئيس التنفيذى للعائلة. وقال إنها لا تريد الاستعانة بمصادر خارجية فى الأمومة لأنها محبة جدا لهذا الدور. ومن خلال عيشها لكل ما شاهدته عندما كانت طفلة، أصبح لديها قدرة كبيرة على تنقية ما هو جدير بالاهتمام وما ليس كذلك. وقبل كل شيء، فإن إيڤانكا من أقوى المدافعين عن المرأة العاملة. وهى فاعلة على وسائل الإعلام الاجتماعية، حيث هناك 2.3 مليون متابع لها على تويتر و1.8 مليون آخرون على إنستجرام، وتصف مهمتها بأنها خطوة، لإلهام وتمكين المرأة العاملة، فى جميع جوانب الحياة. ومن خلال مشاهدة هذا الفضاء، فإن هناك الكثير من الناس الذين يعتقدون الآن أن إيڤانكا قد تكون العنصر الجيد لنجاح والدها فى البيت الأبيض عندما يدخل إليه فى العام القادم. ومن الواضح أنه لم ترق لها تلك الأشرطة التى سربت لوالدها وهو يدلى بتعليقات غير مقبولة حول النساء فى وقت سابق من هذا العام، ما دفعها إلى إدانة هذه التصريحات ووصفتها بأنها «غير لائقة ومسيئة».
مارى إيڤانكا ترامب، سيدة أعمال أمريكية وعارضة أزياء سابقة، ابنة رئيس أمريكا الخامس والأربعين من زوجته التشيكية الأصل عارضة الأزياء السابقة إيڤانا، تشغل منصب نائب الرئيس التنفيذى للتطوير والشراء فى منظمة ترامب، حيث يتركز عملها فى إدارة عقارات وفنادق الشركة. وعرفت بأنها أكثر عقلانية وتمتلك شعبيّة كبيرة وتصر على أنها تفكر بطريقة جيدة وتتحدث بعد أن تدرس الأمور جيدا.
ولدت فى 1981 فى مدينة نيويورك، أمضت عامين فى جامعة جورج تاون، ثم نقلت وتخرجت فى كلية وارتون فى جامعة بنسلفانيا، مدرسة بدرجة بكالوريوس العلوم فى الاقتصاد عام 2004، ورغم طلاق والديها وهى فى سن التاسعة إلا أن هذه الظروف لم تؤثر على شخصيتها، بل جعلتها قوية الشخصية ومصرة على أن تصل للنجاح بشتى الطرق.
بدأت حياتها كعارضة أزياء فى سن السابعة عشرة وكان أول عرض لها سنة 1997. وحصلت فى نفس السنة على لقب ملكة جمال مراهقات أمريكا، وتزوجت عام 2009 من جاريد كوشنر صاحب مجموعة عقارية واعتنقت اليهودية بعد الارتباط به. وبعد يوم من حفل زواجها الفاخر الذى أقيم فى نيوجيرسى، عادت لمكتبها لمواصلة عملها، حيث إنها نائبة لوالدها فى شركته وابنته المدللة، كما أنها امرأة ناجحة فى حياتها الأسرية المستقرة وهى أم لثلاثة أبناء. فى عام 2009 ألفت كتابا عن كيفية وصول الشباب لأعلى المناصب وتحقيقهم النجاح. وقد ابتعدت عن حملة والدها الانتخابية قليلا بسبب مخاوف من أنها قد تضر بأعمالها التجارية، وطلبت منه عدم استخدامها فى الترويج لحملته. وترى صحيفة الإندبندنت البريطانية أن الناس يعتقدون أن إيڤانكا نجلة الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب ستكون السيدة الأولى، لكونها الشخصية الأكثر قبولا وأناقة ورشاقة وفهما ونجاحا فى عائلة ترامب ما يجعلها صورة مشرفة لوالدها سواء فى الداخل أو الخارج.