اقلعى يا أخت الحجاب

ايناس كمال و رحمة سامي
خلال الأيام القليلة الماضية، انتشر بصورة لافتة هاشتاج أو «وسم» عبر موقع «تويتر» بعنوان «يوم بلا حجاب» أو «No hejab day» تضمن آلافًا أو عشرات الآلاف من التغريدات من مدونين عرب وإيرانيين وأتراك وباكستانيين ممن «يرفضون» النقاب والحجاب جملة وتفصيلاً لدى الفتيات.. الهاشتاج يثبت زيادة كبيرة فى أعداد الذين يطالبون بإلغاء الحجاب والنقاب قياسا لسنوات سابقة.
قال مدونون إن تدشين الـ«هاشتاج» يأتى تزامنًا مع ذكرى ما سموه، يوم الكفاح ضدّ الغطاء الإسلامى التقليدى «الحجاب» الذى يدعو المسلمات فى أنحاء العالم إلى الشجاعة وخلع الحجاب من على رؤوسهنّ.
واعتبر مدونون مصريون أن التخلص من الحجاب يعنى تحرر مصر من فكر الوهابية الذى تسرب إليها فى السبعينيات، مشددين على ضرورة استعادة وسطية مصر وتسامحها، كون الإسلام لا يختزل فى المظهر الخارجي، ودشنوا «هاشتاج» لم يحقق نجاحًا كبيرًا بعنوان «ثورة على الوهابية».
وذكر موقع «المصدر» التابع لدولة الاحتلال الإسرائيلى أن الذى يقف خلف الهاشتاج مجموعة من النشطاء الاجتماعيين الإيرانيين، ممن يرون أن الحجاب يهدف إلى تقزيم المرأة ودورها فى الدول المسلمة ومنعها من الحرية.
وأضاف الموقع إن اليوم العالمى لخلع الحجاب انبثق من فكرة انتشرت عبر موقعى التواصل الاجتماعى «فيسبوك» و«تويتر» قبل نحو عامين، عندما احتجّ نشطاء وبشكل خاص ناشطات اجتماعيات إيرانيات ضدّ الإكراه الدينى الذى يلزم النساء بارتداء الحجاب دون اهتمام بسنّهنّ أو مكانتهنّ أو رغبتهنّ.
ورد مؤيدون للحجاب والنقاب بتدشين هاشتاج موازٍ تحت عنوان «يوم الحجاب العالمى»، غير أن هذا الأمر لم يسفر سوى عن زيادة انتشار الهاشتاج الأول الذى يقول مؤيدوه بأن المتشددين يريدون مصادرة حقهم حتى فى التعبير عن آرائهم على مواقع التواصل.
وكتب مدون إنه فى ممالك وإمارات ترى أن النساء ناقصات عقل ودين، وتفرض عليهن ارتداء «الخيم السوداء»، توجد كل الرذائل فى الظلام، ورد عليه آخر قائلا: «سافرت إلى لندن فرأيت خليجيات يرتكبن ما لا تجرؤ البنت الإنجليزية على فعله.. لا للتدين الظاهرى».
احتدم النقاش والجدال داخل موقع «تويتر» بالأخص داخل الهاشتاج، ورحب عدد من الأوروبيين والأمريكيين، بالفكرة إلى جانب معارضين أدانوا منشئى الهاشتاج.
وانتشرت العديد من الصور بمغردات أردن مشاركة قصصهن وتحديهن للمجتمع بخلعهن للحجاب وبصورهن الشخصية بحجاب وبدونه وكتبن بلغات مختلفة أبرزها الإنجليزية إنه دعما لحرية النساء وعدم الخضوع لفرض سلطة على الفتيات أن يخلعن الحجاب.
كما غرد مستخدمون للموقع بصور لسيدات منتقبات يحملن السلاح وكتبوا عليها إن الحجاب أو النقاب أو أى زى إسلامى يدعو للعنف فهو ليس من الدين وليس من الإسلام كما أن هذه الأزياء تستر العديد من المجرمين، «قاومى واخلعيه».
كتب معلق اسمه مايكل «إذا كنت ترغبين بارتداء الحجاب فافعلى ذلك، ولكن إذا فرضوا عليك ارتداء الحجاب بخلاف رغبتك، ولايزال من الآمن خلعه، فاخلعيه».
وغرّدت معلقة أخرى بصورة كُتب عليها «هذه دولة ديموقراطية وحرة»، وكتبت أيضا «حجابي، هو فخرى. أرجو احترام إرادتى الحرة»، وكتبت ناشطة اجتماعية اسمها ليسا فى تعليق «نحن نطلب أيضًا من الرجال العرب «تغطية» جمالهم».
وقالت أخرى مصرية تؤيد حقّ النساء فى ارتداء اللباس التقليدى فى تغريدة إنها لا تأسف لكونها اختارت ارتداء الحجاب، اللباس التقليدى للنساء المسلمات، وقالت إنها تقبل على نفسها بسرور كبير الإسلام وما يمليه ولا تأسف على ذلك للحظة.
وعلق آخرون برسوم كاريكاتورية وكرتونية تسخر من الحجاب وإجبار النساء على ارتدائه وانتشر كاريكاتير يطلب فيه شيخ من زوجته فاطمة أن تقول للعالم أن الحجاب اختيار حر وبإرادتها، فتجيبه أنها إذا أرادت أن تعتمر قبعة ستعتمرها، ثم تتلقى لكمة منه فتجيب بإجابته أن الحجاب اختيار حر لها.. فى إشارة إلى أن النساء يجبرن فى بلاد المسلمين وأحيانا يتم ضربهن لارتداء الحجاب.
دعوات خلع الحجاب انتشرت فى الآونة الأخيرة بين الفتيات.
حيث انتشرت دعوات فى مصر على يد عدد من النشطاء وكتاب صحفيين أبرزهم الكاتب شريف الشوباشى الذى دعا لمليونية فى ميدان التحرير لخلع الحجاب.. وبين مؤيد ومعارض احتدمت الخلافات بين النشطاء فى مصر حول انتماء الحجاب للإسلام وفقا لما يراه الأغلبية؛ لكن فتاوى ليست بالجديدة أكدت أن الحجاب ليس رمزًا دينيًا ولا يمت للإسلام بصلة وإنما كان مظهرًا تقليديًا لدى نساء العرب آنذاك وتم فرضه على زوجات النبى ليتم إخفاؤهن عن الرجال فى ظروف معينة اضطرتهن إلى ذلك.
وكانت صحفية إيرانية تدعى مسيح نجاد، نشرت صورتها على صفحتها الشخصية على «فيسبوك» وهى سافرة بذريعة أنها تريد أن تفتح المجال أمام نساء بلدها إلى اختبار تجربة الحياة بدون الحجاب الذى يُفرض عليهن بحكم القانون منذ العام 1979، لكن دولة الملالى فى إيران لم تتسامح مع الإجراء وقررت ترحيلها خارج البلاد.
واعتقلت الشرطة الإيرانية وغرمت 3.6 مليون امرأة فى عام 2015 بسبب ملابسهن غير المحتشمة أو غير اللائقة حيث يعتبر النقاب زيًا مفروضًا على النساء فى إيران.
ونشرت فتاة مصرية مجموعة من التغريدات انتقدت فيها الانشغال بمسألة النقاب باعتباره شأنًا خاصًا وقرارًا فرديا لا علاقة له بالآخرين، وتساءلت: «ماذا لو ارتديت النقاب ظاهريًا بدعوى التقوى فى حين أن ضميرى غير نقي؟»، وكتبت أيضًا «من حق أى إنسان أن يختار ملابسه، لكن من الجهل أن نختزل الدين والشرف والفضيلة فى رداء».
ونشر مدون يسمى نفسه «عدو الوهابية» تغريدة كتب فيها «الأغبياء يختزلون الإسلام مجرد لباس يستر الجسد، فى حين أن الروح والضمير يملأهما الخراب»، ونشر صورة لفتاة تدارى وجهها بالخمار بينما فخذاها مكشوفان.