الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«ترامب» فى انتظار صورته على عملة

«ترامب» فى انتظار صورته على عملة
«ترامب» فى انتظار صورته على عملة


من الممكن أن تكون أمريكا سيدة العالم لو تخلت عن ثلاثة أشياء.. أولها أسلوب البلطجة الذى تمارسه على الكرة الأرضية لدرجة أنه أصبح منهج حياة تستخدم فيه سياسة القمع والقهر والتهديد تحت ستار وهمى اسمه الدفاع عن الحرية والديمقراطية من أجل «شفط» جيوب العرب وتحديداً دول الخليج بحجة استعدادها الدائم للدفاع عنهم حال تعرضهم لأى خطر، وهم أنفسهم الذين يصدرون  هذا الخطر لتظل آبار البترول والخزائن العربية ـــ التى نهبوها - مفتوحة لهم.
ثانيها إصرارها على إقران صورة الإرهاب بالإسلام وهو بريء منه، فى الوقت الذى تمارس هى فيه الإرهاب ــ على عينك يا تاجر- بشكل متبجح جعلها تصدق كذبتها بأن «القاعدة» صنيعتها هى الإرهاب الإسلامى و«طالبان» صنيعتها أيضاً هى الإرهاب الإسلامى وأخيراً «داعش» كذلك، تستخدم فى ذلك إعلامها الصهيونى الذى تتسلل من خلاله بهدوء تحت جلد شعوب العالم لإقناعهم بأن هذه الجماعات الإرهابية هى الإسلام والإسلام هو الإرهاب كحرب واضحة وصريحة منهم ضد الإسلام الذى يحيكون ضده المؤامرات المتلاحقة من أجل إثارة الفتن وإشعال الحروب فى العالم لترويج تجارتهم الأولى - السلاح ــ الذى يعد مصدر اقتصادهم الأول، الشيء الثالث فى منظومة السيادة الأمريكية هو محاباتها الشديدة للابن الضال المدلل «إسرائيل» وإن كانت الصورة المخفية الفعلية هى أن إسرائيل هى الأب والأم لأمريكا، وأن يهود صهيون هم المحرك الأول لآليات الصناعة والتجارة والاقتصاد الأمريكى، ولكن لأن آل صهيون بلا وطن وأمريكا دولة عظمى - بالأونطة طبعاً - فمنحت لنفسها صك الحماية لهم، كنوع من الفائدة المتبادلة!! هذه هى سياسة الدولة التى لايزيد عمرها على 300 عاماً والتى حكمها (44) رئيساً والـ (45) حصل مؤخراً على الرخصة الانتخابية لقيادة أمريكا.
اعتلاء دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهورى كرسى الرئاسة الأمريكية بعد فوزه على هيلارى كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطى بعد معركة انتخابية شرسة جعله يحتل رقم «45» بين حكام أمريكا الذين تصدرت قائمتهم جورج واشنطن «1789» م، ولينتظر تنصيبه فى العشرين من يناير «2017»  ليسكن البيت الأبيض رسمياً.
فهل ستحتفى بلاد «العم سام» بترامب كما احتفلت بأقرانه من الرؤساء السابقين من حيث إصدار عملات وميداليات وطوابع وساعات عليها صورهم؟! فمنذ بداية ظهور أمريكا على سطح الكرة الأرضية عام «1732» بعد إبادتها لأكثر من مليون و200 ألف من الهنود الحمر ـــ السكان الأصليين لأمريكا ـــ ومسح «28» مدينة لهم من أصل «30» من على وجه الأرض، وإحساس أمريكا المريض يصور لها دائماً بأن لا أحد يستحق العيش سواها، وأن الشعوب العربية تحديداً عنصر يجب أن يباد، وهو ما تحاول أن تفعله بنا الآن، الاحتفاء الأكبر الذى خصت به أمريكا حكامها الدمويين هو وضع صورهم على عملاتها سواء الورقية أو المعدنية «ذهب - فضة - نحاس- ألمونيوم» ،فنجد صورة «جورج واشنطن» أول رئيس أمريكى على الورقة من فئة «1» دولار وهو مصاص الدماء الذى أباد الهنود الحمر، وأقام دولته على أطلالهم وأشلائهم، كما احتفت أمريكا بإصدار طابع مذهب من عيار «24» عليه صورته، أما الورقة فئة «2» دولار فعليها صورة «توماس جيفرسون» الرئيس الثالث لأمريكا الذى تولى منصبه عام «1801م» وهو المخطط الأساسى لفكرة إزالة اليهود من على وجه الأرض عندما كان معاوناً قوياً لجورج واشنطن ومن المؤسسين للماسونية التى تعتبر العالم كله عرائس «ماريونت» تلاعبه بأصابعها من أجل تحقيق أغراضها الدنيئة! كما عرف عنه تحرشه بالنساء خاصة زوجات أصدقائه، وأنجب من بعضهن ولم يعترف بأولاده منهن!! ومن أقواله الشهيرة: «إن شجرة الحرية يجب أن تسقى من آن لآخر بالدماء لكى تظل منتعشة»، الورقة من فئة الـ «5» دولارات وضعت عليها صورة «إبراهام لينكولن» الرئيس السادس عشر لأمريكا «1861م» الذى سبح فى بحور دماء الهنود الحمر عندما شن عليهم حرباً أهلية بعد استقلالهم فى الجنوب عن الشمال وأمر أشرس قواته بتدمير قبائلهم تدميراً، وسجن «18» ألفاً من الشماليين المتعاطفين معهم، وأعاد ضم الجنوب إلى الشمال مرة أخرى، وقد اغتيل قبل مرور شهر من انتخابه فى فترة ولايته الثانية، كما أصيبت زوجته بالجنون، وبخلاف الورقة الدولارية وضعت صورة «لينكولن» على الكثير من التذكارات، سواء الميداليات أو الساعات، الورقة فئة الـ «10» دولارات هى الورقة الأولى المستثناة من كونها تحمل صورة لرئيس أمريكى، فهذه المرة حملت صورة أول وزير مالية أمريكى «ألكسندر هاملتون» شاذ السلوكيات، ولد سفاحاً لرجل أعمال اسكتلندى فاشل وهو ما سبب له عقدة طوال حياته ظهرت فى علاقاته سواء الأنثوية أو الذكورية على حد سواء!! كان مصيره القتل وهو نفس مصير ابنه، أما ابنته فكان مصيرها الجنون!
«الحمار» ــ هكذا ينادونه خصومه ــ إنه «أندرو جاكسون» الرئيس السابع لأمريكا «1829م»، والذى وضعت صورته على الورقة من فئة الـ«20» دولاراً، وهو مؤسس الحزب الديمقراطى الذى اتخذ «الحمار» شعاراً للحزب، لم تعرف أمريكا أشد منه دموية ضد الهنود الحمر، لدرجة أن الكونجرس الأمريكى نفسه أدان أفعاله الفظيعة ضدهم عام «1834م» كان يهوى التمثيل بجثثهم، لدرجة أنه شوهد فى حالة نشوى أثناء حضوره حفل ذبح وسلخ «800» من الأطفال والنساء!! ومن أقواله الشهيرة عن إبادة الهنود الحمر: «لا تتركوا كبيراً ولا صغيرا، فالقمل لا يفقس إلا من بيوض القمل»، فضائحه الجنسية متعددة منها ممارسة أمه للدعارة كمومس لدى الجيش البريطانى، وزواجه بامرأة وهى على ذمة زوجها، وتورطه مع زوجة ابنه فى علاقة جنسية!!
أما ورقة الـ«50» دولاراً فوضعت عليها صورة الرئيس الأمريكى الثامن عشر «بوليسيس جرانت» الذى تولى منصبه عام «1869م» قاد معارك شرسة ضد الهنود الحمر أيام الرئيس «إبراهام لينكولن»، حيث كان يحتل وقتها منصب قائد الجيش الأمريكى، الورقة الثانية المستثناة من وضع صورة أى رئيس أمريكى عليها، هى الورقة الأكثر تداولاً فى العالم كله الـ«100» دولار، والتى وضعت عليها صورة «بنجامين فرانكلين» أحد الآباء المؤسسين لأمريكا، وأحد مشرعى الدم من أجل بقاء أمريكا، وأحد أهم صناع الاستقلال وواضعى الدستور الأمريكيين، كان أداة لينة فى يد الماسونيين عندما كان سفيراً للمستعمرات الأمريكية فى بريطانيا، وانضم لمعبد «نار جهنم» الشيطانى الذى يتخذ من الأعضاء التناسلية والخمر شعاراً له، عثر بعد وفاته أسفل منزله على عشرات الجثث معظمها لصبية لا تتعدى أعمارهم العاشرة، إلا أن القضية أغلقت برمتها، والأكثر من ذلك أنهم خصصوا جائزة باسمه تمنح سنوياً فى مجال الخدمات الإنسانية!
رغم أن «جون كيندى» الرئيس رقم «35» فى قائمة حكام أمريكا والذى تولى منصبه عام «1961م»، إلا أنه يعد الأكثرة شهرة بين جميع الرؤساء، ورغم اغتياله عام «1963م»، إلا أن حجم التذكارات التى صنعت له تعد هى الأكثر على الإطلاق لأى حاكم أمريكى على المستوى المحلى، أما على المستوى العالمى فيحتل المرتبة الثانية بعد الزعيم المصرى «جمال عبدالناصر» الذى صنعت له تذكارات على مستوى العالم كله، «كيندى» هو آخر رئيس تصدر له عملة متداولة فضية من فئة النصف دولار، وذلك عام «1964» أى بعد اغتياله بشهور قليلة، بعدها أصبحت كل العملات المتداولة معدنية، أما الفضية فتذكارية فقط، فترة «أوباما» الرئيس رقم «44» لأمريكا كانت فترة باهتة ومشوبة بالحذر والقلق والتوتر والترقب على مستوى العالم كله، فلم يكن هناك مجال للاحتفاء به على مستوى التذكارات بالشكل القوى الذى بدأ به ولايته الأولى والتى كان خلالها محط اهتمام عالمى عربى قبل غربى، لتصور الناس أنه المنقذ للمنطقة العربية من ويلات خطر المؤامرات والمشاحنات والحروب التى تدار فيها، إلا أنه خيب ظنون الجميع، الحفاوة العربية وتحديداً المصرية التى كان يحظى بها «أوباما» فى بداية ولايته الأولى، وأثناء زيارته لمصر، جعلت السفارة الأمريكية تصمم له تمثالاً - أثناء زيارته الأولى لمصر - على شكل الخرطوش الفرعونى يحمل صورته على هيئة «توت عنخ آمون» وكتب تحتها باللغة الإنجليزية «أوباما توت عنخ آمون الجديد فى العالم»، كما صدر له ميدالية تذكارية بالمينا وفى الخلفية صورة أشبه بعلامة مائية لـ «كيندى» الذى كان يتبارك به «أوباما»، وهى من القطع النادرة، أما مجموعة الميداليات التى صممت لـ«فرانكلين روزفلت» الرئيس رقم «32» لأمريكا «1933م»، فتعد هى الأروع والأكبر حجماً، ومعظمها بالحفر البارز من البرونز الخالص. لم يكن لجورج بوش الأب، الرئيس رقم «41» الذى تولى منصبه عام «1989م» حظاً فى إصدار التذكارات مثلما حظى ابنه «جورج دبليو بوش» الرئيس رقم «43» بذلك والذى تولى منصبه عام «2001م» ساعد الابن سخونة الأحداث المتلاحقة التى شهدتها فترته والتى جاءت نتائجها لصالح بلاد «العم سام» رغم أن عواقبها كانت وخيمة على الوطن العربى وتحديداً بعد غزو العراق، حيث خلدوا ذكراه فى فترة ولايته الثانية بإصدار الميداليات والطوابع والساعات التى تحمل صورته مكافأة له، كما أن لـ«جورج دبليو بوش» تمثالاً بالحجم الطبيعى ضمن بقية «10» من حكام أمريكا، الأكثر شهرة والأكثر جدلاً فى متحف «مدام توسو» بنيويورك منهم «جون كيندى»، «جورج بوش» الأب، «رونالد ريجان»، «أوباما» وأخيراً  الوجه الجديد «ترامب» الذى تم تصنيع تمثاله خلال حملته الانتخابية.