الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تحالف السلفيين واقباط المهجر لتشويه سمعة مصر فى الخارج

تحالف السلفيين واقباط المهجر  لتشويه سمعة مصر فى الخارج
تحالف السلفيين واقباط المهجر لتشويه سمعة مصر فى الخارج


الأقباط هم الشريحة التى تم تمييزها إيجابيا ضمن بعض الفئات مثل المرأة والمعاقين داخل الدستور وقد حدد الدستور كوتة للأقباط تتراوح بين 24 إلى 30 نائبا داخل البرلمان الجديد، ولأن الأقباط كانوا عازفين عن ممارسة الحياة السياسية وخرجوا إلى تلك الحياة قريباً فقد وجدت القوى السياسية والأحزاب نفسها فى مأزق لا تحسد عليه لتكمل قوائمها بمرشح قبطي.
تصدرت أحداث محاولات إشعال الفتنة الطائفية فى العامرية المشهد الإعلامى الأسبوع الماضي، حيث تحول نزاع على قطعة أرض زراعية إلى صراع طائفى داخل المدينة، ومحاولات توصيف المشهد هكذا ما هى إلا غطاء إعلامى يغطى على مخطط لإحراق الوطن، بات واضحا ومكشوفا وتقف من ورائه الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور الذى يستهدف إسقاط النظام وجهاز الأمن وتشويه سمعة مصر فى المحافل الدولية واستعداء كل القوى الخارجية ضد مصر بمن فيهم المصريون فى الخارج والذين يدعمون النظام بكل قوة.
الإرهاب الناعم
من الخطأ التعامل مع الدعوة السلفية كجماعة إرهابية عنيفة، فهى على أرض الواقع استفادت من فشل المواجهات العنيفة للدولة للجماعة الأم «الإخوان» وصار مؤكدا بما لا يدع مجالا للشك أن أى مواجهات عنيفة مع الدولة سوف تبوء بالفشل وستدفع الدعوة السلفية ثمنا باهظا لتلك المواجهات ومن ثم كان على الجماعة أن تجرى تغييرا نوعيا على مستوى التكنيك وليس على مستوى الاستراتيجيات فالأهداف لدى السلفية لن تتغير والانقضاض على مقاليد الحكم فى مصر غاية لا يحيد عنها السلفيون ولكن التغيير هنا يأتى على  مستوى آليات التنفيذ داخلياً وخارجياً بشكل ناعم عن طريق إثارة بعض الأحداث الطائفية وإلباسها للدولة فمن يظن أن أحداث العامرية وما على شاكلتها هى أحداث فردية لا يقع تأثيرها إلا فى محيطها الجغرافى فتلك الأحداث يتم تضخيمها وترويجها خارجياً لإضعاف النظام الحاكم.
إحراج دولى
ليس من قبيل المصادفة أن تتزامن زيارة الرئيس السيسى إلى الأمم المتحدة مع افتعال أحداث فتنة طائفية فى الداخل، ففى زيارة الرئيس السابقة إلى الأمم المتحدة تم افتعال أحداث فتنة طائفية فى قرية الجلاء بمركز سمالوط بمحافظة المنيا، حيث رفض السلفيون بالقرية بناء كنيسة السيدة العذراء برغم حصول مطرانية سمالوط على تصاريح رسمية ببنائها، حيث اشترط السلفيون على الأجهزة الأمنية شروطا تعجيزية مقابل الموافقة على بناء الكنيسة وكانت تلك الشروط التى فرضها المتشددون بناء الكنيسة على مساحة 400 متر فقط وبدون منارة أو صليب أو أجراس أو أى مظاهر تدل أنها كنيسة وأن يكون ارتفاع الكنيسة دورا واحداً فقط وأن يكون مدخلها فى حارة جانبية ومنع فتح باب لها على الشارع الرئيسى وحضور مسلمين من القرية وقت حفر الأساسات للتأكد من أنها لا تتحمل سوى دور واحد فقط، وإذا هدمت الكنيسة أو حرقت لا يتم تجديدها أو إعادة بنائها وأن يتم تسجيل الشروط السابقة فى الشهر العقارى لتكون ملزمة للأقباط وغير قابلة للتغيير وكان المتوقع أن يثور الأقباط ضد تلك الشروط المجحفة من قبل من لا يملك هذا الحق وأن تشتعل حرب طائفية بين الأقباط والسلفيين ويتم تضخيم الحدث دولياً على أنه اضطهاد للأقباط فى مصر ويتم إحراج الرئيس أثناء إلقاء كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ولكن الكنيسة وبذكاء فوتت الفرصة على السلفيين وأعلن الأنبا بيفنوتيوس أسقف سمالوط إيقاف المفاوضات حول بناء الكنيسة حتى انتهاء زيارة الرئيس وأنه يثق فى الدولة وأجهزتها فى إحقاق الحق وعاد الرئيس من زيارته وتناسى السلفيون أمر الكنيسة ونفس السيناريو يتم إخراجه مع زيارة الرئيس الثانية للأمم المتحدة ولكن هذه المرة كانت العامرية هى مسرح الأحداث فالهدف هنا واضح ولا يحتاج إلى تكهن وهو إحراج الرئيس دوليا والتضييق عليه وشل كل جهوده الدولية وإفشالها. 
يعلم السلفيون جيدا أن كل محاولاتهم للتهييج الطائفى داخل مصر سوف تنقلب عليهم، فكل مخططاتهم باتت واضحة ومعروفة للجميع ولكن تلك الأحداث التى يفتعلونها يتم تضخيمها إعلامياً لتصل إلى كل من يهمه الأمر على مستوى العالم ومن الجهات المستهدفة من قبل السلفيين أقباط المهجر الذين أصبحوا قوة ناعمة للرئيس والنظام والدولة ويحتشدون بقوة مظاهراتهم المؤيدة للرئيس أمام الأمم المتحدة ويحولون الحادث إلى عيد قومي تتناقل أحداثه وسائل الإعلام، ومن هنا تستهدف الأحداث الطائفية التى يفتعلها السلفيون توصيل رسالة لأقباط المهجر مفادها أن هذا هو رئيسكم المحتفى به يضطهد أهاليكم فى الداخل وسرعان ما تجد تلك الرسائل طريقها لبعض أصحاب سبوبات حقوق الإنسان من الأقباط فى أمريكا فيتناقلون الحدث وكأن هناك إبادة للأقباط فى مصر، ويبرز هنا اسم مجدى خليل، المعادي لكل ما هو إسلامي فى مصر والنافخ فى كور الفتنة الطائفية ليروج لما أراده السلفيون وسط أقباط المهجر قبيل وأثناء زيارة الرئيس فيكتب على صفحته الشخصية على الفيس بوك «اللقب الجدي» مصر أم الدواعش».. دواعش مصر وهم يهاجمون بيوت وكنيسة الأقباط فى العامرية» ويطالب المجتمع الدولى بحماية أقباط مصر ولكن خليل من الوجوه الكريهة لدى أقباط المهجر والجميع يعلم أنه يدير سبوبة للفتنة الطائفية ليرتزق من ورائها فكان التحريض على صفحة مجدى خليل كافياً أن يعرف الجميع أن هناك مؤامرة تحاك ضد الرئيس وفوت أقباط المهجر الفرصة على السلفيين ومن يريدون الصيد فى الماء العكر وحشدوا بكل قوتهم واستقبلوا الرئيس على أحسن ما يكون الاستقبال وانتشرت فعالياتهم فى كل أرجاء مدينة نيويورك ابتهاجاً بقدوم رئيس كل المصريين الذى لا يفرق بين أحد من مواطنيه فالجميع أبناء له.
استدرج السلفيون الشرطة فى مواجهة أمنية سوف نفرد تفاصيلها بعد ولكن السلفيين لا قبل لهم بمواجهة الشرطة وهم أيضاً لا يسعون لتلك المواجهة ولكنهم أرادوا نصب شرك خداعي لجهاز الأمن فبعد أن افتعلوا الحادثة وهرعت قوات الأمن للسيطرة فوجئ رجال الشرطة بأن السلفيين أخرجوا نساءهم وبناتهم وأطفالهم وشيوخهم وصنعوا منهم حائطاً بشريا فى مواجهة القوات التى جاءت لحقن الدماء وعجيب الأمر أن نساء وبنات السلفيين قمن بإلقاء الحجارة على رجال الأمن لاستفزازهم وهنا يبدو جليا الفخ المنصوب لقوات الشرطة فإن قامت الشرطة بالتعدى على النساء والبنات والأطفال لتنفيذ المهام المنوطة بها أمنيا هيج السلفيون الرأى العام ضد الشرطة وإن تراجعوا اتهموا بأنهم يتركون الأقباط فريسة للسلفيين ويتواطأون معهم. 
ينبغى علينا هنا أن نعيد قراءة المشهد فى أحداث العامرية حتى يتكشف لنا ما سبق وأسلفناه من أن تلك الأحداث ليست بطائفية، فبين طيات الأحداث ما يثبت لنا عكس هذا تماما وأن هناك لحمة وطنية بين الأقباط والمسلمين ولكن تلك الأحداث تأتى ضمن مخطط السلفيين لهدم الوطن والانقضاض على الحكم عنوة، فالعامرية كانت بيئة خصبة لتلك الأحداث فالمدينة بها أكبر تجمع للدعوة السلفية ليس على مستوى مصر فقط بل على مستوى العالم ومنها تخرج كل مخططات السلفيين وذراعهم السياسية حزب النور إلى حيث الظلام واللا نور كما أن شيوخ الدعوة لا يملون من تغذية الاحتقان الديني فى المنطقة ففي شهر فبراير 2012 بسبب شائعة وجود علاقة بين شاب مسيحي وفتاة مسلمة لم تثبت صحتها بعد، قام السلفيون بتهجير عدد من الأقباط عنوة وما تبع ذلك من اعتداءات وحرق منازل وممتلكات بعض المواطنين المسيحيين المصريين فالأجواء لم تهدأ بعد وشبح البلطجة السلفية والاستقواء يخيم على المدينة خاصة أنهم يمتلكون ترسانة من الأسلحة يعرفون جيدا كيف يخفونها عن أعين الأمن. 
يحكى لنا «موسي مكانوتي» أحد أفراد عائلة مكانوتى المسيحية والتى كانت الطرف المعتدى عليه من بلطجية الدعوة السلفية تفاصيل الأحداث فيقول: فى عام 2012 قامت عائلة الحوتى السلفية باستغلال وصول الإخوان للحكم وقاموا بالاستيلاء على العديد من أراضى الأقباط باعتبار أن مال الأقباط حلال لهم إشارة إلى قرب إقامة دولة الخلافة الإخوانية التى تجعل من الأقباط أهل ذمة، وكان من ضمن تلك الأراضى قطعة أرض تخص عائلة مكانوتى ولم تجد عائلة مكانوتى القبطية طريقا سوى اللجوء إلى المجالس العرفية لإعادة أرضهم فى ظل غياب القانون فى هذه الحقبة السوداء من تاريخ مصر وأخذت العائلة جميع الأوراق واتجهت إلى الشيخ شريف الهوارى شيخ الدعوة السلفية الذى أرسل شيوخا لسؤال الجيران عن الأرض محل النزاع وطلب استدعاء عائلة الحوتى التى رفضت الحضور وبعد فترة من الاستقصاء وللتمويه وإبعاد أى شبهة عن الدعوة السلفية سلم الشيخ شريف الهوارى ورقة مختومة بختم الدعوة السلفية بأحقية عائلة مكانوتى بالأرض، لم تستطع عائلة مكانوتى استلام أرضها فلجأت إلى القضاء الذى أصدر حكما بأحقيتها فى الأرض طبقا للعقود الرسمية التى تملكها  وتوجهت قوة من الشرطة فى أبريل 2014 بعد رحيل نظام الإخوان ولكن القوة واجهت تصديا مسلحا من جانب السلفيين فعادت وأرسلت خطابا إلى النيابة العامة بوجود اعتراض على التسليم وفى تجديد للموقف بعد عام كامل توجهت قوة مكتملة ومدعمة من مديرية أمن الإسكندرية للتنفيذ واستعدت عائلة الحوتى للقوة الأمنية ونشرت أفراد عائلتها من أطفال ونساء وبنات وشيوخ داخل زراعات الذرة المجاورة للأرض محل النزاع وعند وصول الشرطة أطلقت عائلة الحوتى الأعيرة النارية من خلف الساتر البشرى على أفراد الشرطة التى ردت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع ومع شدة إطلاق النيران من الطرف الآخر أطلقت الشرطة الأعيرة الخرطوش لصد الاعتداء من عائلة الحوتى لم تجد عائلة الحوتي، طريقا سوى استخدام الطائفية لحشد المسلمين ضد الشرطة فاستخدمت منابر ومكبرات الصوت من المساجد لحشد السلفيين بإذاعة أن الشرطة تهاجم المسلمين لصالح المسيحيين وأنقذوا المسلمين من اعتداء المسيحيين وهى نفس الطريقة التى استخدمت فى المحاولة الأولى من التمكين وهكذا تحول الأمر إلى معركة دينية رغم أن النزاع مدنى بحت وليس له علاقة بالأديان، وكالعادة وفى مسلسل اعتدنا عليه لم يجد الطرف المعتدى سوى الطرف الأضعف للانتقام منه وهم الأقباط عقابا لهم على السماح بدخول الشرطة للقرية فقاموا بقذف كنيسة مارجرجس بالحجارة وهى ملاصقة للأرض محل النزاع كما تم تكسير عدد من منازل الأقباط وسط هتافات التكبير وحاولوا اقتحام مزرعة عائلة مكانوتى التى تبعد عن القرية 3 كم. 
الوحدة الوطنية تنقذ الأقباط فى طريق جحافل جيوش السلفية من عائلة الحوتى لاقتحام مزرعة عائلة مكانوتى تصدت لهم عائلة «مغاورة» من أكبر عائلات العامرية وقطعت الطريق على عائلة الحوتى ومنعتها من الوصول إلى المزرعة وتدميرها وحمت أكثر من 12 أسرة من الفتك بهم. 
التلويح بالتهجير 
لم تجد العائلة المعتدية سوى إرسال تهديدات مباشرة للأقباط بمغادرة منازلهم خلال ساعات وإلا الموت سوف يكون فى انتظارهم وحاول وسطاء إقناع العائلات القبطية بمغادرة المنازل لحين هدوء الأوضاع فى مسلسل معروف وهو إخضاعهم للعرف بعد ذلك والمساومة على ترك الأرض مقابل العودة لمنازلهم ولكن العائلة التى تعود أصولها لمحافظة أسيوط أدركت هذا المخطط الشيطانى ورفضت ترك المنازل لأنها لم ترتكب أى جريمة وقررت البقاء فى المنازل وعدم الخضوع وأطلقت المناشدات لحل الأزمة وتنفيذ القانون بتمكين العائلة من أرضها وطلبت دعم الشرطة بقوة من الجيش لتنفيذ القانون، الأمر المثير أن لافتات الإخوان المسلمين ما زالت متواجدة بالعامرية وكتب على بعض الحوائط ومداخل القرى «الإخوان المسلمون يهنئون بالعيد» وهو ما يؤكد أن العامرية تحت السيطرة الإخوانية والمؤامرة تستهدف تدمير الوطن وليس مجرد فتنة طائفية.