الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أوقفوا الاستيراد المستفز!

أوقفوا الاستيراد المستفز!
أوقفوا الاستيراد المستفز!


هل من المعقول وسط تلك التحديات التى نواجهها سواء فى مكافحة الإرهاب أو محاولة ضرب الاقتصاد المصرى أو توفير المواد الغذائية الأساسية وإصلاح البنية التحتية من طاقة ومياه وصرف صحى وطرق أن نستمر فى مهزلة استيراد السلع الاستفزازية التى يقال عنها ترفيهية تكلفنا مليارات الدولارات سنوياً فى ظل أزمة اقتصادية طاحنة وتردٍ هائل للجنيه المصرى أمام الدولار الأمريكى.
آخر الإحصاءات التى خرجت عن جهات رسمية مثل هيئة الرقابة على الصادرات والواردات تشير إلى أننا نستورد سنوياً بما يقارب 2 مليار دولار لأطعمة القطط والكلاب، 5.4 مليار دولار لسلع استهلاكية مثل اللبان والخس الكورى والكافيار الأحمر ولحم الطاووس والفواكه المستوردة وبودرة الطعمية، هذا بخلاف استيراد أدوات تجميل وعطور تبلغ 20 مليار جنيه منها الجيد والرديء والمغشوش!!
الغريب أننا نسعى بأنفسنا لزيادة الأزمة الاقتصادية بعدم العمل والإنتاج فنحن نستورد من الصين ما يزيد على 10 مليارات دولار سنويا سلعاً معظمها دون المستوى بداية من الأدوات المنزلية ولعب الأطفال والأدوات المدرسية وفوانيس رمضان ومروراً بالأثاث والجلود حتى أجهزة الكمبيوتر والموبايل هذا بخلاف السلع المهربة التى لا يمكن تقدير قيمة استيرادها فى حين أننا نصدر للصين بمليار دولار فقط مواد خام جيدة مثل الرخام والجلود والزجاج ليقوم الصينيون بتصنيعها وإرسالها لأوروبا وأمريكا بأسعار مرتفعة فى حين يقوم المستوردون عديمو الضمير باستيراد السلع غير المطابقة للمواصفات غير السليمة وربما تكون ضارة مثل الأحذية والشنط ولعب الأطفال المصنوعة من المخلفات.
والأسوأ أن معظم المصانع المنتجة  للأقمشة والملابس أو السلع المنزلية وصناعة الأثاث قد أوقفت إنتاجها وحولت مصانعها إلى مخازن للسلع المستورد نتيجة عدة معوقات لم تساهم الدولة فى حلها، كما أننا نعجز عن تصنيع المواد الخام التى تصدر رخيصة ويتم تصنيعها فى الخارج لتروج بأسعار خيالية.
حان الوقت لتتوقف مهزلة الاستيراد العشوائى ولتذهب اتفاقية التجارة العالمية للجحيم والدعاية لسلع ترفيهية اعتاد الكل سواء غنيًا أو فقيرًا على شرائها.. لن نموت إذا توقفنا عن تناول اللبان والآيس كريم المستورد والكافيار ولن تموت القطط والكلاب لو منعنا أكلها بالدولار الأمريكى.. آن الأوان أن نفيق وأن نوجه مواردنا للتعليم والإنتاج وإتاحة فرص العمل والتنمية البشرية وتصنيع إنتاجنا الخام بأيدينا وتصديره بالعملة الصعبة التى تعين البلد على استيراد السلع الأساسية.