الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بيريز.. ماسح حذاء «جمعة الشوان»

بيريز.. ماسح حذاء «جمعة الشوان»
بيريز.. ماسح حذاء «جمعة الشوان»


لا أحد يعرف مدى حدود الصداقة التى تربط الرئيس مبارك بشيمون بيريز رجل السياسة البولندى الأصل الذى أصيب مؤخرا بجلطة فى المخ، ويشخص الأطباء أن حالته خطيرة. هذه الصداقة التى تعرفها الدوائر المقربة من الشخصين والتى تظهر فى المواقف الإنسانية وتمثلت وقت جنازة إسحق رابين وعند وفاة سونيا زوجته، حيث ذكرت صحيفتا يديعوت أحرونوت ومعاريف، والقناة العاشرة الإسرائيلية،وقتها أن الرئيس مبارك أعرب لنظيره الإسرائيلى عن خالص تعازيه فى وفاة زوجته سونيا بيريز، وأبلغه مبارك أنه يقدر مشاعر الحزن والألم الذى يسيطر عليه إثر وفاة زوجته.. التى قال إنه يعلم أنها عاشقة لمصر. حيث كان بيريز قد أخبر الرئيس مبارك فى لقاء معه، أن زوجته الراحلة سونيا، كانت مولعة بمصر وتعشقها بشكل خالص، لهذا كانت تصر على زيارتها بشكل منتظم كل ما تتاح لها الفرصة، وكانت تشعر بسعادة بالغة خلال زياراتها المتكررة لمصر، هذا بجانب أنها كانت من أشد المؤيدين لعملية السلام مع مصر، قبل توقيع اتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب عام 1978 وهذا لإيمانها بأن مصر «الجارة الأصيلة» لدولة إسرائيل.
وبيريز هو أحد مهندسى اتفاقات أوسلو التى وقعت العام 1993 وحاز جائزة نوبل للسلام فى 1994 مع رئيس الوزراء الإسرائيلى الراحل إسحق رابين والرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات وهى تلك الجائزة التى رغب مبارك بشدة فى الحصول عليها تتويجا لجهوده فى عملية السلام لعقود طويلة تلك الجهود التى قال عنها بيريز عند تنحيه: لقد كان عنيدا جدا لكن الشيء الذى لا تنساه إسرائيل لمبارك هو تفانيه فى دفع عملية السلام.
وبالرغم من الصورة الذهنية الشهيرة عن شيمون بيريز بأنه صانع للسلام، فإن شهرته داخل إسرائيل كقائد لمذبحة قانا ورئيس للموساد وكذلك كمهندس للبرنامج النووى الإسرائيلى واسعة، فقد كان له دور كبير فى بناء مفاعل ديمونة حيث ساعده على ذلك الحكومة الفرنسية ونجح فى الحصول على المقاتلة «ميراج 3» التى استخدمت فى معظم الحروب بعد ذلك وكان شمعون من العناصر المهمة فى الهجوم على مصر فى أكتوبر 1956 ضمن العدوان الثلاثى الذى ضم إسرائيل وإنجلترا وفرنسا.
ورغم الهدوء البادى فى شخصية بيريز والتى يظهر بها إلا أنه معروف عنه أنه رجل عنيد مثل مبارك فبعد انتفاضة الأقصى كان المسئول الإسرائيلى الذى ظل على صلة بياسر عرفات كما كان يصنع أى شيء فى سبيل أهدافه منها تنكره فى أكثر من شخصية والاستعانة بماكيير محترف وهو ما قام به بالفعل لمقابلة الملك حسين أثناء مفاوضات السلام ووصل الأمر إلى حد تلميع حذاء أحمد الهوان «الشهير بجمعة الشوان».
تلك الواقعة رواها البطل المصرى أحمد الهوان فى مذكراته حيث قال إن بيريز قام بتلميع حذائه فى إحدى المرات عندما التقيا فى تل أبيب قبل عودته لمصر، حيث كشف أنه فى آخر مرة سافر فيها إلى إسرائيل، بصفته «جاسوس» لإحضار جهاز الإرسال، الذى يرسل الرسالة من القاهرة إلى تل أبيب خلال 6 دقائق، أنه زاره ليلة عودته إلى القاهرة شيمون بيريز، وكان فى ذلك الوقت أحد قيادات جهاز الموساد، وتربطه بأحمد الهوان صداقة وطيدة، مضيفًا أن بيريز قال للهوان، عندما رأى الجهاز مخبأ تحت شعيرات فرشاة أحذية جديدة: «مين الحمار اللى وضع الجهاز هكذا»، فرد عليه الهوان: «حمار من عندكم»، وضحك الاثنان، ثم أخذ شيمون بيريز بعض «الورنيش» ووضعه على الفرشاة، وقام بتلميع حذاء الهوان قائلا: «هكذا تبدو الفرشاة مستعملة، ولا يشك فيك مأمور الجمارك بالقاهرة لأن مفيش حد بيشترى فرشة جزم جديدة من أوروبا ويحملها إلى مصر»!
ورغم صداقته بمبارك إلا أنها لم تمنعه من إبداء إعجابه بمرسى العياط الذى أكد أنه رئيس من طراز رفيع!
أما آخر نشاطاته قبل الإصابة بجلطة فى المخ كان ما صرح به فى مؤتمر مكافحة الإرهاب فى هرتزيليا 2014 حيث فضح شيمون بيريز خطط الاحتلال الناعم لمصر فقال: نصحنا المصريين ألا يحاربوا أثيوبيا من أجل منع بناء السد. الحرب مكلفة للغاية، عرضنا على المصريين خبرتنا فى التعامل مع الموارد المائية التى تستطيع مضاعفة كفاءة مياه النيل خمسة أضعاف وأن نخلق من النهر ثلاثة أنهار، إن حرفتنا هى أخذ قطرة واحدة وتحويلها إلى 4 قطرات وهذا ليس مكلفا جدا إذا قدمت العلم فأنت تملك كل شيء إسرائيل لم تزد مساحتها لكنها زادت من محاصيلها، النيل نقصت مياهه 10% بينما زاد عدد سكان مصر 5 أضعاف ولا يدرون ماذا يفعلون والآن أثيوبيا تبنى سدا لأنهم يريدون الحصول على مياه النيل الأزرق وهو ملك أثيوبيا إذا تحرّج النظام فى مصر من مساعدتنا المباشرة له باعتبارنا إسرائيليين أعلم أنه فى مصر إيجابية أكثر تجاهنا أنهم يريدون التعلم منا لكنهم قالوا إنهم محرجون من طلب المعونة قلنا لهم، نستطيع التدخل من الباطن من خلال أى شركة متعددة الجنسيات الشركات العالمية ليس لها إعلام إذا أرادت شركة أن تعمل فى مصر، بل تستطيع أن تندمج فى شركة عالمية وبعضهم مندمجون بالفعل وبما أننا متميزون فى بعض الفروع فالشركات مهتمة بما نقدم بغض النظر عن جنسيتنا فلا يجب أن ترفع علما إسرائيليا لدينا خبرة فى زرع الصحراء ومكافحة الجوع ولدينا برنامج «الغذاء مقابل السلام».
إسرائيل متميزة بجنودها الذين يعرفون كيف يدافعون عنها وبالعلم الذى يصنع كل شيء نحن نحتاج مقاتلين وأيضا أطباء ومهندسين، وأن القوة المسلحة تستطيع احتلال المزيد من الأراضى بينما القوة العلمية تتيح لك أكثر من ذلك بكثير. يذكر أن إسرائيل لها علاقات اقتصادية وسياسية وزراعية قوية مع إثيوبيا وهى أحد أكبر المساهمين فى مشروع سد النهضة! 