الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

لعنة دكتور زويل!

لعنة دكتور زويل!
لعنة دكتور زويل!


سبحان من له الدوام.. وقد مات الدكتور زويل فجأة.. فلا يجوز سوى طلب الرحمة والمغفرة للفقيد المرموق.. وعيب تماما تصفية الحسابات بعد غياب الرجل.. تصفية الحسابات تتم فى حضوره وفى مواجهته... أما وقد غاب بفعل الموت.. فعيب كل العيب أن تنهش سيرته خصوصا أن الرجل تميز بحسن السير والسلوك.. اختلف معه البعض.. ورأى البعض أنه كان يمكن أن يفعل كذا وكذا.. لكن الرجل مات ونحن نؤمن ونطبق ونتمسك بالحكمة العاقلة: «اذكروا محاسن موتاكم».. ولا تنس أبدا أن كل المصريين كانوا فخورين للغاية بحصول عالم مصرى على درجة الجدارة العالمية فى العلوم بدليل جائزة نوبل التى لم يحصل عليها فى العلم عالم مصرى قبله!

سبحان من له الدوام.. الدكتور زويل مات صغيرا بالمفهوم الأمريكانى.. والإنسان عندهم يعيش حتى التسعين والخامسة والتسعين.. فما بالك لو كان عالما مرموقا.. وفى بلادنا فالإنسان بالكاد يصل إلى الستين أو السبعين ثم يتوكل.. وزويل مات كما يموت المصريون إذا.. وكنت أحسب أنه ينتمى للأمريكان الذين يزورون الطبيب بانتظام.. يتناولون الأدوية فى مواعيدها الأصلية.. يخضعون للكشف الدورى وعندهم أجهزة الإنذار المبكر للأمراض الطارئة.. ثم إن الدواء عندهم من النوع الأصلى.. من أحدث ما اكتشفت المعامل... وليس من النوع الذى نعرفه عندنا ويخضع للفهلوة واللكلكة وغياب المادة الفعالة التى يعرفها الدواء المصرى.. لكنها الأعمار.. و«يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة» ومن الواضح أن جينات دكتور زويل الوراثية هى جينات مصرية من النوع الأصلى التى تعرف الموت المبكر والمفاجئ كما كل المصريين!
وسبحان من له الدوام.. وأمريكا بجلالة قدرها وعلمائها ومعاملها وأبحاثها ودراساتها ومنهجها العلمى المتطور لم تستطع إنذار الدكتور زويل من خطر الموت المفاجئ.. وعندهم فحوص دورية لاكتشاف البلاء قبل وقوعه.. لكنه القدر والنصيب والحكمة والإلهية.. والموت فى الساعة واليوم المحددين سلفا!
الغريب يا أخى أن الدكتور زويل كان فى سبيله لاختراع ميكروسكوب متطور يسبق الزمن.. بما يعنى أن الميكروسكوب المأمول كان يستطيع التنبؤ فى التو بما هو قادم.. ومع هذا لم يستطع الدكتور التنبؤ بالمرض مبكرا.. وهى مصادفة غريبة وفاقعة تتكرر كثيرا.. حاجة كده تشبه الميلودراميات الهابطة.. ومع أن الأعمار بيد الله إلا أن هناك مصادفات مذهلة.. يفسرونها فى بلاد الخواجات بأن هناك لعنة ما تصيب بعض العلماء والمكتشفين والرواد.. إذا ما كسروا القواعد وخالفوا المألوف.. أو اقتحموا مجالا جديدا.. تماما مثل لعنة الفراعنة التى حلت بجميع من اكتشفوا الآثار الفرعونية.. ومع أنه لا يوجد دليل واحد على أن هناك لعنة ما تصيب العلماء والرواد.. وأن الأمر لا يعدو كونه مصادفات تدخل فى باب الغرائب.. ولا يمكن تفسيرها علميا أبعد من ذلك.
وفى الأول من مارس يحتفل العالم بذكرى رحيل الطبيب الأمريكى جون جونز الذى غادر الدنيا الفانية بسبب مرض الإيدز فى نفس اليوم الذى طالب بتخصيصه كيوم للتضامن مع مرضى الإيدز.. وقد رحل عن عالمنا فى نفس اليوم العالمى الذى اقترحه وكأنه كان يحدد يوم وفاته بالضبط!
والعالم الأمريكى هوارد تمين.. الحائز على جائزة نوبل فى العلوم عن أبحاثه المهمة عن سرطان الرئة وعلاقته بالتدخين وقد رحل عن عالمنا بسبب مرض سرطان الرئة.. ولم يستطع العالم الأمريكى المرموق أن يكتشف المرض وهو يتسلل إلى جسده إلا فى مراحله الأخيرة.. والرحيل كان فى 9 فبراير.. نفس التاريخ الذى حدده قبلها بسنوات كيوم عالمى للامتناع عن التدخين.. والمثير أن الرجل لم يدخن سيجارة واحدة فى حياته!
ألف رحمة ونور على روح العالم المصرى المرموق أحمد زويل.. العالم المكتشف.. الذى عرفنا من خلاله الفيمتو ثانية.. والذى كان فى سبيله لاختراع ميكروسكوب متطور يستطيع أن يسابق الزمن.. لكن القدر لم يسعفه... فمات فى سن الصبا بالمقاييس الأمريكانى وعندها الإنسان يعيش لما بعد التسعين.
وسبحان من له الدوام.>