الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«مبارك» ووريثه نجوم مهرجان المركز الكاثوليكى للسينما

«مبارك» ووريثه نجوم مهرجان المركز الكاثوليكى للسينما
«مبارك» ووريثه نجوم مهرجان المركز الكاثوليكى للسينما


 
هل من الممكن أن يحصل مبارك «الأب» أو «الابن» على جائزة أحسن ممثل من مهرجان المركز الكاثوليكى السينمائى فى دورته الستين بفيلمهما «الطيب والشرس والسياسى» - تحرير 2011 - الذى يشاركان به فى المسابقة الرسمية؟!
 
ولم لا؟! خاصة أن المهرجان تزامن انطلاقه مع حدوث مفاجآت صادمة عند إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة التى صعدت بـ «أحمد شفيق» إلى الإعادة والتنافس مع «محمد مرسى» على كرسى الرئاسة بعد أن كان أبعد ما يكون عن مجرد فكرة الحصول على أصوات تذكر، وهو المحسوب على النظام القديم، خاصة أنه خرج بمجرد إعلان ترشحه للرئاسة ليؤكد أنه أحد تلاميذ «مبارك» الذى يدين له بالولاء ويعتبره قدوته وأستاذه
 

 
«الطيب والشرس والسياسى» - تحرير 2011- أحد أفلام المهرجان الستة المشاركة فى المسابقة الرسمية وهى «أسماء»، «ميكروفون»، «المسافر»، «حاوى»، «x لارج» يحكى عن ثورة 25 يناير 2011 وتم اختياره تأكيدا على أن الثورة مستمرة حتى تصل مصر إلى بر الأمان. وهو فيلم تسجيلى يحكى عن كيفية سقوط الحاكم الديكتاتور الذى يمارس القهر والظلم مع شعبه ونشر الفساد من خلال رموز حكمه، وهنا يحكى عن مبارك ووريثه اللذين يظهران فى مشاهد عديدة بالفيلم الذى يدلى فيه بشهادته كل من «د.محمد البرادعى» و«د.حسام بدراوى» أحد قيادات الحزب الوطنى السابقين الذى تولى أمانته قبل حله مباشرة عقب ثورة يناير ولأيام معدودة قدم خلالها استقالته منه، و«د.سامى عبدالعزيز» أستاذ الإعلام الذى كان أحد أعضاء أمانة السياسات البارزين.
 

 
مهرجان المركز الكاثوليكى للسينما الذى يرأسه الأب «بطرس دانيال» تم افتتاح دورته الستين أمس الجمعة بقاعة النيل، وقام الأب «دانيال» بتكريم كل من «يسرا» التى حضرت رغم نصيحة الأطباء لها بالراحة التامة حتى تنتهى فترة النقاهة التى تم تحديدها لها لحين شفائها تماما من الفيروس الذى أصاب معدتها واضطرها للسفر إلى فرنسا لإجراء فحوصات طبية إطمئنت خلالها على حالتها الصحية. وفى كلمتها قالت يسرا: «لا أنسى أبدا فضل هذا المهرجان الذى تسلمت منه أول جائزة فى حياتى عن دورى فى فيلم «ابتسامة واحدة تكفى» وحسين فهمى الذى اعتذر عن عدم الحضور لظروف طارئة وتسلمت جائزته «لبلبة».. وعقب تكريم «عزت العلايلى» ألقى كلمة أكد فيها أن هذا المهرجان يذكره بحبيبته التى يعشقها.. وفى البداية تصور الحضور أنه يتحدث عن مصر وقالوا فى نفس واحد: «مصر» لكنه داعبهم قائلا: حبيبتى عمرها 116 سنة بس لو شفتوها ماتدوهاش 16 سنة وهنا الكل صاح فى صوت واحد: «السينما»، ثم أضاف «العلايلى»: أما حبيبتى مصر فحبها ليس عشقا فقط، لكنه جنون بوطن يسكن فينا.
 
وقال «العلايلى»: مصر صاحبة الموارد البشرية والاقتصادية والثقافية والعادات والتقاليد الاجتماعية، ورغم أن قدماء المصريين لم يتركوا لنا دستورا إلا أنهم تركوا لنا فنا عظيما.. فالفن رسالة.. والسينما رسالة .
 
«وحيد حامد» عقب تكريمه قال: لا أنسى أنه فى أول أزمة حقيقية لى فى السينما عندما رفضت الرقابة على المصنفات الفنية عرض فيلمى «الغول» بطولة «عادل إمام» وأوصت بعدم عرضه فى أى دار عرض لم أجد سوى دار عرض المركز الكاثوليكى لتفتح لى ذراعيها مرحبة بعرض الفيلم وسط مجموعة من المثقفين الذين تمردوا على الرقابة بفكرهم وكسروا حاجز المنع. المرة الثانية عندما تم منع عرض فيلم «البرىء» بطولة أحمد زكى ومرة أخرى تفتح لى دار عرض المركز الكاثوليكى أبوابها لعرض الفيلم انتصارا لحرية الفكر والتعبير عن الرأى، كما تم تكريم المخرج الكبير «توفيق صالح» و«فردوس عبدالحميد» التى جاءت متأخرة عن موعدها مما اضطر المذيع «أسامة منير» لاستلام جائزتها نيابة عنها عند إعلان اسمها والذى سلمها لها بدوره بمجرد حضورها وصعودها إلى خشبة المسرح.
 
«يوسف داود» كان الحاضر الغائب حيث حضرت زوجته «مارجريت سعد» لاستلام تكريمه نظرا لظروفه الصحية الصعبة التى يمر بها، وطلبت من الحضور فى كلمتها الدعاء له.
 
 كما كرَّم الأب «دانيال» أيضا كلا من الناقد رفيق الصبان والباحثة «منى البندارى» والناقد والمؤرخ «أحمد الحضرى» والماكيير «محمد عشوب» وفنى العرض السينمائى «حمدى أحمد» والإعلامى المخضرم «نيقولا بركات».
 

 
وحرص الأب «بطرس دانيال» فى كلمته أن يدعو للتفاؤل فى ظل الظروف العصيبة التى تمر بها مصر حاليا، مؤكد أن التفاؤل هو الوقود الذى يدفعنا إلى الهدف وهو الطاقة الإيجابية التى بدونها يتوقف دوران عجلة الأمل والطموح، ودعا إلى عدم التشاؤم من نتيجة الانتخابات الرئاسية، فى الوقت الذى ثمن فيه «أشرف عبدالغفور» نقيب الفنانين دور المركز الذى حرص - رغم الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد - على أن يحافظ على إقامة المهرجان فى الوقت الذى تراجعت فيه مؤسسات الدولة الثقافية والفنية عن إقامة مهرجاناتها.
 
ورغم أن «د.عماد أبوغازى» هو أحد الذين وقفوا ضد إقامة المهرجانات الفنية عندما كان وزيرا للثقافة وعلى رأسها مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ورفضه دعم مهرجان الإسكندرية السينمائى، إلا أنه فى كلمته أشاد بدور المركز فى حرصه على الاستمرار بإقامة المهرجان الذى يعد الأقدم بين المهرجانات السينمائية فى مصر، والذى يصل عمره إلى 60 سنة، محافظا على إعلاء قيمة الفن الجميل.
 
أحيت حفل الافتتاح المطربة «نادية مصطفى» البعيدة عن الساحة منذ فترة طويلة وغنت أغنيتين نظرا لضيق الوقت هما «ادعوا لمصر الله يخليها ويخلينا لمصر كمان.. نفرح بيها وتفرح بينا.. ونخليها فى أعلى مكان».
 

 
وأغنية «تيجى نبدأ من جديد» كدعوة منها بأن كل مصرى لابد أن يبدأ حياته من جديد فى ظل وجود التحول الديمقراطى الحاصل فى المجتمع رغم ضبابيته! المهرجان الذى يستمر لمدة أسبوع كامل يقدم كل يوم فيلما تعقبه ندوة يحضرها أبطال الفيلم والبداية اليوم السبت مع فيلم «أسماء» بطولة «هند صبرى» وهو الفيلم الذى شهد تحولا كبيرا فى الأداء التمثيلى لـ «هند» خاصة مع شخصية سيكودرامية مصابة بمرض الإيدز، يليه فيلم «ميكروفون» بطولة «خالد أبوالنجا» ثم فيلم «المسافر» بطولة «عمر الشريف» وفيلما «حاوى» و«x لارج» بطولة «أحمد حلمى» وأخيرا «الطيب والشرس والسياسى» - تحرير 2011 - وتضم لجنة التحكيم «د.عماد أبوغازى» رئيسا وعضوية كل من المخرج «على عبدالخالق»، «عزت العلايلى»، «إلهام شاهين» مدير التصوير «طارق التلمسانى»، «داليا البحيرى» الناقدة «ماجدة موريس»، الموسيقار «راجح داود».
 

 
يذكر أن المركز الكاثوليكى للسينما تأسس عام 1949 على يد الأب «بطرس فرانذيدس» الراهب الفرانسيسكانى الذى أسس مكتبة من أفلام الـ 16 مم أغلبها فرنسية وبعد ثلاثة أعوام من إنشاء المركز وتحديدا عام 1952 وبسبب نجاح النشاط السينمائى الواضح الذى كان المركز حريصا على تقديمه بشكل منتظم فكر «فرانذيدس» و«فريد المزاوى» الذى احترف العمل فى مجال الأفلام السينمائية القصيرة فى إقامة مهرجان للأفلام السينمائية أطلقا عليه «مهرجان المركز الكاثوليكى المصرى للسينما» الذى استمر 60 عاما كرم خلاله ما يقرب من 500 فنان وشارك فى مسابقته الرسمية ما يقرب من 300 فيلم حصل منها على الجائزة الأولى 59 فيلما.