الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عندما يلعب الكبار على جثث الصغار

عندما يلعب الكبار على جثث الصغار
عندما يلعب الكبار على جثث الصغار


تصويت مصر لصالح القرار الروسى فى مجلس الأمن بعدم توقف القذف على مدينة حلب بسوريا أقام الدنيا ولم يقعدها، كما أنه أثار انتقادات واسعة، خاصة أن التصويت كان على قرارين متضادين فى وقت واحد أحدهما من روسيا وعكسه تماماً من أمريكا وهو أول مرة يحدث فى عالم السياسة، وأعتقد أن السبب الرئيسى فى اتخاذ مصر لهذا الموقف - وعلى قدر فهمى للسياسة الدولية - أن الرئيس الروسى بوتين قرر مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية فى سوريا داعياً لتشكيل تحالف حقيقى «سورى، عراقى، إيرانى، روسى» بعد اتهامه الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب بتهمة تغذية الإرهاب، وأنا على يقين بأن روسيا لم تتخذ هذا القرار من أجل عيون سوريا أو بشار الأسد، فالتدخل الروسى فى سوريا هو تدخل استراتيجى أولاً وأخيراً حيث إنها تريد أن تستعيد دورها فى المنطقة بعد انهيار الاتحاد السوفيتى فى أوائل تسعينيات القرن الماضى، بينما أمريكا تنظر إلى المشهد فى سوريا فى غاية التعقيد وهو ما يريحها فى ظل الجمود الحالى لمختلف أزمات المنطقة - ومنها الأزمة السورية - فى وقت تبدو فيه غير مهتمة للوصول لحلول عاجلة للأزمة السورية، لأن هذه الدول الكبرى تعمل دائماً لمصالحها فقط دون اعتبار لأى شيء آخر، فجميع الأطراف الدولية المتداخلة فى سوريا الآن لا تريد انفراجاً للأزمة السورية بل تريد استمرار إشعال الحروب الأهلية ليس فى سوريا فقط ولكن فى منطقة الشرق الأوسط بأكملها - ما عدا إسرائيل، ولصالحها - وأصبحت الأراضى السورية هى ساحة التصارع والعراك الدولى قبل أن تكون ساحة عراك سياسى من أجل إرساء حلول سياسية للأزمة السورية، حلول تأخذ بعين الاعتبار مصالح وطموحات الشعب السورى، ومن الواضح أن الأمريكان مسرورون بالتدخل الروسى ويرون أنه فرصة لإشعال المنطقة أكثر وفى النهاية العرب - وعلى  رأسهم الشعب السورى - هم الذين يدفعون الثمن الأفدح لهذا الصراع، لذلك لابد من أن يفيق العرب والمسلمون فى المنطقة العربية بأسرها، ولا بد أن يعلم الجميع أن القرار المصرى عقب ثورة 30 يونيو صار مستقلاً ولا يخضع لإملاءات أى جهة أو دولة، وإنما يخضع قرارها وفقاً لإرادتها الحرة ومصالحها العليا.. وتحيا مصر .