الخميس 27 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عنتيل دمياط.. «فضيلته أزهرى»

عنتيل دمياط.. «فضيلته أزهرى»
عنتيل دمياط.. «فضيلته أزهرى»


«أنا محبوس لواحدى ليه؟.. الستات هما اللى كانوا بييجوا بمزاجهم، أنا مضربتش حد على إيده، إذا كنت متهم فمش هاروح لواحدي، هاخد معايا ناس كتير، وهافضح بنات من عائلات كبري».
هكذا تحدث حمدى محمد كمال، آخر العنقود فى سلسلة العناتيل، أمام رئيس نيابة دمياط لدى نظر الأخير قضيته. المتهم الذى يخضع للتحقيقات أمام النيابة حاليا، هو خريج كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، ويبلغ من العمر 36 عاما، لكنه عاطل، وهو من أبناء مدينة الروضة، وكان يمارس أعماله الإجرامية خارج حدود مدينته، وبدأ نشاطه الإجرامى بإنشاء عدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» منها «الوردة البيضا والواد الشقى والجنينة الحمراء وساعة اللقا- وصفحة أخرى تحمل اسم إسلام»، وهى صفحات يتم استخدامها فى تنفيذ أغراضه الإجرامية بالتعرف على الفتيات والسيدات وإقامة علاقة معهن ثم ابتزازهن تحت التهديد ومطالبة بعضهن بممارسة الرذيلة مع أصدقائه.
سقوط المتهم حدث بمحض الصدفة، فقد سعى إلى ابتزاز سيدة تبلغ من العمر 42 عامًا، وهددها بنشر صور لها، كان حصل عليها إذ أرسلتها له فى محادثة «شات» عبر أحد المواقع، لكنها رفضت الرضوخ له، وأخبرت ذويها الذين قرروا الانتقام من المجرم الذى يعبث بشرف ابنتهن، فاستدرجوه إلى حيث تمكنوا من إحكام قبضتهم عليه، ثم سلموه إلى الشرطة، لتتكشف الخيوط وتتضح معالم جريمة من تفاصيلها أن المتهم يدير شبكة من عدد من الجناة لاستدراج الفتيات والسيدات بعد التغرير بهن لأعمال منافية للآداب العامة.
فى التفاصيل أن مواقع التواصل الاجتماعى وصحفًا ورقية وإلكترونية، تداولت خلال الأسبوع الماضي، قضية «عنتيل دمياط» الجديد، وقالت إنه أوقع عديدا من النساء ضحايا، عبر استدراجهن بواسطة موقع إلكترونى أسسه لتصويرهن فى أوضاع مخلة، ومن ثم ابتزازهن للعمل فى الدعارة واستقطاب أخريات لتكوين شبكة تحترف الرذيلة.
لكن مديرية أمن دمياط من جانبها قللت من «حجم الكارثة» وقالت إن الواقعة لا تتعدى ضحية واحدة وتعود أحداثها إلى قيام المتهم «حمدى محمد كامل التمامى» البالغ من العمر 36 عاما والمقيم بمدينة الروضة مركز فارسكور بالتعرف على السيدة «هـ ط أ» والبالغة من العمر 42 عاما والمقيمة بمدينة دمياط من خلال شبكة التواصل الاجتماعى وتمكن من خلال تلك العلاقة من الحصول على بعض الصور لها وعقب ذلك حاول ابتزازها لإقامة علاقة جنسية معها إلا أنها رفضت فطلب منها 20 ألف جنيه مقابل عدم نشر صورها، فرفضت الابتزاز وأبلغت أهلها الذين استدرجوه ثم سلموه لمركز شرطة دمياط حيث تحرر المحضر وبدأت التحقيقات.
أيما يكون من شأن البيان، فإن النيابة العامة باشرت التحقيق على مدار سبعة أيام متواصلة تم خلالها التحفظ على موبايل ولاب توب المتهم وتفريغ محتوياتهما لرصد بعض الصور ومقاطع الفيديو والتعرف على أصدقاء المتهم وأسلوب تعاملهم وأمرت النيابة بحبسه أربعة أيام ثم قررت التجديد أسبوعا.
ومن خلال التحريات، تبين أن المتهم قام بتزوير كارنيهات لضباط شرطة وطيارين، وقام من خلال الهويات المزورة بالتعارف مع الفتيات بالكلام المعسول والحصول على صور منهن واختراق حساباتهن، كما عثر بحوزته على قرابة 80 مقطع فيديو جنسى لسيدات من بينهن طالبات فى كليات التربية والتربية والنوعية والآداب بجامعة دمياط، بالإضافة إلى مدرسات وطالبات فى المرحلة الثانوية، وعاملات فى محال لبيع الملابس، وقررت النيابة تفريغ مقاطع الفيديو.
كما أمرت النيابة بسرعة ضبط كل من المدعوة «نجوى وأمنية وأمانى وهدى وأشرقت وجهاد وميساء وزينب ومها وسارة»، لقيامهن بمساعدة بعض المتهمين فى القضية بطريق الابتزاز لدفع مبالغ مالية وتسهيل ممارسة الفجور، كما أمرت النيابة العامة بسرعة تحليل الفيديوهات الخاصة بواقعة القضية.
قرارات النيابة تنفى إذن مقولة مديرية الأمن، فهذا العدد من المتهمين، والحديث عن عمليات ابتزاز و«تسهيل ممارسة الفجور» يرجح وجود شبكة منظمة لممارسة الدعارة والابتزاز معًا.
ما يعزز الفرضية أيضا أن المستشار ناجى أبورية وكيل النائب العام بدمياط أمر بحبس فتاتين لهما فيديوهات جنسية مرتبطة بقضية عنتيل دمياط.
وكشف مصدر وثيق الصلة بالتحقيقات عن أن المتهم تورط فى تكوين تشكيل عصابى من 40 شخصا للابتزاز وممارسة الرذيلة واستغلوا أصحاب محلات ملابس فى تصوير الفتيات والسيدات بغرف البروفة واستولوا على 200 ألف جنيه من 78 ضحية، وكلفت النيابة القرية الذكية بالتعرف على أصحاب أرقام الهواتف المضبوطة على «لاب توب» المتهم.
كما كشفت التحقيقات عن استخدام المتهم مجموعة من الأسماء الوهمية لاستقطاب السيدات والفتيات، وعقب انتهاء التحقيقات، قرر المستشار ناجى أبورية وكيل النائب العام لنيابات دمياط، مخاطبة الإدارة العامة لمباحث الآداب لإعداد 120 كارتة معلومات آداب عن الأشخاص الوارد صورهم وبياناتهم فى قضية «عنتيل دمياط».
أظهر تحليل البيانات على هاتف و«لاب توب» المتهم وجود صور فوتوغرافية لـ12 سيدة، يستخدمها المتهم فى أعماله الإجرامية، سواء ما يتعلق بالابتزاز أو الدعارة.
كما أثبتت التحقيقات أن المتهم شريك مع 18 شابا آخرين فى شبكة الابتزاز وممارسة الأعمال المنافية للآداب قاموا بالاستعانة بـ22 فتاة وسيدة لتنفيذ أغراضهم الإجرامية.
وتبين أنه قام بملاحقة واستدراج بعض الفتيات والسيدات وربات البيوت، وطالبات بكليات جامعة دمياط، وطالبات بمراحل التعليم المختلفة، هو وأصدقاؤه، منذ أكثر من ثلاث سنوات تحت مسميات كثيرة.
وجاء فى التحقيقات، أن المتهمين تحصلوا على مبالغ مالية تقدر بـ200 ألف جنيه، بعدما وصل عدد ضحاياهم إلى 78 سيدة وفتاة، بصور وفيديوهات جنسية بكاميرات ليلية مثبتة بمحلات باستخدام كاميرات التليفونات، واستخدام فتيات لتسهيل اصطياد أخريات من الفتيات من مراكز «فارسكور وكفر سعد ودمياط ورأس البر»، بينهن مدرسات وموظفات.
ويواجه المتهم عدة تهم منها الابتزاز والنصب وممارسة أعمال منافية للآداب مع قاصر.
وكشفت الفيديوهات التى فحصتها النيابة العامة، أن المتهم وآخرين استغلوا محل ملابس شهير بالسوق التجارية فى دمياط لتصوير الضحايا داخل غرفة البروفة، ثم محاولة التعرف عليهن ومراودتهن وإجبارهن على الرذيلة، ثم محاولة استدراجهن لجلسات تعاطى مخدرات وتصويرها، ثم اصطحابهن لإحدى الشقق برأس البر، وشقة أخرى بدمياط الجديدة لممارسة الرذيلة.
كما كشفت التحقيقات عن ابتزاز المتهم وشركائه للضحايا بطلب مبالغ مالية بلغت 70 ألف جنيه من إحدى المدرسات.
واستقبلت نيابة مركز دمياط 5 ضحايا، لسماع أقولهن بعد أن تابعن أخبار قضية العنتيل منشورة على المواقع الإخبارية، ومن المتوقع استكمال باقى إجراءات التحقيق لسماع أقول جميع الضحايا، مع التحفظ على المتهم الذى يواجه عدة قضايا حسب ما تنتهى إليه تحقيقات النيابة العامة من بينها الابتزاز وممارسة الرذيلة وتعاطى المخدرات.
وتمكن رجال وحدة مباحث مكافحة جرائم الإنترنت ومكافحة المعلومات بمديرية أمن الدقهلية، وبالاشتراك مع مباحث دمياط، بقيادة النقيب أحمد موسي، والنقيب عاصم همام، من ضبط شخص من مدينة الروضة بمركز فارسكور متهم بإنشاء حساب وهمى وعدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى لابتزاز السيدات والفتيات تحت اسم مستعار هو «خالد»، ويقوم بإرسال طلبات صداقة لعدة أشخاص أغلبهم من السيدات والفتيات، ثم يبدأ فى إجراء حوارات معهن من خلال «الشات»، ثم يبدأ فى معرفة أرقام هواتفهن وصورهن ويطالبهن بإرسال صور شخصية لهن وبيانات خاصة بهن وعائلاتهن ليبدأ فى مساومتهن والمطالبة بمبالغ مالية نظير ستر أمرهن.
وقامت مباحث الإنترنت بتسليم 80 مقطع فيديو وصور لضحايا المتهم، تجرى النيابة العامة تفريغ محتوياتها حاليا بمعرفة فنيين.