الإثنين 16 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

بيشوى وأرسانى.. وثالثهما التطبيع

بيشوى وأرسانى.. وثالثهما التطبيع
بيشوى وأرسانى.. وثالثهما التطبيع


فى مفاجأة من العيار الثقيل اتصل الأنبا أرسانى أسقف هولندا والمعروف إعلامياً بـ«زعيم تنظيم أساقفة التطبيع» بالأنبا بيشوى مطران دمياط - كفر الشيخ مستنجداً به لمنع محاكمة أساقفة التطبيع مع إسرائيل بمعرفة المجمع المقدس على هامش فعاليات اجتماع المجمع المقدس الشهر المقبل، هؤلاء الأساقفة الذين يحرضون بعض أقباط المهجر على الذهاب إلى القدس وزيارة الأماكن المقدسة، وهو الأمر الممنوع كنسياً من قبل البابا، والمفاجأة هنا ليست فى اتصال الأسقف بالمطران وطلب النجدة وإنما أن المطران الأنبا بيشوى هو الراعى الرسمى لعملية التطبيع الدينى والسياحى مع إسرائيل، وهو أول من زار القدس ودائم التردد على المدينة المقدسة بصحبة بعض الوفود من الأقباط خاصة أقباط المهجر.

انطلاق محاكمات أساقفة التطبيع بمعرفة المجمع المقدس يفتح النيران على بيشوي، خاصة أن هناك جناحاً كبيراً يتربص به داخل المجمع ويمكن أن تتخذ تلك المحاكمات كبداية لفتح ملف بيشوى فى فساد الكنيسة، خاصة فيما يتعلق بالمحاكمات الكنسية، وهو ما جعل الأنبا بيشوى يستل سيف الإيمان المزعوم ويشن حملة إعلامية مكبرة  لتشويه البابا إيمانياً للضغط عليه ومنعه من فتح ملف «أساقفة التطبيع» والذى يعتبر بيشوى الراعى الرسمى له.
كان الأنبا بيشوى من المستبعدين فى انتخابات الكرسى البابوي، التى أتت بالبابا تواضروس بطريركاً للكرازة المرقسية، وعلى أثر ذلك أطيح ببيشوى من سكرتارية المجمع المقدس وتقليص صلاحياته الكنسية ورغبة من البابا فى عدم خلق نزاعات داخل الكنيسة كلف قداسته الأنبا بيشوى ببعض المهام الكنسية داخل وخارج مصر وأبدى البابا وداً كبيراً تجاه بيشوى استمر حتى أيام قليلة قبل أن تنشر «روزاليوسف» تحقيقاتها بشأن أساقفة التطبيع، فاصطحب البابا بيشوى ضمن الوفد الرفيع المرافق له فى زيارته إلى إثيوبيا ولكن فجأة وعقب انفجار ملف «أساقفة التطبيع» انقلب بيشوى على البابا فإذا ما قرر البابا الخوض فى المحاكمات سرع بيشوى من وتيرة حملته فى تلطيخ وجه البابا أما إذا تراجع البابا أوقف بيشوى حملته.
  الجهاز الإعلامى لبيشوي
الأنبا بيشوى يحيط نفسة بزمرة من إعلاميى «بير السلم» وبعض «أنصاف اللاهوتيين» ومولهم لعمل مواقع خاصة بهم على الشبكة العنكبوتية، إضافة إلى العديد من الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي، وتم الدفع بهم لكتابة مقالات فى بعض الصحف وكان الأنبا بيشوى يدير آلته الإعلامية فى الظل ومن الخفاء وكان جهازه الإعلامى يروج للبابا ويدافع عن مواقفه ويرد على كل الانتقادات التى يمكن أن توجه لقداسته، إلا أنه فجأة انقلب الجهاز الإعلامى على البابا وقاموا بالنيل منه ومهاجمته واعتمدوا فى ذلك على ثلاثة حوادث جرت فى الأيام القليلة الماضية، وضخموها وأعادوا صياغتها بما يدين البابا ويضعه فى موقف محرج.
  زيارة الكنيسة اللوثرية
أولى السهام التى أطلقها الجهاز الإعلامى على البابا تواضروس بسبب زيارة قداسته إلى السويد التى انتهت منذ أيام حيث زار البابا خلالها الكنيسة اللوثرية السويدية فى زيارة بروتوكولية ضمن مساعى البابا لوحدة الكنائس العالمية، وتمت دعوة قداسته لحضور بعض الصلوات والترانيم التى أقيمت احتفالا بزيارة البابا للكنيسة اللوثرية ورأست تلك الاحتفالات رئيسة أساقفة الكنيسة حيث تسمح تقاليد الكنيسة اللوثرية بتولى امرأة منصب كبير الأساقفة وهو ما تمنعه تقاليد الكنيسة القبطية ورغبة من المحتفلين بمشاركة البابا احتفالهم دون إحراجه فى مشاركة الطقوس قدموا لقداسته الإنجيل ليقرأ فصلا منه، وهو ما لم يجد البابا فيه أى حرج فقرأ الإنجيل ثم قام مجمع الكنيسة بدعوة البابا تواضروس لاجتماع لتبادل عبارات الود والترحيب وما إن علم الأنبا بيشوى ومؤيدوه الخبر حتى سنوا سكاكينهم ضد البابا واستنكروا الزيارة.
وأخرج الأنبا بيشوى من خزائن مستنداته قرارًا مجمعيًا اتخذ فى جلسة 26 مايو عام 2007 أعلن فيه توقف الحوار بين الكنائس الشرقية والإنجليكان أو الكنيسة اللوثرية بسبب سيامتهم للمثليين كقساوسة مثل القس (جين رونسن) الشاذ الذى تمت رسامته فى نوفمبر 2003. وهو الزعم الذى نفاه البابا. حيث قال: إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تعرف بأنها كنيسة رسولية محافظة، تقليدية عاشت الإيمان الأرثوذكسى منذ أن دخل مارمرقس مصر وأن التواصل مع كنائس العالم رغم الخلافات العقائدية محبة للمسيح لأن الكنائس أعضاء فى جسد المسيح الواحد وأن الأصوات المزعجة والقلوب المتحجرة لا ترى سوى ذاتها، ومن ثم ترفض الحوار بين الكنائس، وهناك أصوات عاقلة بدأت تنادى بالقيم المتبادلة بين الكنائس وضرورة الحوار والتواصل والتقارب على مستويات عديدة وأن التقارب بين الكنائس بدأ منذ سنوات حين دخلت الكنيسة القبطية فى عضوية مجلس الكنائس العالمى ومجلس كنائس الشرق الأوسط وانضمت للحوارات اللاهوتية، وعلى الرغم من نفى البابا شائعات أرباب بيشوى إلا أنهم لم يتوقفوا عن إهالة التراب فكتب أحدهم متهكما على الكنيسة اللوثرية: منعنا الحق من أن نسلم على مثل هؤلاء الناس أو نستضيفهم وذلك فى ظروفٍ غير لائقة، وهو أيضًا يحذرنا من الدخول فى جدال أو حوار مع أناس غير قادرين أن يقبلوا أمور الله لئلا ننسحب من التعليم الحقيقى بالجدال الحاذق الذى له مظهر الحق، لذلك أظن أنه من الخطأ أن نصلى مع مثل هؤلاء الناس لأنه فى أثناء الصلاة توجد لحظات للتحية وتبادل السلام.
 انفصال كنيسة إنجلترا
الحادثة الثانية التى تلقفها أتباع الأنبا بيشوى هى انفصال كنيسة الجزر الأرثوذكسية بإنجلترا عن الكنيسة القبطية الأم وكنيسة إنجلترا لم تكن إيبارشية تابعة للكنيسة القبطية ولكنها كنيسة إنجليزية طلبت الانضمام إلى الكنيسة القبطية عام1994، وهو ما وافق عليه البابا شنودة وقتها على أن يكون ذلك باتفاقية تآخ بين البلدين على أن تظل تلك الكنيسة مستقلة إداريا وماليا، وحينما طالبوا البابا شنودة برسامة أسقف لتلك الكنيسة قام البابا برسامة أسقف إنجليزى إمعانا فى الاستقلال الإدارى وعلى ما يبدو أن هناك دوافع سياسية جعلت كنيسة إنجلترا تطلب إعادة وضعها كما كانت عليه والانفصال عن الكنيسة القبطية فى ظل وجود مشاعر من الاحترام وهو ما ظهر فى بيان الانفصال الذى أصدرته الكنيسة وهنا حرض بيشوى أتباعه على التنديد بقيادة البابا للكنيسة وأن سياسات البابا سوف تؤدى إلى انفصال كنائس المهجر تدريجياً.
  زيارة البابا إلى الولايات المتحدة
كانت المحطة الأخيرة التى شهدت هجوما ضارياً على البابا تواضروس من أتباع الأنبا بيشوى الإليكترونية للضغط على البابا بغرض منعه من محاكمة «تنظيم أساقفة التطبيع» هى زيارة البابا إلى الولايات المتحدة التى انتهت الخميس الماضي، حيث تم استدراج البابا لفخ نصب له مسبقاً من قبل الأنبا كاراس والأنبا يوسف بمعرفة الأنبا بيشوي، حيث اتسمت مراسم ومظاهر الاحتفال باستقبال البابا بالرفاهية الشديدة والبذخ فى الصرف على تلك المظاهر وإهداء هدايا ثمينة للبابا الذى لا ناقة له أو جمل فى تنظيم تلك الاحتفالات، ولكن سريعا تلقف إعلاميو بيشوى صور وأخبار الزيارة وأظهروا البابا بمظهر الملك الأسطورى الذى يعيش فى رغد من العيش وهو ما يتنافى مع كونه راهباً اعتزل مباهج الحياة واتهموه بأنه لا يلتفت إلى فقراء شعبه، ولا يستشعر نبضهم تلك الاتهامات التى لم يرد عليها البابا أو يعيرها اهتماما فلم يكن بمقدوره أن يرفض أن يستقل السيارات الليموزين الفارهة التى أعدت للتحركات أو يرفض هدايا شعبه الذى جاء مرحبا به فلو فعل هذا اتهم بالصلف والتعنت، وأنه يعيش حياة الصحراء وغير قادر على التكيف مع وسائل ومتطلبات الحياة المدنية.
الأنبا بيشوى قرر خوض حرب ضروس شرسة على البابا رغبة منه فى عدم المساس بمخطط التطبيع الذى يقوده بيشوى منذ زمن لكى يظهر بمظهر الرجل الحديدى فى المجمع المقدس الذى يستطيع حماية رجاله ليعيد لنفسه بعضاً من هيبة فقدها مع مجيء البابا تواضروس للكرسى المرقسى وفى مقابل كل ذلك البابا لا يرد العنف بعنف، ولكنه يدير معركته التى يدرك أبعادها جيدا بهدوء ونعومة بعيدًا عن الصدام ملتحفاً بقوانين الكنيسة والاحتكام إلى مجمعها المقدس فى الفصل فى المشكلات فهل سيشهد اجتماع المجمع المقدس القادم صراعًا بين الأنبا بيشوى ورجاله من أساقفة التطبيع من ناحية وبين باقى آباء المجمع من ناحية أخرى.