الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

محاربة«طالبان» بالموضة

محاربة«طالبان» بالموضة
محاربة«طالبان» بالموضة



فى محاولة لتحسين صورة باكستان أمام شعبها وأمام العالم، أقيمت عروض للأزياء فى مدينتى «كراتشى» و«لاهور»، ضمن فعاليات أسبوع الموضة فى باكستان حضره مشاركون من أوروبا وأستراليا والولايات المتحدة. وضمت العروض الألوان الزاهية المعبرة عن الربيع وروح الزهور، كما تحررت الأزياء من الطابع التقليدى لتمزج بين الطابع الباكستانى والطابع العصرى.
 

 
 
 
جاءت الأزياء مستوحاة من الملابس التقليدية للباكستانيين، واتسمت بتعدد الألوان الفاتحة المبهجة والتصميمات البسيطة المعبرة عن قرب انفتاح باكستان على الغرب، إلا أن بعض التصميمات غلب عليها الطابع الباكستانى المحافظ.
 
فى باكستان حيث يقتل المئات شهريا فى عنف غير مسبوق، عالم الموضة صمم على تحدى هذه الأجواء وتحدى تهديدات حركة طالبان بشكل خاص. الموضة جمعت رجالها ونساءها فى مدينة كراتشى الباكستانية فى إطار تظاهرة أسبوع الموضة فى كراتشى. هذا هو التحدى الذى قام به المصممون وعارضو الأزياء والمصورون وحتى الجمهور باحتفائهم بفن الأزياء. «عائشة تامى» حق مصممة الأزياء والتى درست فى بريطانيا فى جامعة بريستول عرضت آخر مجموعة من أزيائها المسماة أحلام ليالى منتصف الصيف و«سكارلت».
 
 
ففى باكستان الدولة الدينية التى من المفترض أنها دولة ديموقراطية لايزال رجال طالبان يتحكمون فى كل شىء هناك، النساء لايستطعن الخروج بدون ارتداء الزى الباكستانى الذى يشبه إلى حد كبير التشادور الإيرانى، وقليلات جدا من تختار مهنة عارضة أزياء، حيث إن باكستان الدولة التى وصل تعداد سكانها إلى 170 مليونا لايوجد بها سوى 30 عارضة أزياء.
 
وفى محاولة لغسل سمعة الدولة السيئة من خلال أسبوع الأزياء الحديثة  أسبوع باكستان للأزياء الحديثة فى فندق ماريوت الفخم فى محاولة إظهار جهة باكستان المختلفة للعالم.
 
 وقال مصمم الأزياء الباكستانى ديباك بهافانى لمجلة ڤى إس دى الفرنسية: «إن باكستان بلادنا وهى ديمقراطية، ويمكننى إظهار كل ما أريد». وقال مسئول آخر: «إننا نحاول تحويل صناعة الموضة من الترفيه إلى التجارة. فأكثر فرص عمل نبدعها، أقل قنابل بشرية انتحارية فى باكستان».
 

 
 ازياء لم تعرفها باكستان
 
وفى باكستان التى نراها دائما سوداء من خلال ملابس نسائها والتى أجبرهن عليها الإسلاميون نجد هناك العمليات الإرهابية التى لا تتوقف؛ وقد كان هذا العرض الأخير للأزياء مقررا له بشهر قبل هذا الموعد إلا أن إحدى العمليات الانتحارية تسببت فى تأجيله بعد الانفجار المروع الذى حدث بالقرب من المقر العام للجيش، وتقول عائشة تامى حق مصممة الأزياء: إن أسبوع عرض الأزياء كان ناجحا جدا وكان بمثابة تحدٍ واضح لطالبان».
 
وفى كراتشى منازل مصممى الأزياء والعارضات دائما تحت حراسة مستمرة خوفا من قيام أحد الانتحاريين من طالبان بأى عملية ضدهم، وتقول عائشة  للمجلة الفرنسية أنه فى الشمال الغربى من البلاد يسيطر رجال طالبان المسلحون على الصفوف الأولى، ولأن تلك المدينة من المدن التى لاتزال تعيش فى السواد فلم يكن من السهل أن نعرض هناك ولو يوما واحدا، وذلك على الرغم من أن تلك المهنة يعمل من خلالها آلاف الأشخاص لأن باكستان دولة مصنعة للقطن ومهنة التطريز يعمل بها الكثيرون، ويحيكون الزى الوطنى الذى يطلق عليه «سلوار قميص»، وهو مكون من بنطلون طويل وفستان قصير قليلا وهو يشبه كثيرا التونيك، وهذا الزى ترتديه كل دول جنوب شرق آسيا.
 

 
 
وتقول ماهين خان مصممة أزياء باكستانية: «إذا كانت الموضة منذ وقت طويل تقتصر على النخبة فقط، إلا أن عرض أزياء اليوم يرتبط أكثر بالعامة نظرا لأن الموديلات المعروضة بها الطابع التقليدى للدولة» وقد بدأت ماهين فى افتتاح أتيليه للملابس فى لاهور لكى يكون فى متناول الجميع شراء ما تقوم بتصميمه.
 
 
 
 
وباكستان التى افتتحت اليوم العديد من المراكز التجارية من كراتشى إلى لاهور والتى بثت مؤخرا وخلال السنوات الخمس الماضية فقط حوالى 50 قناة تليفزيونية، أجيالها الجديدة تستعد لتخرج يوما ما بدون الخمار الأسود، ولكن متى سيأتى هذا اليوم؟.. لا أحد يعلم.