الأحد 8 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

الإيدز وسارس والإيبولا صناعة أمريكية

الإيدز وسارس والإيبولا صناعة أمريكية
الإيدز وسارس والإيبولا صناعة أمريكية


المخابرات الأمريكية متورطة فى تصنيع فيروسات ونشرها فى عدد من بلدان العالم، وهذا الأمر يحدث بمقتضى برنامج لنشر الأمراض الوبائية فى دول تناهض السياسات الأمريكية، أو من أجل مصالح شركات الدواء ذات القدرة على التأثير فى صناعة القرار بالبيت الأبيض.. وإنه الاقتصاد يا عزيزى فى بلاد تزعم أنها تلتزم بحقوق الإنسان.

الأمر لم يعد خيالا علميًا، ولا سيناريو فيلم هوليودي، بعدما كشف العميل الأمريكى الهارب إدوارد سنودن عن عمليات ممنهجة لتخليق فيروسات مميتة، من دون أن يشير بوضوح إلى ما إذا كان الغرض منها هو شن حروب بيولوجية، لكن هذا احتمال لا يمكن استبعاده.
وأكد موقع إنترسيبت الأمريكى الاستخباراتي، الذى ينشر الوثائق الاستخباراتية الأمريكية المسربة أن مافيا شركات الأدوية كثير ما لجأت لتصدير المرض، ومن ثم كسب المليارات من الدولارات مقابل بيع الأمصال والترياق الذى تصنعه بمبدأ تصنيع الداء والدواء.
 ويفضح موقع إنترسيبت الأمريكى الاستخباراتى الذى بدأ فى نشر الوثائق التى يسربها المبرمج إدوارد سنودن والملقب بفاضح أمريكا منذ 2013، كيف يتعاون جواسيس الولايات المتحدة مع المنظمات الطبية والصحية فى العالم أجمع؟
وتعاونت وكالة الأمن القومى مع وكالة الاستخبارات الدفاعية العسكرية مع المنظمات الطبية، وذلك للحصول على المعلومات حول تفشى أى مرض، وحول قدرة الأنظمة العالمية للرد على المواد الكيميائية والبيولوجية، والهجمات النووية، وقدرات شركات الأدوية الدولية، ووسائل التقدم فى التكنولوجيا والبحوث الطبية، وقدرات الاستجابة الطبية من مختلف الحكومات، وفقا للوثائق الحديثة المقدمة من إدوارد سنودن.
وتظهر الوثائق كيف يتم استخدام مثل هذه المعلومات فى الجهود المبذولة لحماية قوات الولايات المتحدة، وتقييم استعداد الجيوش الأجنبية، والكشف عن برامج الأسلحة الكيميائية، وتحديد مرافق محددة من الأسلحة البيولوجية، ودراسة كيفية انتشار الأمراض، والإمدادات الطبية التى تستخدم لمطاردة الشخص المستهدف، أيضا كشفت الوثائق عن الموضوعات التى شملت سارس فى الصين والكوليرا فى ليبيريا، والدوسنتاريا، وشلل الأطفال والكوليرا فى العراق.
وأكدت الوثائق على اتصال وكالة الأمن الوطنى الأمريكي NSA مع مؤسسة NCMI الطبية التى تضم علماء وخبراء مدنيين وعسكريين معظمهم من الأطباء والباحثين العاملين فى منشأة مقرها الآن فى فورت ديتريك فى ولاية ماريلاند، مهمتها دراسة المعلومات عن الأمراض وغيرها من الموضوعات حول الأسلحة البيولوجية والصحة، والطب، والمستحضرات الصيدلانية وهى من الأهداف يجرى لحماية القوات الأمريكية المنتشرة على نطاق واسع فى الخارج.
وقال نائب مدير وكالة الأمن القومي، ريتشاردليدجيت: إن وكالات التجسس الأمريكية تبحث فى استغلال الأجهزة الطبية مثل أجهزة ضبط نبضات القلب، وذلك من أجل مراقبة الأهداف، وقد بدأت فعلا الولايات المتحدة فى الاستيلاء على التكنولوجيا الطبية الأجنبية والعقاقير لتحسين أسهمها والتجسس على الدول.
 وتزايدت مخاوف حول الأمراض المعدية بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، وبدء واشنطن حربها المزعومة على الإرهاب وتعزيز الحاجة إلى محللى الاستخبارات الطبى لرصد محاولات المعتدين على إنتاج أدوات بيولوجية مثل الجمرة الخبيثة.
 الجهل بالأمراض الغريبة التى بدأت فى الانتشار جعل العالم يشهد أيضا العديد من نظريات المؤامرة حولها، ومن أهمها مثلا الإيدز وسارس وزيكا وإيبولا وغيرها حيث أدى مرض متلازمة نقص المناعة البشرية إلى وفاة 300 ألف شخص فى جنوب أفريقيا، وكانت أهم النظريات عنه أنه تم تصميمه عن طريق وكالة الاستخبارات المركزية CIA بشكل متعمد من قبل منظمة الصحة العالمية عن طريق التلقيح ضد شلل الأطفال فى أفريقيا، للحد من عدد سكان العالم.
 النظريات ذاتها انتشرت حول إيبولا العام الماضي.. رأى المحلل السياسى روبرت فينزل أن تفشى هذا الفيروس والذى يعد أشد خطورة من الإيدز فى غرب أفريقيا كان نتيجة لبحوث الحرب البيولوجية للجيش الأمريكى هناك، حيث إن بؤرة وباء إيبولا مستشفى كينيما الحكومية فى سيراليون، وأظهرت العينات السريرية أن حوالى ثلثى المرضى تعرضوا لأمراض معدية ناشئة أخري، موضحا أن فيروس إيبولا كان فى المنطقة منذ 2006، وعمل معهد البحوث الطبية فى الجيش الأمريكى للأمراض المعدية فى تلك المنطقة منذ ذلك الحين خاصة على «الاختبارات التشخيصية» وكانوا يطلبون متطوعين لبدء الاختبارات.
والأهم أن الفحوصات المخبرية كانت تتم فى مستشفى كينيما من قبل مركز القوات المسلحة الأمريكية ومن المساهمين الآخرين فى العمل هناك وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، ووكالة DTRA  ووزارة الخارجية الأمريكية، وبرنامج المشاركة البيولوجية ومنظمات أمريكية أخرى وكان من أبرز المستشارين لتلك البحوث الأدميرال جارى رافهيد، الرئيس الأمريكى الأسبق للعمليات البحرية.
 وبحسب التقارير فقد سعى الباحثون فى معهد البحوث الطبية فى الجيش الأمريكى للأمراض المعدية على استخدام القرود وإصابتها بالإيبولا، وفى النهاية أصبح ثلث القرود فى المحمية مصابة بالمرض بعد 48 ساعة من التعرض، حيث أنشأت وزارة الدفاع الأمريكى مختبرات تشخيصية فى ليبيريا وسيراليون، وهما من أكثر ثلاث دول اندلع فيها الفيروس.
 وذكر فينزل أن الجيش الأمريكى قام بالعبث مع الفيروس من خلال البحوث التى قام بها فى المنطقة وقد قال بعض السكان المحليين فى سيراليون إن الفيروس انتشر خاصة فى الأماكن القريبة من الأبحاث العسكرية الأمريكية، وهو ما أعاد الحديث عن مافيا الفيروسات الدولية وصناعة الأسلحة البيولوجية والجرثومية كسلاح استراتيجي، وإنتاج مجموعة من الفيروسات المطورة وراثيا على غرار فيروس الإيدز والسارس مرورا بإنفلونزا الطيور والخنازير وكورونا وفيروس إيبولا وحاليا زيكا.
 وتدور تساؤلات أيضا حول احتكار واشنطن للقاحات المضادة للفيروسات، خاصة فى ظل ظهور تقارير تؤكد أيضا أن الجيش الأمريكى ووزارة الدفاع «البنتاجون» تمتلك مختبرات خاصة بالأسلحة الجرثومية حيث يتحمل مسئولية صنع ميكروبات عديدة خطيرة وغير معروفة من الفيروسات دون لقاح، حيث يمكن استخدام الهندسة الوراثية لتوسيع ترسانة الأسلحة البيولوجية والجرثومية التى ستكون سلاح المستقبل والبديل الأقوى للدفاعات التقليدية.
وكانت السينما الأمريكية أيضا من أكبر المصادر التى تحدثت عن تخليق متعمد للفيروسات وكما يقول المثل «لا توجد نار بدون دخان»، حيث إن عملية الرصد فى أى عمل فنى تأتى نتيجة حقائق اصطدم بها مبدع العمل على أرض الواقع، وكان كثير من الأفلام التى أنتجتها هوليود منذ سنوات طويلة، حول الأوبئة التى تجتاح الكرة الأرضية ويمكنها أن تؤدى إلى إبادة جماعية.
ومن أشهرها فيلم «Outbreak» الذى حاول أبطاله إنقاذ إحدى المدن الأمريكية من فتك فيروس شبيه بالإبيولا، حيث كان المرض بالفيلم مصدره بعض الدول الأفريقية أيضا ويسبب أضرارا بالجلد، والجهاز التنفسي، وينتقل بصورة سريعة جدا، ولم يترك ناجين وراءه تقريبا وكان من بطولة داستين هوفمان، مورجان فريمان، ورينيه روسو، ومن إخراج فولفجانج وبيترسن.
وأيضا فيلم «The Andromeda Strain» الذى واجه الأبطال فيروسًا قاتلاً خلف وراءه عشرات القتلي، نظرا لانتشاره السريع للغاية، وكان من إخراج روبرت وايز، وبطولة جيمس أولسن وارثر هيل، وفيلم «Contagion» الذى تناول ظهور وباء ينقل عن طريق آسيا إلى أوروبا وكبرى مدن الولايات المتحدة الأمريكية، ويسبب رعبا للبشرية، وكان من بطولة مات ديمون وكيت وينسلت.
وفيلم «Twelve Monkeys» حول مجهودات العلماء المضنية للكشف عن سر فيروس غامض قتل ملايين من البشر، ويهدد بفناء البشرية ومن بطولة بروس ويلز وبراد بيت، وفيلم «I am legend» والذى قام ببطولته النجم الأسمر ويل سميث الذى تحدث عن وباء اجتاح العالم ولم يتبق إلا هو حيث حاول كونه عالما أن يخترع مصلا لينقذ ما تبقى من البشر. 