السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

زفاف سعيد فى أعماق البحار!

زفاف سعيد فى أعماق البحار!
زفاف سعيد فى أعماق البحار!


أشياء كثيرة مجنونة ومختلفة يفكر فيها المقبلون على الزواج، فليلة الزفاف من أهم ليالى العمر بالنسبة لهم فيسعون بشتى الطرق لإضفاء حالة من التميز والتفرد على حفل الزفاف الخاص بهم، ويبدو أن حجز قاعة أفراح فاخرة وتوجيه دعوة للمعازيم بالملابس الرسمية، واختيار الفرقة التى تحيى الفرح والتفاصيل التى تجهد العروسين فى الترتيبات والدعوات أصبحت موضة قديمة ، وحلّ محلها احتفال جديد تحت الماء! فبعض العرسان قرروا اختيار المكان تحت سطح البحر وتحديدا مع الطبيعة الخلابة فى شرم الشيخ ودهب بالبحر الأحمر.

ورغم أن الأجانب كانوا من أوائل المتحمسين لهذا النوع المختلف من حفلات الزفاف فإنه سرعان ما بدأ العرسان المصريون فى التهافت على إقامة مثل هذه الاحتفالات الفريدة، فقد احتفل شاب مصرى وعروسه، بزواجهما تحت الماء، تحت الأعماق بمدينة شرم الشيخ الساحرة، وهما كريم ويسرا مراسلا قناة سى بى سى إكسترا الفضائية، وقام الزوجان بارتداء ملابس الزفاف الرسمية، وارتديا أيضاً الأدوات الخاصة بالغوص، وسط بالونات تحت الماء، وقاما بالرقص سوياً، والتجول لفترة، وحملت العروس «بوكيه» من الورود، فى مشهد لا يتكرر كثيراً فى حفلات الزفاف المصرية.
حيث أراد العروسان أن يكون حفل زفافهما غير تقليدى، لم يكن العريس من هواة الغوص فى الأساس ، وقال كريم إن الخروج عن المألوف نوع من التجديد، مضيفًا أنهما قد أقاما مراسم حفل زفافهما وسط الأهل والأصدقاء إرضاء للتقاليد العربية بالطريقة التقليدية ولكنهما قررا الاحتفال على طريقتهما الخاصة، وأكد كريم أن الذى ساعد فى هذه الفكرة الغطاس المصرى شحاتة حجاج، الشهير بـ«تيتو»، والذى سبق ونفذها فى ألمانيا عام 2010 ورحب كثيرا بالفكرة وجهز للحفل، وتوجهت الرحلة إلى جزر تيران، وأعرب العروسان عن سعادتهما لزفافهما بطريقة غير تقليدية، مؤكدين أن هذا الحفل سيظل عالقًا فى ذاكرتهما.
تكرار تقاليع الزواج يدل على نجاح «التقليعة» ورواجها، فبعد حفل الزفاف الأول فى أعماق البحر يجيء الحفل الثانى.
محمد الديب ضابط بالقوات المسلحة، ونورهان عمرو أبوجريشة، نجلة مدرب الغطس المحترف عمرو أبوجريشة، قررا مؤخرا أن يكون حفل زفافهما أيضا فى أعماق البحر، لم يكن العريس أيضا من هواة الغوص، لكن والد العروس، عمرو أبوجريشة، عمل على تدريبه قبل حفل الزفاف بأيام.
وبدأت مراسم «الزفة» على شواطئ دهب بارتداء العروس الفستان الأبيض وأدوات الغطس والعريس البدلة وبكرافتة «علم مصر» وارتدى العروسان ملابسهما كأن الحفل فى مكان عادى، ثم ودع العروسان المعازيم الذين لا يجيدون الغطس، وانطلقا إلى البحر حيث قام والد العروس والغطاسون بإعداد أريكة «كوشة» مثبتة بالأثقال تحت الماء، بالإضافة إلى نموذج لتورتة الزفاف، والتقاط الصور التذكارية للعروسين، وسط الأسماك الملونة التى تجمعت حولهما، وحقق الزفاف هذا وتقليعاته فى «دهب» متعة للجميع، فالكوشة فى قاع البحر والمعازيم بملابس البحر وأسطوانات الأكسجين، وأثنى المعازيم على فكرة الحفل خاصة أنها غير مكلفة ولا تتطلب تكاليف باهظة مثل الحفلات التقليدية، بينما رأى آخرون أنها فكرة مجنونة للغاية وصعبة التنفيذ لغير محترفى الغطس، وقال عمرو أبوجريشة إن هدف العروسين من هذا هو إقامة حفل غير تقليدى وغير مكلف.
لم تسلم صور الزفاف التى تعد من أجمل الذكريات لدى العروسين من التطوير لملاءمة الصيحة المائية الجديدة، ولأن الشيء لزوم الشيء فقد ظهر فى الآونة الأخيرة مصورون يتفننون فى التقاط صور هذه المناسبة السعيدة تحت الماء، بدلا من الاكتفاء بالصور الرسمية والتقليدية لحفلات الزفاف، التى كان يقف فيها العروسان بعضهما بجوار بعض، أو تلك التى كانت تجلس فيها العروس ويقف خلفها العريس.
اليوم أصبحت صور الزفاف مفعمة بالحركة وفياضة بالمشاعر، وتحتوى على الكثير من اللقطات الدرامية والكوميدية والمجنونة أحيانا، والطريف أن هذه الموضة اكتسحت عالم صورة الزفاف العتيدة، فبعد أن كانت ترتدى العروس فستانها وتنتهى من كامل زينتها، وبعد أن يتأنق العريس بالبدلة، بدأ الاثنان ينزلان تحت الماء لتصويرهما صورة العمر.
وتصوير صور «بورتريه» تحت الماء معروف ومنتشر فى الخارج وفى مصر حاليا، لكن فى البداية لم يكن تقبل الفكرة أمرا سهلا على  العروسين أو على الأهل، حتى تحمس البعض للتجربة.
صور الزفاف تلتقط للعروسين، عادة، قبل حفل الزفاف مباشرة. ولذا فإن أول سؤال يتبادر إلى ذهن كل من يشاهد صور العروسين بملابس الزفاف تحت الماء، هو كيف حضر العروسان الفرح بعد ذلك؟ هذه الصور يتم التقاطها قبل حفل الزفاف بعشرة أيام، وفستان الزفاف الذى ارتدته العروس ليس الفستان الذى ارتدته فى الفرح، وإنما فستان كانت قد استأجرته من أجل التصوير، والشيء نفسه ينطبق على بدلة العريس.
وعن ماكياج العروس وتسريحة شعرها اللذين لم يتأثرا بالماء، يتم الاستعانة بخبير تجميل أشهرهم محمد عبدالحميد، وهو يتولى استخدام مستحضرات تجميل مضادة للماء، ولذا لا يتأثر ماكياج العروس، بل وتظهر فى أبهى جمالها  فى الصور، أما عن تسريحة الشعر فيقوم مصفف الشعر الشهير «ماس» بلم الشعر كله بطريقة أنيقة ووضع مثبتات للشعر كى لا يظهر الشعر مبلولا.
أما عندما يقرر عروسان إجراء مراسم زفافهما تحت الماء يتم إعداد فستان زفاف وبدلة عرس تصلح لحمل أسطوانات الأكسجين ويؤدى كبير الغواصين دور المأذون ويحضر معه قلما وورقا خاصين ضد الماء وشهودا ومصورين ويتم عمل كوشة بالورود حول العروسين ولافتة بها اسم العروسين ومبروك الزواج.
ومن أسرار التصوير تحت الماء، يتم تصوير بعض الصور فى حمام سباحة خاص بأحد الفنادق، وتستغرق عملية التصوير وقتا طويلا نسبيا فكثير من الصور تتلف قبل أن ينجح المصور فى التقاط صور سليمة تظهر حركات الجسم وتعبيرات الوجه.
وعن أكبر صعوبات التصوير تحت الماء هو الحفاظ على التوازن فهو أصعب شيء فى العملية، سواء كان توازن المصوِّر أو توازن المصوَّرين، وهناك أيضا التحكم بحركات الجسم وتعابير الوجه، وفتح العينين والفم، والحفاظ على التنفس تحت الماء، وطريقة نزول العروسين تحت الماء كى لا ترتفع ملابسهما لأعلى، كل هذا يأخذ وقتا طويلا، وتكرار الصورة أكثر من مرة حتى تظهر بالشكل المثالى.
ويؤكد كبير الغواصين فى مدينة شرم الشيخ أن حفلات الزفاف تحت الماء التى ابتكرتها شركات الغوص مؤخرا وتماشيا مع الموضة السائدة فى العالم حاليا قد ساعدت فى تنشيط السياحة، وأنه بالتعاون مع باقى الغواصين  وعددهم نحو 3 آلاف غواص  بإجمالى 6 آلاف غواص فى جميع أنحاء الجمهورية والقائمين على الحفلات يحاولون الابتكار والتجديد وإضافة بعض الإثارة لتحقيق أكبر قدر من الإمتاع للأفواج السياحية فى محاولة لتنشيط السياحة التى تواجه تحديات كثيرة ناجمة عن أزمات متكررة وأحداث كثيرة، فبعد أن بدأت التعافى عقب ثورة 30 يونيو جاء حادث الطائرة الروسية ووقف الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ ليعيد الأزمة من جديد، فلقد كان من النادر أن يطرأ على أذهان  المصريين والعرب على وجه الخصوص إقامة حفل تحت الماء بمساعدة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة  لكن الآن أصبح الأمر مختلفا.
 لقد تحققت أمنية الزفاف تحت الماء لعدد كبير من السائحين الذين ينظمون تحت الأعماق وبجوار الشعاب المرجانية النادرة وقفات تضامنية فى قضايا تدعم الإنسانية مثلما شارك غواصون وسياح أجانب المصريين  وقت الاحتفال بقناة السويس الجديدة.
الجميع هنا فى شرم الشيخ لديه يقين أن الأحوال ستتحسن فى القريب العاجل فى تلك البقعة التى تعد من أجمل بقاع الأرض غنى بالطبيعة المائية الساحرة.