الخميس 19 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

اللواء طلعت موسى: نريد عدالة اجتماعية

اللواء طلعت موسى: نريد عدالة اجتماعية
اللواء طلعت موسى: نريد عدالة اجتماعية


مصر عانت من فساد متراكم لمدة 40 عامًا ساعد على انتشار الإرهاب والحل فى الاهتمام بالتعليم والقضاء على العشوائيات التى تحتاج إلى تكاتف كل الوزراء، هكذا تحدث اللواء أركان حرب طلعت موسى خبير الاستراتيجية والأمن القومية، بكلية الدفاع الوطنى فى أكاديمية ناصر العسكرية العليا لـ«روزاليوسف» وأوضح أن الإرهاب الذى تعانى منه مصر يأتى جزء منه من جماعة الإخوان وهناك إرهاب خارجى نتعرض له بمؤامرة دولية من الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وقطر الذين يحاولون إسقاط مصر.

> وماذا عن التهديدات الخارجية؟
- يأتى فى مقدمتها ما تفعله «الولايات المتحدة الأمريكية»، التى تدعم العناصر الإرهابية، لكى تنفذ مخطط تقسيم الدول العربية إلى دويلات، من أجل هيمنة إسرائيل على المنطقة، فهى ترى أنه لا يجب أن يكون بجانب إسرائيل التى تبلغ مساحتها 20 كيلومترًا مربعًا، كيانات كبرى، مثل: مصر والمملكة العربية السعودية.
>كيف؟
تستخدم فى ذلك سياسة القوة الناعمة، أى التأثير علينا من النواحى السياسية، الاجتماعية، والثقافية، وتفتيت المجتمع من الداخل، واقتصاديًا يضيقون الخناق على مصر بكل الوسائل الممكنة.
ولا ننسى أن الولايات المتحدة داعمة للإرهاب بشكل عام فى المنطقة، فهى التى أقامت تكتلاً من 40 دولة للقضاء على تنظيم «داعش» الإرهابى فى «العراق»، ومع ذلك امتد داعش من العراق إلى «سوريا»، وزاد عددهم، حسب تقديرات الـCIA  من 33 ألفًا و500 فرد، إلى أكثر من 90 ألف فرد، بالإضافة إلى زعمهم أن الطائرات الأمريكية أسقطت بالخطأ مساعدات طبية، ومؤنًا، وأسلحة وذخائر على تجمعات داعش.
فى المركز الثانى «تركيا»، فهى فاتحة ذراعيها للجماعات الإرهابية، وتحتضن الإرهابيين الهاربين من جماعة الإخوان، وتستقطب متطوعى داعش من الدول الأوروبية، وتعالج جرحاهم فى مستشفياتها، ويُعقد فيها مؤتمرات التنظيم الدولى للإخوان من أجل التخطيط للقيام بعمليات إرهابية داخل مصر.
وإيران تأتى بعد ذلك بشكل غير مباشر، فهى ترسل المتمردين من الحرس الثورى، ليدربوا الجهاديين من حركة «حماس»، الذين يشكلون مصدرًا من مصادر الإرهاب الخارجى على مصر.
ويتم دفع إرهابيى حركة حماس عبر الأنفاق التى كلما أغلقنا منها واحدًا، ينشئون آخر.
قطر أيضًا هى الممول للعناصر الإرهابية، وتعد مصدر خطر جداً بسبب المعونات المادية.
وهناك التنظيم الدولى للإخوان الذى يملك أموالاً كثيرة تأتى على هيئة زكاة، والاشتراكات الشهرية لأعضاء التنظيم نفسه من من 73 دولة مختلفة.
> وسبب الإرهاب الذى نعانيه؟
- صراع جماعة الإخوان الذى تترجمه بالإرهاب، بالإضافة إلى عامل آخر هو بطالة الشباب الذين عندما يكونون بلا عمل يكون من السهل أن ينحرفوا وأن يكونوا متطرفين دينيًا، أو يتجهوا إلى طريق المخدرات، لأنهم عاطلون.
البطالة تعتبر إحدى الأوراق التى تلعب بها الجماعات الإرهابية، فمن هذا الطريق تجد سبيلها فى استقطاب الشباب.
التعليم أيضًا مشكلة المشاكل، لأنه الأساس، فيجب علينا محو الأمية، وليست الأمية التعليمية، بل الدينية والفكرية، والثقافية، الإعلامية، والعلمية. ومطلوب ثورة شاملة للتعليم، فيجب علينا تدريس التخطيط الاستراتيجى للدولة.
ثم نأتى لتحدى الصحة، فحالة الصحة ليست جيدة على الإطلاق، فالأمراض متفشية فى جسد الشعب المصرى، وهذا من شأنه أن يؤثر على قدرة الشعب فى العطاء.
بالإضافة الى انتشار الفساد، فقد أصبح فى قمة شراسته خلال الـ 40 عامًا الماضية، نتيجة لعدم محاسبة المسئولين الكبار، وللحقيقة لا يزال هذا الأمر مستمرًا.
وبمنطق تبادل المصالح الخاصة داخل القطاعات الفاسدة تواجدت شبكات فساد عنكبوتية متتالية، أى نشأ تحت الشبكة الأولى من الفساد، شبكة ثانية تتكون على سبيل المثال من السكرتارية، والأمناء، وشبكة ثالثة لرؤساء الهيئات والقطاعات، تحتها رؤساء الأفرع، ثم الُشعب، ثم الأقسام وهكذا أصبحت كلها منظومة من الفساد.
وأرى أن ولى الأمر يريد واسطة لدخول ابنه المدرسة، رغم أن هذا حقه الطبيعى أصبح الناس يريدون أى شيء بدون جهد وكله بالمحسوبية، ومن يريد دخول الجيش يريد واسطة ليتم تسكينه فى منطقة جيدة، نريد عدالة اجتماعية.
ولدينا قنابل موقوتة يجب أن نحذرها، منها العشوائيات وأطفال الشوارع.
> والحل؟
- الرئيس السيسى نظر للبسطاء والعشوائيات، وكلف وزير الإسكان بالتصرف، وبالفعل كانت أولى التحركات فى الدويقة.
ومعالجة قضية العشوائيات ليست فى توفير السكن فقط، إنما يجب وضع خطة قومية لمواجهة ذلك فى جميع المناطق، وتشترك فيها جميع مؤسسات الدولة لأنها مشكلة قومية فكما تحاول الـ33 وزارة مواجهة تهديد الإرهاب، يجب عليهم حل قضية العشوائيات.
> وما الذى يمنع الوزارات من القيام بذلك؟
- أغلب الوزراء لم يدرسوا التخطيط الاستراتيجى، وفاقد الشيء لا يعطيه فهم يتعاملون بمنطق إدارة الأشخاص وليس إدارة مؤسسات دولة ويجب أن يُعاد تأهيلهم من خلال دورات تأهيلية، ويتعلمون كيفية التنسيق مع الوزارات الأخرى، فغياب التنسيق أحد العيوب التى نعانى منها.
> هل من حل أزمة البطالة فى الوقت الذى أصبح موظفو الدولة فى تهديد دائم بالاستغناء عنهم؟
- نحن الآن فى مرحلة انتقالية، والمشروعات العملاقة الاقتصادية والتى حتمًا سنجنى ثمارها، لكن ليس فى التو واللحظة، ستواجه تلك المشكلة.
> لماذا يدفع الشعب ثمن فساد نظام سابق لم يحاسب فى الأصل على فساده؟
- لا يجب أن ننظر للوراء وعلينا بدفع أنفسنا للأمام، فالأمر ليس ثأرًا وانتقامًا، فالإجراءات القانونية تتخذ كما يجب.
> كيف يؤثر وضعنا الداخلى لمصر على علاقاتنا بالدول الأخرى؟
- الوضع الداخلى يتطلب التماسك، وأن يكون الجميع على قلب رجل واحد، وليس أمامنا خيار آخر، ومن الضرورى أن نتحد لمواجهة تلك التهديدات، فكلما تماسكت الدولة داخلياً كلما كانت إمكانياتها فى اتساع النفوذ الخارجى يتنامى، والدليل على هذا أن العام الذى حكم فيه «محمد مرسى»، سقطت الدولة حتى وصلت إلى مستوى الدولة الفاشلة، ومصطلح الدولة الفاشلة يعنى أنها لا تستطيع أن تفى بالتزاماتها تجاه الدول الأخرى، وخلال تلك الفترة البنك الدولى نصح الدول 6 مرات بعدم التعامل مع مصر.
الآن مصر قفزت من حافة الدولة الفاشلة، إلى مستوى آخر وتم اختيار مصر لتكون رئيس مكافحة الإرهاب فى العالم. وأصبحت أيضًا رئيس لجنة السلم والأمن الأفريقى وتحقق كل هذا بسبب تماسك الجبهة الداخلية المصرى.
وفى زيارة الرئيس الأخيرة لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، طلب كل من المرشحين الأمريكيين الديمقراطى والجمهورى، مقابلة السيسى وكل هذا تأثير الوضع الداخلى على العلاقات الخارجية، لكن المحزن حدوث عمليات إرهابية فى أى دولة تتعاون مع مصر.
>بما تدلل على ذلك؟
- مصر خرجت من تحت طوع القرار الأمريكى فى العديد من الأمور، ونوعت مصادر تسليحها، وأصبحت لا تسمع لأى مطلب أمريكى من شأنه المساس بالسيادة المصرية، وانفتحت على الكثير من دول العالم فى شتى المجالات، وفى المقابل رحبت تلك الدول بالتعاون مع مصر لتقف مرة أخرى ومن هنا قررت الولايات المتحدة أن تفسد العلاقات بين مصر وكل من يتعاون معها، حتى تنعزل مصر مرة أخرى، وتصبح غير قادرة على القيام بمسئوليات النهضة التنموية الشاملة، وتسقط.
> هل من أمثلة؟
- الولايات المتحدة خفضت سعر برميل البترول الذى يعتبر المصدر الرئيسى للدخل السعودى، بعد أن قررت السعودية إعطاء مصر معونات ضخمة، ولأول مرة نرى السعودية تأخذ من احتياطى النفط المركزى. وتم خفض الدخل القومى السعودى بنسبة الثلثين، وبالتالى ستقل المساعدات المقدمة لنا.
ومن المؤامرات علينا ضرب السياحة التى تمثل دخلاً رئيسيًا لمصر، من خلال ضرب الطائرة الروسية، فكانت مصر تستقبل 13 مليونًا ونصف المليون سائح روسى سنوياً. بالإضافة إلى ضرب علاقتنا المتنامية مع إيطاليا، بقضية «ريجيني».
والآن يحاولون الإساءة لسمعة التصدير المصرى، من خلال إشاعة أن البطاطس وبعض الخضروات بها آفة، وكذلك شائعات البطاطس بجانب شراء تحويلات العملة الصعبة للعاملين بالخارج، التى تعد مصدر دخل أساسيًا، فهى حرب شرسة لعزل مصر.
> بما ترد على عدم رضا البعض على تدخل القوات المسلحة فى حل المشاكل الاقتصادية؟
- المادة 200 من الدستور تقول إن القوات المسلحة ملك للشعب، أى تنفذ إرادته، مهمتها فى المقام الأول حماية حدود الدولة، وضمان أمنها، وسلامة أراضيها.
والمقصود من كلمة (أمنها)، أى الأمن القومى، وعناصر الأمن القومى، هى «السياسة، والاقتصاد، والأمن العسكرى، والاجتماعى، والثقافى، والإعلامى، والتكنولوجى، والبيئي»، وكل ما يؤثر على الدولة، أو الشعب بالسلب فى تلك العناصر، فإنه يدخل فى إطار عمل وحماية الأمن القومى لمصر كما ينص الدستور.
وأى قصور يؤثر على أى عنصر من تلك العناصر، مرة أخرى بعد حماية حدود الدولة فى المقام الأول، فتساعد القوات المسلحة بما تملكه من إمكانيات وانضباط والتزام وعلم وثقة تدخل لحماية الشعب من التهديدات.
مثل قضية رغيف العيش، فكنا دائماً نرى طوابير طويلة للحصول على العيش، فتصرفت القوات المسلحة، وأنتجت مخابز متنقلة توزع العيش. والأمر نفسه فى أزمة اللحوم، وتدخل القوات المسلحة فى أزمة الألبان كان من أجل رفع المعاناة عن كاهل المواطن.>