الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فضيلة «الست»

فضيلة «الست»
فضيلة «الست»


لن يفلح قوم ولوا أمورهم امرأة، ذلك ما يعترض به بعض المتشددين على عمل المرأة، أما فى المسيحية فالكنيسة الأرثوذكسية ترفض رسامة المرأة، وذلك يؤكد أن ثقافة رفض المرأة مازالت هى الحاكمة، وبالتالى أى قرارات مكتبية بتعيين عدد كبير منهن لن يكون سوى حبر على ورق، حيث لن يقبل بعض المسلمين خاصة السلفيين بفكرة أن تجلس بينهم امرأة تعظ، فهم يصفون صوتها بالعورة والمحرك للشهوات، لذلك ربما تكون قرارات تعيين 08811 امرأة فى وظائف بالأزهر ما بين التدريس والوعظ فى مهب الريح.

المرأة تحمل من الرحمة والحنان والعدل ما يفوق الرجال؛ لكن لايزال البعض يرى إمكانية التعلم منها بعيدة، خاصة أن تيارات تقدمية وأخرى رجعية تتنافس وتتبارز بعد قرارات الأزهر والأوقاف مؤخرا بتعيين- جملة- 1150 امرأة فى منصب مفتى وواعظة بالمسجد وخطيبة للنساء، حاورنا عددا من رجال الدين المسيحى والإسلامى ومنظمات نسوية للوقوف على التغير الذى حدث للمجتمع لإمكانية تقبل هذه الفكرة.
 شيخة وقس
أصولية المجتمع وتحفظ بعض التيارات المسيحية على رسامة المرأة، فرض الوجود الأبوى على دروس الوعظ والإرشاد رغم أن نسبة المصليات فاقت الـ%50، المجمع الملى سيبت بشكل نهائى فى اجتماعه المقبل فى مارس فى أحقية المرأة فى تولى رتبة الكهنوت مثلها مثل الرجل أو عدم أحقيتها، حيث إن الكنيسة الإنجيلية لا يوجد بها رتب بل وظائف والمرأة لها حق الترشح للوظيفة، كما أن رسامة المرأة لم يُحرمها الكتاب المقدس.
بعد أن خاضت الطائفة الإنجيلية معركة عام 1991 لرسامة المرأة سمحت الكنيسة بوجودها كشيخة منذ عام 2006 وهو ما أكده لنا القس د.أندريه زكى، نائب رئيس الطائفة الإنجيلية فى مصر فى تصريحاته لـ«روزاليوسف»، مشيرا إلى أن المجلس بصدد الانتهاء من القرار النهائى بهذا الشأن فى الاجتماع المقبل للمجلس الكنسى.
 المرأة «مفتى إليكترونى»
جدل آخر بين رجال الدين الإسلامى، بعدما أعلن وكيل الأزهر د.عباس شومان أن الأزهر سيشهد نقلة نوعية له، ففى الأيام المقبلة سيشهد الأزهر تعيين 11880 فى مختلف الوظائف فى مجال التدريس والوعظ، ولن يقتصر الإعلان فى وظائف الوعظ على الشباب، حيث سيعلن لأول مرة عن 500 درجة لواعظات من خريجات الأزهر لتلبية متطلبات الدعوة النسائية وبخاصة فى الأوساط والتجمعات والجمعيات النسائية.
وقال وكيل الأزهر: إنه يخطط لأن تضم لجان الإفتاء بالجامع الأزهر بعض المتخصصين من أعضاء هيئة التدريس بالأقسام الشرعية بالجامعة والمتميزين من الوعاظ، وبعض العناصر النسائية من المتخصصات فى الفقه وأصوله نفيا للحرج عن بعض المستفتيات فى أمور قد تجد حرجا فى التحدث فيها.
 مقبولة بشروط
د.على عبدالباقى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، يرى أن هذه الفكرة ليست فيها مخالفة للشريعة الإسلامية أو العرف العام لأن التاريخ الإسلامى كله مملوء بنساء كن عالمات مثل السيدة نفيسة وكان يجلس بدرسها الإمام الشافعى وكان أحد طلابها وتتلمذ على يدها وكانت تقود كثيرا من الرجال كما أن النبى قال: «خذوا نصف دينكم من عائشة».
عبدالباقى يرى أن هناك أسئلة عديدة لا بد أن يحسمها الأزهر والأوقاف إن أرادا المضى فى هذا القرار ونجاحه وليس مجرد أن تصبح وظيفة وعبئا وثقلا ليس أكثر وهو هل المرأة ستجلس فى المجلس وتذهب إليها النساء؟ هل ستجوب البيوت وتدخلها وتوعى الناس بأمور الدين؟ هل المجتمع سيتقبل هذه الفكرة؟ فى الوقت الذى أكد فيه أن الوهابيين لن يتقبلوا هذه الفكرة لأنهم يحرمون كل شيء ولا يعتبرون أن للمرأة وجودا أو كيانا وأن هذه المناصب هم فقط الجديرون بتوبها لأنهم متشددون ومتعصبون لمذهبهم فقط .
بينما ترى د.آمال عبدالهادى عضو مؤسسة المرأة الجديدة أن المجتمع أصبح يتقبل أى شيء ودوما هناك «أول مرة» لكل حدث ما يشد الانتباه فالمجتمع لم يكن يتخيل وجود جراح ولا مأذونة وأن الخلاف الذى سيحدث سيكون خلاف مصالح وليس خلافا دينيا.
وأيدت عبدالهادى الفكرة قائلة: إنها مجال جديد ستحاول السيدات الاستماتة لإثبات أنفسهن فيه، رغم كوننا مجتمع أبويا محافظ.
 واعظات الأوقاف
وزارة الأوقاف أعلنت على لسان الشيخ محمد عبد الرازق، رئيس القطاع الدينى بالوزارة، أن هناك مقابلات تجرى لـ650 سيدة مرشحة للعمل واعظة بالمساجد بأنحاء الجمهورية، لتوعية المواطنات دينيا وتثقيفهن صحيا واجتماعيا والمشاركة فى محو الأمية، وأن ما ينطبق على أداء الخطابة والدروس بالمساجد للأئمة والخطباء ينطبق على الواعظات، ولا بد من حصولهن على مؤهل أزهرى، أو أن يكن من خريجات معاهد الثقافة الإسلامية التابعة للأوقاف، واجتياز الاختبار الذى تعقده الوزارة، أو المديريات التى تفوضها الوزارة فى ذلك.
ولا يجوز لأى واعظة التوجه إلى أى مسجد دون خطاب معتمد من مدير الدعوة بالمديرية، ويحدد به المسجد والموضوعات شهريًا.
وأخذت محافظة الغربية أول زمام للمبادرة وعينت 4 واعظات من النساء للتوعية بالنهوض بالدعوة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني؛ لكن محافظة دمياط أعلنت مرارا أن هناك تعليمات بحظر تعيين أى واعظات بالمساجد، لغلق الباب أمام الأفكار المتطرفة والتكفيرية بعد انتشار عدد من «الواعظات الدينيات» بمساجد المحافظة عقب ثورة 25 يناير، من المنتميات لجماعة الإخوان المسلمين والجماعة السلفية.
ويرى الرافضون من رجال الدين إن الخطب الدينية وأيام الجمعة والعيدين، والكسوف والخسوف والاستسقاء أى طلب المطر، هى خطب للرجال فقط لأن المرأة ليست من أهل أداء الإمامة فى الصلوات للرجال كما أنه فى الأوقات التى لديها عذر شرعى لن تتمكن من دخول المسجد وأن صوتها عورة يحرك شهوات الرجال.
 قرارات وهمية
داليا وصفى الباحثة فى شئون المرأة قالت: «مصر بها تيارات رجعية بين رجال الدين منهم بعض القساوسة الذين يؤيدون الحجاب، وأن المجتمع غير مستعد سواء على مستوى الدين الإسلامى أو المسيحى لأنهما من نفس المجتمع المنغلق المؤمن تماماً بأن المرأة مكانها البيت وأنها ناقصة عقل ودين ويجب أن تتعلم فى صمت ولا تتولى على الرجال.
وتضيف وصفى: السلفيون لن يرفضوا هذه القرارات، ولن يتشددوا فيها لأن كل السياسيين من السلفيين خضعوا لما هو ضد توجهاتهم فى موضوعات متعددة مثل تحية العلم والمرأة فى البرلمان والمسيحيين كإخوة فى الوطن، ومن يقتنع منهم أن المرأة إنسان كامل غير ناقص أو نجس هو فقط من سيجرؤ أن يدخلها فى المناصب الدينية, لكن هذه الوظائف هى مجرد وظائف شكلية لتهدئة الأوضاع أو نوع من أنواع «بص العصفورة».
وأخطر ما نبهت له وصفى أن هذه المناصب لو أعطيت لسيدات سيسرن على نفس الخط فيقمعن المرأة بدلا من تشجيعها، فالمؤسسات الدينية بدأت تشعر أخيراً بانفلات زمام الأمور، وأن الناس شعروا أنهم رجعيون وأن الكثير من النساء يهاجمهم وكى يحاولوا إثبات أنهم وسطيون ومتماشون مع المجتمع العالمى أصدروا قراراتهم بتعيين سيدات؛ لكن أعتقد أنها وسيلة منهم لتجنيد عدد أكبر من السيدات.
وأضافت وصفى أن عقيدة الإخوان والسلفيين تقول: إن المرأة عورة وإن خرجت استشرفها الشيطان و«خاب وخسر قوم ولوا أمورهم لامرأة» ولكنهم فى نفس الوقت يجندون نساءهم لتجنيد نساء وأسر أخريات.
وترى وصفى أن تعيين المرأة فى هذه المناصب لن يجلب منفعة فى الوقت الذى يمتلئ فيه التراث بقصص تسفه المرأة وتشبهها بالكلب والنحس وأنها تنقض الوضوء، وأن أجندة الواعظات الجدد ستكون نفس الأجندة التى يتبعها الإخوان والسلفيون (تحقير المرأة فى صورة أنه تكريم) لأن هذه المناصب سيتم توزيعها بدون تنقيح التراث وبدون إبراز الوضع الحقيقى للمرأة فى الإسلام وهو أنها تاجرة ومحاربة وشاعرة، وكل شيء مثلها مثل الرجل وهذا ما أخفاه البعض بأحاديث دخيلة وتفسيرات وتأويلات تسيء للآيات مثل آيات الضرب والميراث. 