الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ومتى يأكل الرجل زوجته؟!

ومتى يأكل  الرجل زوجته؟!
ومتى يأكل الرجل زوجته؟!


عائد من عند الخواجة بعد إجازة قصيرة شفت خلالها العجب.. والخواجه يا أخى ليس مشغولا أبدا بتجريم المرأة التى لا تشغل من تفكير الحكام هناك سوى بضرورة مساواتها مع الرجل.. وما عدا ذلك المرأة كائن حر مستقل له حقوقه وله حياته.. والمرأة هناك ليست كالمرأة عندنا.. وهناك مجتمعات متخلفة عقليا ترى أن المرأة حرام وعورة وشيطان رجيم!

مجتمعات بلاد بره تكرم المرأة بحق وحقيقى.. ليس من باب المباهاة والتعطف عليها.. وإنما لأنها نصف المجتمع بحق وحقيقى ومن حقها المساواة مع الرجل فى كل شيء.. وزمان كانت المرأة فى بعض المجتمعات الغربية تحصل على راتب يبلغ تسعين فى المائة من الراتب الذى يحصل عليه الرجل.. عن نفس الشغل ونفس ساعات العمل ونفس معدلات الإنتاج.. الآن خلاص.. المرأة تتساوى مع الرجل فى كل شيء.. تمارس نفس الأعمال.. وتتقاضى نفس الأجر.. تزاحمه فى قيادة الأوتوبيس واللورى ومترو الأنفاق والأوناش وسيارات التاكسى.. تعمل فى المناجم وفى البر والبحر وفى أبحاث الفضاء وصناعة الصواريخ النووية!
المرأة فى بلاد الخواجات مخلوق كامل الأهلية وتساوى واحد صحيح.. وليس صحيحا عندهم ما نروجه عندنا وعلى ألسنة شيوخ الفتنة.. من أن الرجل إذا جاع فمن حقه أن يأكل زوجته.. فتوى سخيفة لا تعنى شيئا.. فتوى افتراضية لكنها تساهم فى ازدراء الدين وفى نقل صورة مرعبة عن أحوال المرأة التى كرمها الله وساواها بالرجال.
أقصد أن الخواجة ليس مشغولا بأحكام عبيطة مثل التى أطلقها حسين يعقوب المتخلف عقليا والتى يؤكد فيها أن المرأة عبدة جارية للرجل.. لوالدها أولا ثم لزوجها بعد ذلك.. بما يعنى أنه لا حقوق للمرأة فى عرف حضرته.. وهى الفتوى التى أثارت دهشة الخواجات ونقلتها جرائده فى أبواب غرائب المخلوقات.. لأنها تنطوى على عنصرية واضحة وتنكر دور المرأة فى بناء المجتمعات!
ميزة الخواجة أن المرأة عنده مثل الرجل.. هى ليست كمالة عدد.. وقد رفع سن المعاش مؤخرا.. فلم يعد سن الستين هو سن الخروج على المعاش.. وإنما أصبح خمسة وستين للرجل وأربعة وستين للمرأة فثارت النساء وكيف لايتساوى سن المعاش.. حتى أقرت لها الحكومات ذلك.
قبل أعوام قادت النساء الخواجات المظاهرات دفاعا عن الرجل عندما قررت الدول أن تكون ساعات العمل الأسبوعى للمرأة 35 ساعة فى حين أنها أربعين ساعة للرجل.. فقامت المظاهرات صاخبة حتى تحقق للمرأة ما أرادت لتصبح ساعات العمل موحدة 35 ساعة للمرأة والرجل.. لا استثناء لجنس على آخر.. ولا محاباة لطرف دون الآخر.
بلاد الخواجات ليست المجتمع الكتالوج.. ولكنها ليست مشغولة بالجزء السفلى من المرأة.. هى مشغولة بالانطلاق للأمام وتحقيق أعلى معدلات النمو والإنتاج من أجل صالح شعوبها.. والشغل عندها هو المراد وهو الهاجس وهو السبيل لرفع مستويات المعيشة وتقدم الشعوب.
من حسن حظ الخواجة.. أنه لم يظهر عندهم مفتى من إياهم يحرم الاختلاط فى أماكن العمل.. ويطالب بفصل الرجال على النساء حتى فى الطريق العام.. وقد طالب أحد شيوخنا الجدد بتخصيص رصيف فى الشارع للرجال والرصيف المقابل للنساء حتى لا يختلطان.. ومن قبل طالبوا بعدم الاختلاط فى المواصلات العامة بتخصيص أتوبيس حريمى وآخر رجالى.. ثم تحريم ركوب التاكسى للسيدات.. وتحريم قيادتها للسيارة أصلا.. وعدم جواز ركوبها الأسانسير بدون وجود محرم!
الخواجة ليس مهموما بالمرأة لهذا الحد.. الخواجة مهموم بالشغل والإنتاج.. والمرأة عنده مواطن كامل الأهلية.. لا تحتاج للدعاية والحماية من شيوخ النص كم.. ولهذا ينطلق الخواجة للأمام فى حين نتقهقر نحن للوراء خمسمائة سنة كل عام!!>